الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
حينما قال القس للمسلمين

حينما قال القس للمسلمين

الحوادث الطائفية القليلة المتسارعة شديدة الوطء ضدّ المسلمين فى أوروبا وأمريكا هذهِ الأيام، لا يجب فصلها عن السياق العام للنار المشتعلة فى العالم.. للعالم المحروق أركانه الأربعة وأرضياته وأسقفه، للمؤامرة الكونية على الناس فى أربعة أرجاء الدنيا.. وبنظرة متأنية ومتأملة سنعرف أنها (صُنْعْ بره) صناعة مخابراتية عالية المستوى حتى وإن اشترك فى تأجيجها رجال دين من أوروبا وأمريكا.. تماماً مثل كل الحوادث الطائفية القديمة فى أىّ مكان..حوادث ليست صناعة شعبية خالصة.. دائما تشوبها شوائب.. حتى وإن نفذها مواطنون وكان وقودها مواطنين.. الجميع يُسَاق إلى النار عمياناً.. ولسوف توضع فى نطاقها وحيزها الضيق باعتبارها حوادث فردية ومنفذوها ممسوسون- هى كذلك بالفعل-  فلا تأخذك العزة بالإثم ولا تحركك النعرة الطائفية المذمومة المقيتة.. بل فكر بنظرية المؤامرة ولسوف تدرك وحدك بأن الشعوب صارت أكثر ذكاء ورحمة ووعياً من حكوماتها بالفعل.



الحوادث الطائفية ضد الأقليات المسلمة فى أوروبا وأمريكا ليس أخطرها حادثتى حرق القرآن الكريم فى مالمو بالسويد.. ولا الإساءة الثانية مع سبق الإصرار والترصد لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فى صحيفة تشارلى إبدو الفرنسية.. ولا تأييد ماكرون لصحفيى بلاده للإساءة النبى.. خذ ماكرون ومثقفى وكريمة إعلامه وصحافته مثالا ودليلا واضحين إنها حوادث (جاية من فوق، من مكان أكبر من ماكرون ومثقفى «فغنسا» واللى مشغلينهم). ثمة حادثة أكثرها وطأة اهتمت بفضحها ويبثها الـ سى إن إن.. حادثة أقدم قليلا - جميعها حدثت فى شهر واحد- أكثر سخونة وعنصرية وطائفية من حادثتى مالمو وتشارلى إبدو.. كانت فى ميامى بولاية فلوريدا، حين تم إجبار مسلمين محتجزين بسبب فيروس كورونا على الخيار بين أكل الخنزير أو أكل لحم حلال منتهى الصلاحية منذ عامين وفاسد تماما.. وحين اشتكى المسلمون للقسيس بدائرة الحجز الذى يخضعون له قال لهم: هذا ما لدينا فاختاروا.. أو بالنص وبالأمانة فى الترجمة قال القس للمسلمين الذى استاءوا وذهبوا بشكواهم لأن هذا الطعام من لحم الخنزير مُحَرّمٌ فى شريعتنا، رد عيهم : It Is What It Is. 

تلك الحادثة التى تبناها محامو حقوق الإنسان بأمريكا ونقلتها السى إن إن ثم صحف كثيرة.. فتم إخمادها سريعاً.. ولم تؤتِ أكلها.. يعنى، لم تحقق المطلوب منها باشتعال الأمر ووصوله لفتنة طائفية بين المسيحيين والمسلمين فى منطقة وولاية هادئة نسبياً، لم تصلها نيران فتنة جورج فلويد ويعقوب بليك، نيران الحرب الأهلية المشتعلة بين الشرطة والمواطنين فى أمريكا بولايات كثيرة وهى الأكثر هولاً واتساعاً من حوادث فتنة طائفية ضد المسلمين.. لأن الناس بالفعل فى بلاد كأمريكا وأوروبا يحكمهم قانون ويحميهم دستور.. وهذا ما حدث فى موقعة الخنزير بميامى/فلوريدا.

فكان أن حاولوا إشعال الأمر فى أوروبا: السويد وفرنسا.. حين تقدم مهووسون من اليمين المسيحى المتطرف بحرق نسخة من القرآن الكريم فى بلد لا تعرف الفتن وفى مشهد سينمائى قد أُعِدّ له السيناريو والكاميرات والشهود سلفا.. ثم بُثّ على الهواء.

تبعه مشهد بائس من رسامى كاريكاتير صحيفة تشارلى إبدو الفرنسية بإعادة رسم ما يسئ لنبى الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم 

ولا تنسى حوادث شبيهة هنا وهناك ضد المسلمين فى الهند والصين.

ربما كان الجيد فى الأمر هنا أن الهجوم لم يعد من المسلمين على المسيحيين كما فى إفريقيا وآسيا بل قد قُلٍبّت الآية وصار الهجوم من المسيحيين على المسلمين فى أمريكا وأوروبا.. وربما هذا ما يؤكد نظرية المؤامرة وتورط الحكومات والأجهزة ويبرئ الشعوب.. ربما.