الأكاديمية الوطنية للتدريب.. «القيادة الآمنة» لمستقبل مصر

عبد العزيز النحاس
أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى قرارًا جمهوريًا 434 لسنة 2017، بإنشاء الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، التى تهدف إلى تحقيق متطلبات التنمية البشرية للكوادر الشبابية بجميع قطاعات الدولة، والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم، لتصبح الأكاديمية بمثابة «معبر» لانتقاء العناصر القادرة على العطاء، وخطوة فى طريق بناء الإنسان والاستثمار فيه، وتأكيد الرئيس بأنه «لا مستقبل لدولة بدون شبابها».
تتبع الأكاديمية رئيس الجمهورية؛ كرئيس لمجلس الأمناء، وعضوية رئيس الوزراء، ووزير التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، وممثلين عن رئاسة الجمهورية، ووزارتى التعليم العالى والبحث العلمى، والمالية، وممثل عن المجلس الأعلى للجامعات، إضافة لعدد من الشخصيات ذات الخبرة.
ومنذ تدشين الأكاديمية ولا تزال تقدم أداءً كبيرًا ترك بصمة مميزة لدى خريجيها والجهات المتعاونة معها، فقد أطلقت عددًا من المبادرات القومية لرفع كفاءة المتدربين لتأدية الوظائف بطريقة أكثر احترافية؛ مما يسهم فى تعزيز ثقة المواطن بالدولة، ومن أهمها «المسئول الحكومى المحترف» من شاغلى الشباك الأمامى من موظفى الدولة، حيث تم تدريب نحو 6450 موظفًا من 13 محافظة، منها: القاهرة والجيزة والشرقية والإسكندرية وكفر الشيخ والإسماعيلية ومحافظات الصعيد، ومبادرة «ديوان كفء» التى تستهدف العاملين بدواوين عام المحافظات وبلغ إجمالى المتدربين 106 فى 5 محافظات، كفر الشيخ، الغربية، الإسكندرية والوادى الجديد وأسوان، كما حصلت العديد من الجهات على برامج الأكاديمية من العاملين بالدولة من بينها، هيئة الرقابة الإدارية، ومجلس الدولة، والنيابة الإدارية، ووزارة العدل، وقطاع الأعمال منها مصر للطيران ومترو الأنفاق، بالإضافة إلى العاملين بالجهاز الإدارى مثل الدعاة والمتحدثين الرسميين، ونواب المحافظين، وممثلى المكاتب الخارجية.
وفى إطار البرامج الدولية، مدت الأكاديمية جسور التعاون مع أبرز المؤسسات العالمية المرموقة، للعمل سويًا على تطوير برامج جديدة متخصصة وتبادل الخبرات، لمواكبة وسائل التعلم الحديثة وآخر التطورات العلمية فى مختلف مجالات التدريب، من خلال دمج الخبرات المحلية بالإقليمية والدولية، ويأتى برنامج «المدرسة الوطنية الفرنسية للإدارة» بمصر، كثمرة للتعاون بين الدولة المصرية والاتحاد الأوروبى والمدرسة الوطنية للإدارة الفرنسية، حيث يهدف إلى تدشين برنامج إعداد النخبة فى الإدارة المصرية؛ لكى يتولوا المناصب القيادية فى مصر، وكذلك هناك شراكة استراتيجية مع مركز جنيف للدراسات الأمنية، وتوقيع شراكة مع المركز الوطنى لتنمية الموارد البشرية فى كوريا الجنوبية، الذى يعد أحد أهم مراكز التأهيل فى العالم، كما تم توقيع بروتوكول تعاون مع الوكالة الهولندية للتنمية، التى تضم إحدى أكبر الأكاديميات المختصة بتنمية المحليات.
وهناك خمسة برامج تدريبية ضمن نشاطات «المدرسة الرئاسية للقيادة» تأتى فى إطار اهتمام الدولة بخلق قاعدة شبابية واعدة، ذات وعى وإدراك لما يواجه الوطن من تحديات، ومؤهلة لحمل لواء القيادة فى جميع المناحى، كما تمتد البرامج لدعم قيادات وكفاءات البلدان العربية والإفريقية الشقيقة:
تأهيل الشباب للقيادة (plp)
بدأت فكرة «البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة»، بالإعلان عن مبادرة الرئيس السيسى، فى سبتمبر 2015، بهدف إنشاء قاعدة قوية من الكفاءات الشبابية؛ كى تكون مؤهلة للعمل السياسى والإدارى والمجتمعى بالدولة، من خلال إطلاعها على أحدث نظريات الإدارة والتخطيط العلمى والعملى، وزيادة قدرتها على تطبيق الأساليب الحديثة لمواجهة المشكلات التى تحيط بالدولة المصرية.
وقد تم تخريج ثلاث دفعات، تدرب خلالها 1525 شابًا، وتستمر فترة الدراسة بالبرنامج 8 أشهر، ومن شروطه، أن يكون سن المتقدم من 20 - 30 عامًا، وأن يكون حاصلًا على مؤهل جامعى، وأن يكون مصرى الجنسية، وحسن السير والسلوك.
تأهيل الشباب الإفريقى للقيادة (APLP)
انطلقت فكرة البرنامج تنفيذًا لإحدى توصيات منتدى شباب العالم 2018، تزامنًا مع رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى 2019، ويهدف إلى تجميع الشباب الإفريقى بمختلف انتماءاته ومعتقداته تحت مظلة واحدة هدفها التنمية والسلام، وذلك استكمالًا لدور مصر فى المشاركة الفعالة مع الحكومات الإفريقية الأخرى بالاستثمار فى الشباب؛ ويستهدف إتاحة الفرصة إلى 1000 شاب إفريقى عبر 10 دورات كل دورة بسعة 100 شاب، خلال فترة دراسة 5 أسابيع، وقد تم تخريج 279 شابًا، ومن شروط الالتحاق: أن يكون سن المتقدم من 18-30 عامًا، وتكون الأفضلية للقبول للمتقدمين أصحاب الإنجازات (العلمية، الرياضية، الثقافية، الاجتماعية)، وتقديم بيان حالة دراسية أو شهادة تخرج، اجتياز المقابلات الشخصية للراغبين فى الالتحاق عبر برنامج (Skype).
تأهيل التنفيذيين للقيادة (EPLP)
يهدف البرنامج إلى تمكين الكوادر الفعالة فى مصر؛ لتصبح قادرة على فهم واستخدام الأساليب الحديثة فى صنع السياسات، وإدارة صنع القرار وتحويل التفكير التقليدى لمفاهيم الإدارة العامة إلى أسلوب أكثر حداثة، توافقًا مع أحدث التطبيقات والنماذج الدولية، كما يتماشى مع استراتيجية التنمية المستدامة - رؤية مصر 2030- التى تركز على ثلاثة محاور رئيسية؛ الاقتصاد والبيئة والبعد الاجتماعى مع توفير اهتمام خاص لفئات محددة من المجتمع بما فى ذلك الشباب والنساء وذوو الإعاقة، بالإضافة إلى أن البرنامج يوفر للمشاركين المعرفة والأدوات والمهارات ذات الصلة لتعريفهم بجميع جوانب الإدارة العامة، وتتم الدراسة خلال 9 أشهر، وقد تقدم للدفعة الثالثة 8 آلاف متقدم، اجتاز منهم جميع الاختبارات 65 موظفًا.
ومن متطلبات التسجيل، يجب أن يكون المتقدم مصريًا، يتراوح عمره ما بين 30 – 45 عامًا، وأن يكون حاصلًا على شهادة جامعية، وأن يكون أحد العاملين بالدولة من المخاطبين بأحكام قانون الخدمة المدنية، أو من العاملين فى الجامعات من أعضاء هيئة التدريس والهيئات المعاونة، والعاملين فى قطاع الأعمال والقطاع العام أو الهيئات العامة والشركات القابضة أو التابعة، وأن يكون حاصلًا على شهادة تويفل من الاميديست «بدرجة 450 على الأقل» أو شهادة أيلتس من المركز الثقافى البريطانى، بدرجة 4.5 على الأقل، وأن يتمتع بحسن السير والسلوك
تأهيل الباحثين للقيادة (AD PLP)
يهدف البرنامج إلى تأهيل الباحثين والمتفوقين من خريجى الجامعات، ببرنامج متخصص لتعزيز إمكانياتهم العلمية والبحثية، وخاصة فى الموضوعات ذات الصلة بالتحديات التى تواجه مصر، بالإضافة إلى تنمية مهارات الملتحقين الشخصية والقيادية، وفترة الدراسة بالبرنامج 4 أشهر.
تأهيل الصغار للقيادة
ويتيح لطلاب المدارس والجامعات المصرية الالتحاق ببرامج الأكاديمية من عمر 15-21 عامًا، تحت مسمى البرنامج الرئاسى لتأهيل الصغار للقيادة، ومن المنتظر إطلاقه خلال شهر سبتمبر المقبل.