الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بالوثائق والمعلومات "كورونا" يفسد مخططات الاخوان فى رمضان!

لا يتعامل - قطعًا – تنظيم جماعة الإخوان (الإرهابية) مع شهر رمضان المبارك، من منطلق أنه أيامٌ مباركات لذكر الله، إذ احترف التنظيم (الإرهابى)، طوال تاريخه استغلال المناسبات والشعائر الدينية؛ لخدمة مصالحه، وتجنيد أكبر عدد ممكن من الأتباع والمؤيدين.



 

ورُغم نجاح الضربات الأمنية (المتتالية) للتنظيم الإرهابى، وإحكام سيطرة وزارة الأوقاف على المنابر التى كانت - حتى عهد قريب - تُمثل أدوات نشر فكر الجماعة خصوصًا بالمناطق الريفية، فإنَ حيل قيادات الإخوان لم تتوقف – قبل أن يقلب فيروس كورونا المستجد الموازين أخيرًا – عن التحرك لحشد المؤيدين وتثبيت الأعضاء.

 

01 وثائق الاستغلال الدينى:

 

بحسب معلومات مؤكدة، فإن جهاز التربية التابع لتنظيم الجماعة الإرهابية الدولى، مرر خلال الفترة الأخيرة حزمة من الأفكار لأعضاء الجماعة بالأقطار المختلفة للمفاضلة فيما بينها (وفقًا لظروف كل قطر)، واستغلال المناسبات الدينية العامة (وغيرها)؛ لإعادة نشر فكر الجماعة داخل المجتمعات العربية والإسلامية، وتثبيت أفراد الصف (صف التنظيم)، وربطهم بصورة أكبر بالمربين الإخوان.

 

ووفقًا لوثيقة بعنوان: «أفكار ومقترحات لإضفاء الحيوية على اللقاء الأسرى» (حصلت «روزاليوسف» على نسخة منها)، حثَّ التنظيم الإرهابى مسئولى التربية (والمربين داخل التنظيم) على الاهتمام بتنويع أشكال العمل، وتنويع أوعية تقديم المعلومة بحيث لا تقوم جميعها على الوسيلة التقليدية المتعارف عليها بـ(أن يُحضر فلان الفقرة ويقدمها):

 

وضربت الوثيقة مثالًا لهذا الأمر، بأن يتم تحويل أحد اللقاءات التربوية إلى ندوة.. وأن يتم هذا الأمر عبر طرح مسألة أو مشكلة وترك المجال مفتوحًا لأفراد الصف؛ لحلها (تحت إشراف المربى)، ويعلن عنها مسبقًا، ويختار لها موضوعًا تربويًا يرى فائدة فى طرحه.. ويُفضل أن يكون موضوع الندوة ذا اهتمام مباشر للفرد، مثل:

 

• كيف تكون مسلمًا مثاليا؟ 

 

• كيف نستقبل الامتحانات؟ 

 

• من نصادق؟ كيف نصادق؟ 

 

• كيف نستقبل رمضان؟ 

 

• كيفية المداومة على الاستيقاظ لصلاة الفجر؟ 

 

• كيف تحفظ القرآن الكريم؟ 

 

• ماذا يعنى انتمائى للإسلام؟ 

 

• الفتور أسبابه وعلاجه؟

 

.. وطرحت الوثيقة إمكانية أن يشارك فرد الصف فى كل لقاء باختيار موضوع الفقرة.. أو يتم اقتراح عمل بحث صغير، وتقديم جوائز مناسبة فى موضوعات، مثل: (الغزوات والمعارك، ووضع الخرائط الموضحة/ وقفات مع القصص القرآني/ وقفات مع القصص النبوي/ وقفات مع الأمثال فى القرآن الكريم/ والأقليات الإسلامية فى العالم.. إلى آخره).. وذلك إلى جانب المسابقات الرمضانية أو الفصلية المختلفة.

 

02 حملات مشبوهة:

 

بحسب معلومات تفصيلية، علمت «روزاليوسف» أيضًا، أنّ التنظيم (الإرهابى) كان يخطط خلال المرحلة الحالية إلى الترویج لموجة جدیدة من العنف، وتمهید الأرض أمام أفكار الإرهاب.. عبر تنظيم حملتین مختلفتين.. الأولى، على مستوى الصف، تحت عنوان: (لا تخافوا ولا تحزنوا).. والهدف الرئيسى منها، هو تثبیت أعضاء التنظیم الإرهابى (على غرار ما دعت إليه الوثيقة السابقة)؛ خوفًا من تزايد حالة الفتور التنظيمى والابتعاد عن الجماعة.. وذلك إلى جانب عدد تكميلى من الأهداف منها:

 

(أ)- تبنى دعوات الإفراج عن مسجونى الجماعة، واستغلال هذا الأمر فى جمع التبرعات لأسر المحبوسین.

 

(ب)- دعم المجموعات النوعیة، لتنفیذ عملیات إرهابية ضد مؤسسات الدولة. 

 

(ج)- نقل المعلومات والتكلیفات من القیادات المحبوسین إلى الشباب فى الخارج. 

 

(د)- تسكین أفراد الصف الجدد فى محاضن التنظیم التربویة، واستكمال عملیات التصعید الداخلى.

 

.. والثانیة، تستهدف ترویج الشائعات ضد الدولة، عبر استخدام شعارات دینیة خادعة.. وهى الحملة التى تم تحويل مسارها خلال «أزمة كورونا» لترويج أكاذيب مختلفة ضد الدولة المصرية فى مواجهة الفيروس على خلاف الحقائق الملموسة على الأرض.. وتعتمد الحملة (حملة ترويج الشائعات)، وفقًا للمصادر على الآتى:

 

(أ)- تحدید فریق لأماكن التجمعات (كالمواصلات والأسواق)، وذلك - على الأقل - مرة كل أسبوع.

 

(ب)- تفعيل دور مُعلمات التنظیم (المدرسات التابعين للجماعة) فى الترويج لحملات مُجهزة ضد الدولة؛ وذلك مرة - على الأقل - كل شهر.. خصوصًا على عدد من جروبات «السوشيال ميديا» (جروبات الماميز).

 

03 الدعوة فى دار الأرقم:

 

تؤكد – كذلك - مصادر، قريبة من الجماعة، أن مضمون الوثائق والمعلومات التى حصلت عليها «روزاليوسف» كان هو الشغل الشاغل لقيادات التنظيم؛ إذ كان من بين ما كانت تخطط له جماعة الإخوان (الإرهابية) خلال شهر رمضان المقبل، هو عقد مزيد من اللقاءات التربوية والدينية لهدفين: يرتبط الأول منهما بخطة التنظيم فى الحفاظ على أعضائه والتأثير فى توجهاتهم، خصوصًا أن ما تم كشفه - خلال السنوات الماضية - دفع المئات منهم لمراجعة الأفكار ونقدها والخروج من التنظيم. 

 

أما الهدف الثانى فهو محاولة استقطاب مؤيدين جدد، وهو ما فشلت الجماعة فى تحقيقه نسبيًا خلال السنوات الماضية.. رُغم استغلالهم لمنظومة ضخمة من الإعلام و«السوشيال ميديا».

 

 ويرجع الفضل فى ذلك إلى وعى المواطن المصرى الذى عرف حقيقة التنظيم – بشكل كبير - بعد سقوط الجماعة فى مصر إثر ثورة 30 يونية.. وهو ما تبعه العديد من العمليات الإرهابية التى اجتاحت البلاد؛ للعودة إلى الحكم بالإرهاب.. ويرى مراقبون أن حظر التجمعات خلال الشهر الكريم أفسد على الجماعة (الإرهابية) أى فرصة لاستقطاب عناصر جديدة من خلال التواصل المباشر مع الأفراد، لكنها ستسعى لاستغلال الأزمة وانشغال الدولة بمواجهة الوباء لعقد اجتماعات تنظيمية فى البيوت.

 

وحول هذا الأمر يقول «عمرو فاروق» الباحث المتخصص فى شئون الحركات الإرهابية، إن الإخوان يخططون لتحويل بيوتهم إلى قاعات اجتماعات ونوادٍ فكرية بالتزامن مع شهر رمضان الكريم.. وذلك بهدف تقديم الدعم النفسى وشحذ قوى الأعضاء.

 

وأوضح «فاروق» لـ«روزاليوسف» أن جماعة الإخوان تعيش – من حيث الأصل - تحت مظلة التنظيم السرى، وتحترف ممارسة العمل التنظيمى «تحت الأرض»، موضحًا أنها تعمل فى الوقت الحالى على استراتيجية «استنفار الخلايا الكامنة» وقت الأزمات.. أو ما يسمونها داخل التنظيم «استراتيجية دار الأرقم» (أى: دار الأرقم بن أبى الأرقم التى كان الرسول «صلى الله عليه وسلم» يجتمع فيها مع أوائل المسلمين بمكة المكرمة سرًّا فى بداية دعوته).

 

وأشار «فاروق» إلى أن غلق المساجد (بسبب الفيروس المُستجد) يؤثر فى عملية الاستقطاب، وليس فى إعادة الهيكل التنظيمى المرتبط بالاجتماع داخل الغرف المغلقة.. موضحًا أن «شُقق الإخوان» سوف تتحول إلى نوادٍ فكرية، وسوف يستغلون الموضوع لصالحهم، وأن الجماعة لا تعمل فى الوقت الحالى على التوسع الأفقي؛ لكن على تثبيت الأعضاء المنضمين إليها فعليًّا. 

 

وقال «فاروق» إن المنطلق الأيديولوجى المسيطر على الإخوان حاليا ليس الأيديولوجية الدينية أو الأيديولوجية السياسية، لكنه «الأيديولوجية النفسية»، التى تنتظر لمصر الهلاك مشمولًا بفكرة العقاب الإلهى، شفاءً لغليل صدور قيادات الجماعة وعناصرها.. وتابع: «يدرك تيار كبير داخل الإخوان أن السلاح الأقوى تأثيرًا فى تلك المرحلة هو سلاح سيكولوجية «التأثير النفسى»، والتركيز على خفض الروح المعنوية، للشعب المصرى، بعد فشل المشروع المسلح فى ظل قوة الأجهزة الأمنية المصرية وقدرتها على تدمير البنية الاقتصادية والتنظيمية للجماعة.

 

وأوضح «فاروق» أن الأداة الأولى فى مشروع «التأثير النفسى»، هى «الشائعات»، فى ظل تعثر مشروع «الاستقطاب الفكرى»، بهدف بناء دوائر شعبية تسير فى خط يتوازى ومشروع «الهدم» الذى تتبناه الجماعة، وأهدافها خلال تلك المرحلة.. فضلًا عن صعوبة تنفيذ مشروع «الانتشار المجتمعى»، و«الاستقطاب الفكرى»، الذى كانت تسير عليه منذ بداية تأسيسها؛ من أجل التغلغل فى مؤسسات الدولة وتطويعها لمخططها تدريجيًا.

 

04 الأخونة عن بعد:

 

تحاول الجماعة (الإرهابية) بشكل متكرر، استغلال وسائل التواصل الاجتماعى (كوسيلة جديدة للاستقطاب).. وهو ما يصفه الكاتب الإسلامى «ثروت الخرباوى» بأنه محاولة لـ«الأخونة عن بعد»، حيث تبث الجماعة سمومها وأفكارها لعدة شرائح مجتمعية، وتخاطب كل فئة بالحوار المناسب معها، وتبدأ بنقد بعض القرارات الحكومية أو التهكم على المسئولين، ثم تبث رسائل تدريجيًّا؛ لتعمل على تجنيد المتلقى وغرس فكر الإخوان برأسه.

 

وأوضح «الخرباوى» لـ«روزاليوسف» أن الجماعة تمر بأزمة تاريخية غير مسبوقة، وحالة الصدام المباشر مع المواطنين منذ 2012م، فضحت الوجه القبيح للإخوان لدى المواطن البسيط، الذى كان أكثر عرضة لتصديق أفكارهم والانضمام للتنظيم بسهولة، لكنه الآن يعلم أن الجماعة هى من نفذت العمليات الإرهابية، وقتلت عشرات الأبرياء.. وبالتالى من الصعب جدًا على تنظيم الإخوان الإرهابى استقطاب عناصر جديدة.

 

ويتابع «الخرباوى»: «اجتماعات الجماعة على المستوى التنظيمى تأثرت؛ لكن لم تتوقف بشكل كامل حتى فى ظل الأزمة الراهنة، واعتقد أنها ستزيد خلال شهر رمضان المبارك، خاصة أنها تتم داخل البيوت وفى إطار الزيارات العائلية.. ولذلك يصعب جدًا تعقبها. 

 

وحذَّر «الخرباوى» من استغلال التنظيم الإرهابى للشهر الكريم، وانشغال مؤسسات الدولة بمواجهة «كورونا»؛ لتنفيذ عمليات إرهابية جديدة، مشيرًا إلى أن «حسن البنا» (مؤسس التنظيم) كان يعتبر رمضان شهرًا للجهاد، ويحث الشباب فيه على جهاد النفس وجهاد الظلم. 

 

ورجح «الخرباوى» أن يصدر محمود عزت، مرشد الإخوان، بيانًا بالتزامن مع بداية الشهر الكريم يحمل رسائل للأعضاء.. كما جرت العادة، أن يصدر المرشد بيانًا فى ظاهره تهنئة للأعضاء؛ لكنه – فى الحقيقة - يكون مُحملًا بالرسائل والتكليفات لأفراد صف الجماعة بمختلف المحافظات.