الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

هزيمة الفيروس.. بالموسيقى!

بحسب العديد من الملاحظات السيكولوجية، فإن القلق من تداعيات الحجر الصحى، لا تقل عن خطورة التداعيات الصحية لفيروس كورونا المستجد.. كثيرون لا يخشون الموت بقدر ما يخشون الابتعاد عن المنزل؛ إذ يتردد - فى الأغلب - بداخلهم سؤال واحد، هو: متى نعود؟!



 

لذلك.. فإلى جانب الدور الذى تقوم به الأطقم الطبية حول العالم فى مواجهة كورونا، قرر عدد من المبادرات المجتمعية أن تقدم الدعم النفسى للمرضى فى العزل بأشكال مختلفة، فهناك من قرر العزف للمرضى، بينما بادر مجموعة من الشباب بتقديم الكتب للمرضى لتخفيف وحشة الوقت فى الحجر الصحى.

 

كتب العزلة قابلة للفحص

 

فى مبادرة ثقافية، تواصلت ياسمين الجندى وفريقها، مع وزارة الصحة والسكان المصرية، لتقديم الدعم لمصابى كورونا فى الحجر الصحى بطريقة مختلفة وتقول: «أطلقنا مبادرة ندعو فيها الجميع لدعم المرضى معنويًا ونفسيًا، لاسيما حين علمت أن الدعم النفسى يساعد بشكل كبير فى رفع معدل الشفاء.. ودعمنى الكثير من رواد الفيس بوك، والأصدقاء على المستوى الشخصى». 

 

وجدت «ياسمين» فى الكتب والألعاب وسيلة جيدة لمشاركة محاربى كورونا عزلتهم: «بدأت وفريقى فى جمع كتب ضمن مبادرة أطلقتها تدعو الجميع إلى التبرع بالكتب والألعاب القديمة لديهم أو الجديدة لتزويد أماكن العزل بوسائل التسلية إحساسًا منا بالمسئولية المجتمعية فى دعم الجيش الأبيض والمرضى لتجاوز الأزمة الحالية، وإيمانًا بأحقية الجميع، باختلاف الطبقات الاجتماعية والحالة الاقتصادية فى الحصول على كل أشكال الثقافة».

 

«ركن الياسمين» كان اسم المبادرة النفسية على الصفحة المختصة بجمع التبرعات من الكتب، تضيف ياسمين: «تواصلت مع وزارة الصحة المصرية، ثم بدأت فى إطلاق دعوتى للتبرع بالكتب والمجلات القديمة، إلى جانب التبرع بألعاب الأطفال وأدوات المشغولات اليدوية عبر الصفحة الرسمية للمبادرة وهى الصفحة الخاصة بى منذ عام 2014، وتهدف إلى نشر الثقافة بين كل فئات المجتمع من خلال عدة أنشطة منها حملات للتبرع بالكتب وتزويد المستشفيات ودور الأيتام ومراكز الشباب بها، على مستوى القاهرة وكثير من محافظات الجمهورية، والحمدلله الفكرة لاقت قبولًا من الكثير وبدأ أفراد المبادرة باستقبال التبرعات من الكتب والقصص وكتب التلوين».

 

وتخضع الكتب للفحص الطبى من قبل وزارة الصحة قبل تقديمها للمرضى، للتأكد من عدم حملها لأى فيروسات قد تؤدى لانتكاسة الحالات مرة أخرى: «الكتب والألعاب وأدوات الترفيه التى علىّ جمعها فى الوقت الحالى، ستخضع إلى الفحص من جانب وزارة الصحة من ناحية فريق مكافحة العدوى، ومن الناحية النفسية، سيتم مراجعة محتوى الكتب والقصص حفاظًا على حالتهم النفسية، ونوعية الألعاب المسموح بيها والمناسبة نفسيًا للطفل فى فترة العلاج».

 

حتى الآن، جمعت المبادرة نحو 420 كتابًا متنوعًا بين كتب الأدب والتاريخ والسير الذاتية والقصص من المتبرعين، وجرى تسليمها كدفعة أولى لوزارة الصحة لتبدأ فحصها أولًا، لتبدأ بعد ذلك مرحلة توزيعها على المستشفيات والمدن الجامعية.

 

اطمئن نحن هنا

 

الهلع والخوف قد يكون أكثر خطورة من المرض نفسه، هذا ما أدركته مجموعة من الشباب وقرروا مساعدة من يشعر بأعراض فيروس كورونا المستجد، من خلال إنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» للرد على استفساراتهم، ومساعدتهم على عزل أنفسهم من دون الحاجة للذهاب إلى المستشفى فى الحالات التى لا تستدعى ذلك.

 

«مجموعة من متطوعين مصريين متخصصين فى مجالات طب الأزمات، والصحة العامة، والبيئة، وطب الأسرة، والصحة النفسية، والتنمية المجتمعية، والتواصل، وسنعمل سويًا لخلق وحدة دعم لكوفيد- 19 فى مصر» هكذا يعرف الأطباء المشاركون فى مبادرة «خضرا» أنفسهم، فمن خلال صفحة «كوفيد- 19 سابورت يونيت - تطوع للدعم والتصدى لفيروس كورونا فى مصر» على فيسبوك، يملأ الراغبون بالمشاركة فى المبادرة استمارة ببياناتهم، ليبدأ بعد ذلك فريق الصفحة مهمته فى مساعدة الأجهزة الطبية والتخفيف من حملها فى التصدى للوباء، إذ يتلقى المشاركون بعد عملية ملء البيانات رسالة على بريدهم الإلكترونى من الفريق الطبى تتضمن مجموعة من النصائح والإرشادات للوقاية وطرق تخفيف العبء النفسى، من دون الحاجة للذهاب إلى المستشفى.

 

ويحرص الأطباء مبدئيًا على توعية جميع المتطوعين بشأن الفيروس، بتقديم دليل توعوى كامل بخصوصه، وفيديو تقديمى عن المبادرة، ألقاه الطبيب ومؤسس المبادرة، جمال عز العرب.

 

وبعد الرد على جميع استفسارات المشاركين، يتولى المتطوعون فى المبادرة، الردّ على استفسارات المتسائلين بشأن كلّ ما يخص الفيروس، لاسيما الشاعرين بالأعراض التى قد تكون وهمية لا أكثر، وذلك من خلال تقسيم المشاركين إلى فرق بقيادة أطباء فى المجالات كافة.

 

فلسطينى يحيى عزل فنزويلا بالغناء 

 

بجوار مستشفيات الحجر الصحية فى دولة فنزويلا، قرر عمار إبراهيم، الفلسطينى صاحب الـ24 عامًا، الترفيه عن مرضى كورونا خلف الجدران بطريقته الخاصة، خاصة بعد أن شهدت فنزويلا إجراءات إغلاق شبه تام منذ 17 مارس، لاحتواء انتشار الوباء، ليقتصر الخروج من البيت على الذهاب إلى السوبر ماركت والطبيب فقط.

 

يقول عمار: «العزلة تسبب كآبة وضغطًا نفسيًا على المريض قد يساهم فى زيادة الأمر سوءًا، لذا قررت أنا وصديق لى أن نبادر بالغناء فى الشارع بالقرب من مستشفيات العزل، حتى نبعث الأمل فى روح المريض الذى يُعالج بالداخل إضافة للتركيز على نوعية الغناء التى تتحدث كلماتها عن الحب والضحك والحياة».

 

روبوت فى استقبال مرضى اليابان 

 

اتبعت وزارة الصحة فى اليابان أسلوبًا آخر للترفيه عن مرضى كورونا من خلال الذكاء الاصطناعى، حيث أتاحت اليابان إنسانًا آليًا لاستقبال المرضى فى الغرف الفندقية التى خصصتها لتخفيف العبء عن النظام الطبى، فى أنحاء البلاد واستضافة أصحاب الأعراض الخفيفة.

 

يستقبل الروبوت المرضى على باب المستشفى بكلمات ترحيب:«من فضلك ارتدِ كمامة، نتمنى لك الشفاء فى أسرع وقت».