
أحمد الطاهري
القرار
الحياة قرار.. بعضنا قد يحتار فى تدبير قرار نفسه.. بعضنا قد يتردد فى اتخاذ قرار يخص أسرته الصغيرة.. هل فكرت يومًا فى مسئولية قرار مصيرى يحمل حياة 100 مليون؟
هل فكرت يومًا فى عبء وحمل ومسئولية قرار فاصل فى تاريخ الأمَّة المصرية؟.. ولكن القيادة قرار.
ومن هنا سَنَدَ القدرُ مصرَ عندما رزقها بالرئيس «عَبدالفَتَّاح السِّيسى» القائد الذى حفر اسمه بحروف من نور فى سجل القادة الذين صنعوا تاريخًا.
قرارُ تحرير مصر من الإخوان وأيامهم قاتمة السَّواد والاستجابة لمَطالب الشعب المصرى لم يكن أبدًا مجرد موقف بطولى لابْن مصر الذى أقسَم أن يكون فداءً لها وألاّ يرَى بلدَه وأهله بين براثن جماعة إرهابيّة هى الأخطر فى تاريخ الإنسانية الحديث.. تتار العصر.
المَغول الذين اختطفوا الدِّين وما الدِّينُ عندهم إلاّ رياء..«جماعة النَهْى عن المعروف والأمْر بالمولوتوف» كما يصفهم زميلى عبدالله رامى فى تحقيق له داخل هذا العدد.
ولكن مؤكد.. كانت أمام الرجُل حساباتٌ قاسية.. تقديراتٌ متعددة للموقف.. مَجْريات الأمور فى الدّاخل وشبَح العُنف والقتل والخراب والدمار يلوح فى الأفق.. مَجْريات الأمُور فى الخارج ودعم غربى بُنِىَ على تصوُّرات خاطئة أن المنطقة أصبحت رهينة للإسلام السياسى لقرون مُقبلة.. تحدّيّات فى الشرق مع إرهاب أحضَره الإخوانُ.. تحدّيّات فى غرب مصر وحدود مُمتدة مع ليبيا التى يَعتصرُها الإرهابُ وتتمزّق بين الميليشيات.. تحدّى فى الجنوب.. وفى الشمال أطماع فى مُقدرات هذا الشعب الصابر الذى يُعانى ويُكافح.
ولكنه قرّرَ وتَحدَّى العالمَ من أجلنا وانتصر لنا وأصبحت مصرُ اليومَ نموذجًا للدولة القادرة على تحدِّى التحدِّى ذاته؛ لأنه لا إرادة تعلو فوق إرادتها.
ولو لم يفعل «عَبدالفَتَّاح السِّيسى» إلاّ بطولته فى 3 يوليو 2013 لكفاه.. لو لم يَقُلْ إلاّ بيان تحرير مصر من عصابة المُرشد لكفاه لكى نشكرَه فى كل لحظة وكل حين.
ولكنه قائدٌ من ذَهَب.. لا يَجودُ به الزّمنُ إلاّ كل مئة عام.. مُنقذ.. مُقاتل.. مُحب لهذه الأرض وأهلها.. لا يبغى إلاّ رفعة بلاده.
الرئيس «السِّيسى» الذى قدَّم درسًا عنوانه هكذا يُعاد بناء الأمم.. هكذا يتم بناء القُدرَة وامتلاكها.. هكذا يكون العمل من أجْل بلد بحجم مصر؛ لأنه رئيسٌ بحجم مصر.
مصرُ العُظمَى.. الحلمُ الذى نمضى إليه مسرعين.. مُؤمنين.. واثقين.. مُطمئنّين؛ لأن رئيسَ مصرَ لا يتوقف عن الحُلم والعمل، لا يعرف المستحيل.
نمضى إلى حُلم الجمهورية الجديدة ونحن نعلم أن التحديات على قدْر الطموح.. ولكن لا يعرف اليأسُ طريقًا لنا لأننا فى بلد يتحمّل مسئوليته قائدٌ أمينٌ اتّخذ من الشفافية والمُصارَحة مَنهجًا.. يشاركنا ويصارحنا ويقدّم لنا كل يوم إنجازًا جديدًا ويزفّ لنا البشرَى انظروا يامصريون هذا ما صنعتموه.
رجُل يحقق وُعُودَه قبل أن ينطق بها.. كرامة مصر عنده عالية فى السماء.. وكرامة أهل مصر عنده أغلى من أى شىء.. فلا تستغربْ أن تكونَ (حياة كريمة) منتجًا (سيساوى)؛ لأن كرامة الإنسان المصرى عنده حياة.
جابرُ الخوَاطر.. الرئيسُ الإنسانُ.. كلها أوصافٌ صاغها الشعبُ لقائده.. كبير الأسرة المصرية الذى ضرب المَثل والقدوة فى كل شىء.. لديه لغة خاصّة بينه وبين الشعب لا يحتاج إلى وسيط يشرح ويُفسّر ويُبَرّر ولكن كلما تعاظمت الأمورُ ننتظر أن يَخرج علينا ويتحدث لكى تصغر أمامَنا بمجرّد أن يتصدر لها «السِّيسى» فنثق أن النّصرَ حَليفُنا.
أنشودة الأيام وسيرة شعب عظيم وقائد نبيل.. مَلحمة يوثقها كل يوم التاريخ ولا يمل يفتح صفحاته بلا كَلل.
مصرُ العُظمَى عادت.. تملأ الأرض هيبة.. الآنَ يدرك الكونُ أننا أحفاد الذين بنوا الأهرامات ليتركوا على الأرض حضارتهم.. الآن يعرف العالمُ أننا أحفاد الذين شقوا القناة بدمائهم.
وفى هذا العدد الخاص من مجلة «روزاليوسف» نسعَى جاهدين بما أوتينا من إدراك وما يتسع لنا من أوراق بأن نرصد.. مَلحمة القرار.
قرارٌ غيَّر مصيرَ شعب وأرض.. فاصل بين الحياة والموت.. قاطعٌ بين النور والظلام.. بين الأمل واليأس كان القرارُ مُنقذًا. وعندما أنقِذت مصر.. أنقِذ العرب والشرق بل العالم أجمع.. وكلمة السّرّ هى القرارُ.