الإثنين 30 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

سينما إسرائيل عن أكتوبر:دموع فى عيون وقحة

سينما إسرائيل عن أكتوبر:دموع فى عيون وقحة
سينما إسرائيل عن أكتوبر:دموع فى عيون وقحة


 ما بين أفلام روائية ووثائقية أطلقها صناع السينما فى إسرائيل عن حرب أكتوبر. ومنذ 1974 وحتى توالت 2012 المؤثرة والجادة. حاولت البحث عن أسباب الهزيمة وعما فعلته فى عقول ونفوس الاسرائيليين.. فبعد انتصار أكتوبر وفى عام 1974 ظهر عدد من الأفلام التى تحاول معرفة ماذا حدث. وبعضها حاول علاج الجراح والآخر كشف عن الصدمة التى تعرضوا لها. وعن الفجوة التى حدثت بين جيلين، والتى سببتها حرب أكتوبر أو (حرب يوم الغفران) كما يطلقون عليها هناك.
 
فى عام 1974 قدم المخرج (جورج أوفاديه) فيلم (يوم الحساب) وتناول قصة درامية عن أسرة صغيرة (أب وأم وابنة) يعيشون فى الولايات المتحدة الأمريكية. وبعد قيام حرب أكتوبر يعود الأب ليؤدى دوره ويخدم الوطن بالمشاركة فى الحرب. فيصاب وينقل إلى المستشفى ليتعالج فيفاجأ بأن ابنته تتبرع له بالدم كى يعيش. الفيلم حمل العديد من المشاعر فى بدايته حول فكرة الولاء للوطن ومساندته فى الشدائد، ولكنه عبر أيضا عن الدماء الشابة التى تحاول إنقاذ الأجيال السابقة عليها..وحول ذات الفكرة التى تخص العلاقة التى توترت بين جيلين أحدهما يؤمن بأفكار تؤدى الى ضياع حياة الجيل الآخر.
 
 
يأتى فى نفس العام فيلم (ثلاثة وواحد) للمخرج (ميخائيل كاليك).حيث جاء فيلمه عما تسببت فيه الهزيمة من إبراز الخلاف بين الجيلين القديم والجديد ، فالأجيال القديمة لا تعيش الواقع ولا تتحمل المسئولية.فهى تعيش فى عالم خيالى صنعته لنفسها ، عالم أنانى لا يعبأ بالمستقبل. بل يريد ويسعى بدأب لقتل الأمل فى الأجيال الشابة التى تذهب للحرب فيلقى بها إلى التهلكة.
 
أما المخرج الأشهر فى إسرائيل، والذى يعد واحدا من أهم مخرجى العالم (عاموس جيتاى). فقد عبر عن هزيمة أكتوبر عام 2000 فى واحد من أهم الأفلام التى عبرت عن هذه الهزيمة.وهو فيلم ''كيبور - الغفران'' حيث تناول (جيتاى) قصة جنديين فى يوم 6 أكتوبر 1973 يفقدان وحدتهما ويبدآن فى محاولة العثور على جنود الوحدة وإنقاذهم من الأسر المتوقع من قبل القوات المصرية.الفيلم عرض فى المسابقة الرسمية لمهرجان (كان) عام 2000 وفاز بجائزة (فرانسوا شالية).وعرض فى إسرائيل فى نفس العام يوم الخامس من أكتوبر.
 
كما تناولت السينما الروائية فى إسرائيل هزيمة أكتوبر فى نوعيات مختلفة من الأفلام. منها الميلودرامى والرومانسى وحتى الميوزيكال.. فظهر فى عام 1981 الفيلم الدرامى «العقاب» إخراج «ياكى يوشا» والذى يحكى قصة ضابط وصديقيه يخوضان حرب أكتوبر. فيقتل أحد الأصدقاء ويصاب الثانى إصابة بالغة ، ويبدأ الصديق الثالث - بطل الفيلم - فى البحث عن المواساة والسلوان فى شوارع تل أبيب.وعندما ييأس من إيجاد مخرج من الأزمة. يذهب لوالدى الصديق المتوفى ويحاول إقناعى - كذبا- أن ابنهم صنع البطولات فى الحرب وأنه كتب لهم قصيدة...وبعد سنوات يتولى بطل الفيلم مسئولية كتيبة من الجنود. فيحرص على أن يضع كل جندى قصيدة فى جيب سترته.حتى تصل لأهله إذا تعرض للقتل. وفى أسلوب رومانسى ومن خلال قصة حب تتناول المخرجة (ميشيل بات ادم) فى عام .1985 حرب يوم الغفران من خلال فيلم (الحبيب) المأخوذ عن رواية لـ(ابراهام يهوشع) وتقوم (ميشيل) ببطولة الفيلم. والذى يتناول قصة امرأة متزوجة تقع فى غرام رجل آخر. وعندما تحدث الحرب تتغير الأحداث والمصائر.وفى نوعية أخرى أقرب للميوزيكال. يتناول المخرج (عيران ريكليس) من خلال فيلم ( ملتقى البراكين) والذى قدمه عام 1999 ماذا يحدث فى شهر أكتوبر ,1973 قبل أسبوع من حرب يوم الغفران. لخمسة شباب وامرأة واحدة. وهم على وشك التغيير، ومواجهة التحديات الجديدة، وبداية حياة جديدة. الفيلم يستعرض رحلة حنين إلى الأيام الأخيرة من البراءة، الأيام الأخيرة من الغطرسة، اللحظات الأخيرة قبل أن تحاط إسرائيل بالحرب التى سوف تغيرها الى الأبد..(ريكليس) من أكثر المخرجين الاسرائيليين الذين يتناولون فى أفلامهم «الصراع العربى ـ الإسرائيلى» ومن أشهر أفلامه «شجرة الليمون» و(العروس السورية).أما أحدث الأفلام الروائية عن حرب أكتوبر فكان فيلم ( على مرآى) للمخرج (ايال حالفون) والذى تناول قصة جنديين يقتل أحدهما أثناء الحرب فيعيش الآخر بإحساس شديد بالذنب لماذا يعيش هو ويموت صديقه؟.
 
أما عن السينما الوثائقية فقد اهتمت أكثر بتوثيق حكايات من داخل الحرب.لتعكس من خلال هذه الحكايات المأساة النفسية والفكرية التى تعرض لها الإسرائيليون نتيجة هذه الهزيمة. التى أطاحت بأحلام الكثيرين.فقدمت فى عام 1977 فيلما وثائقيا بعنوان (لبيبا) إخراج ( ديفيد بيرلوف). عن ارملة فقدت زوجها أثناء الحرب، وفى أفلام أخرى قدمت مآسى لجنود شاركوا فى الحرب مثل (عموس وطحينة) عن (عموس) الذى تعرض لإصابة بالغة يحكى عنها فى الفيلم للمخرج( علوان وينستوك). وفى فيلم آخر أنتج عام 2011 يتناول المخرج) يوئيل شارون'' فى فيلم «المدينة التى من خلالك» رحلة أحد المعاقين بسبب الحرب والذى يذهب على كرسى متحرك ليطوف شوارع تل أبيب. بحثا عن الضمير الوطنى الذى ضاع..رحلة البحث أيضا ولكن عن الجنود الذين فقدوا يتم تناولها فى فيلمى ( الضباب) 2008 من إخراج (رفيق حلبى) وفيلم (الهاموش) 2009 من إخراج (جيلى ميسلر). فى الفليمين يحاول المخرجان متابعة رحلة البحث عن اثنين من الذين فقدوا فى الحرب ولا يعرف أحد مصيرا لهم. ويحاول فيلم «الضباب» اكتشاف حقيقة أحد الجنود الذى قيل أنه قتل ولكن هناك بعض الشواهد على ظهوره حيا.
 
أما ما تسببت به هزيمة أكتوبر عند الإسرائيليين من تحطيم للأساطير عن بعض الشخصيات السياسية والعسكرية فى إسرائيل وكذلك تحطم الفرضيات الأساسية حول الشخصية الإسرائيلية نفسها. فهذا ما يحاول البحث عنه الفيلم التسجيلى «لحظات من تلك الحرب» أيضا من إخراج (جيلى ميسلر) صاحب فيلم (الهاموش). وفى محاولة أخرى لمعرفة ما الذى حدث وهل من الممكن تكرار هذه الاخطاء التى ارتكبت من قبل الإسرائيليين فى حرب أكتوبر؟. هذه الأسئلة يطرحها المخرج «أميت جورنى» فى فيلم «الحرب المتجنبة » وهو عنوان الفيلم بالإنجليزية أما عنوانه الأصلى فهو «لن ننسى البلاد»