الإثنين 16 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

خلّيك مستعد لـ كورونا

تقديرًا منها للموقف، وإحساسًا بدورها المجتمعى، أطلقت وزارة التعليم العالى والبحث العلمى مبادرة «خليك مستعد» لأطباء الامتياز وطلاب كليات الطب بجميع الجامعات؛ بهدف تأهيلهم للتعامل مع إصابات فيروس كورونا (كوفيد - 19).



 

وقالت الوزارة إن المبادرة تستهدف طلاب كليات الطب خاصة الامتياز (السنة النهائية)، لتكوين خط دفاع ثانى للجيش الأبيض بهدف مواجهة الفيروس القاتل، وتقديم الدعم للقطاع الصحى.

 

وأعلنت عدد من كليات الطب بدء تطبيق المبادرة وتدريب طلاب السنوات النهائية المتطوعين، من خلال التعامل مع المصابين بفيروس كورونا وتقديم أساتذة كليات الطب شرحًا علميًا تفصيليًا لهم، مع توفير وسائل الأمان وطرق الوقاية للطلبة.

 

قال الدكتور خالد عبدالغفّار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، لـ«روزاليوسف»، إن المبادرة هدفها تدريب الطلاب على كيفية عزل الحالات المشتبه فى إصابتها بالفيروس منزليًا بطريقة آمنة، وطرق الوقاية ومنع انتقال العدوى بين المرضى والفريق الطبى المعالج داخل المستشفيات والحجر الصحى.

 

المدن الجامعية: «كله تمام»

 

أضاف أنه تم عمل خطة متكاملة للمستشفيات؛ للتأكيد على جاهزيّة مستشفيات العزل الوقائى فى كل جامعة والتى تبلغ 27 مستشفى على مستوى الجمهورية، مشيرًا إلى أنه تم الموافقة على التوسع فى خدمة التشخيص المعملى بمعامل الجامعات، وربطها بالمعامل المركزية التابعة لوزارة الصحة.

 

وأوضح أن المدن الجامعية جاهزة لتصبح مستشفيات عزل حال الاحتياج لذلك، مؤكدًا أنه باشر بنفسه جاهزيّة المدينة الجامعية بجامعتى القاهرة وعين شمس؛ للوقوف على مدى استعدادها، والتأكد من اتخاذ التدابير الاحترازية والوقائية اللازمة والتى تضمن سلامة الفرق الطبية ومتابعة عمليات التطهير والتعقيم.

 

كتائب «الجيش الأبيض» بالفيوم

 

فيما أكد الدكتور خالد عطا لله، نائب رئيس جامعة الفيوم لشئون التعليم والطلاب، أن الأطباء فى المستشفيات الجامعية يعملون ككتائب الجيش لا تعرف وقتًا للراحة، حيث يتم عمل إجراءات احترازية بشكل مكثف لأطباء قسم الصدر والعناية المركزة بعد اكتشاف حالة بين أطقم التمريض، وتم عمل حصر لعدد المخالطين إليها، موضحًّا أن الجامعة ستعمل بكامل قوتها من خلال تجهيز 3 مستشفيات، إضافة إلى مستشفى العزل، حيث إن الجامعة استقبلت جهازًا للتشخيص المعملى للأطباء وأطقم التمريض.

 

وأضاف أن الجامعة تعمل على توفير أنواع مميزة من الكمامات، خاصة لأطقم التمريض والتى تتعامل بشكل مباشر مع الحالات، موضحًّا أن مستشفى العزل لم تستقبل أى حالات حتى الآن، وبقية المستشفيات التابعة للجامعة لا تستقبل سوى الحالات الحرجة، والطوارئ فقط .

 

نائب رئيس الجامعة أكد أنه كان هناك خطة بتوجيه طلاب الجامعة لعمل توعية للمواطنين وتم إلغاؤها، خشية تعرضهم لأى إصابة، وعرضت جامعة الفيوم على المحافظة تعقيمها بالكامل، لكن قامت كل جهة بتعقيم المنطقة التابعة لها، مشددًا على أن عدد طلاب الامتياز الذين التحقوا بالمستشفيات لمجابهة الفيروس القاتل لم يكن بالعدد المشجع.

 

أكد الدكتور عبدالرازق يوسف، رئيس جامعة كفر الشيخ أن الجامعة تقوم بتنفيذ الإجراءات التى يقرها المجلس الأعلى للمستشفيات، وكافة الإجراءات التى أقرتها منظمة الصحة العالمية، مضيفًا أنه يتم اتخاذ الإجراءات الاحترازية بشكل مكثف تجاه الأطباء بالمستشفيات، خاصة أطقم التمريض حيث إنهم فى مقدمة المصابين بالفيروس لذلك يتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة.

 

تعقيم استراحة هيئة التدريس

 

وجنوبًا، قال الدكتور أحمد غلاب، رئيس جامعة أسوان، إنه تم عزل 5 أطباء، و3 من أطقم التمريض وعاملين بعد اكتشاف حالة مصابة بـ«كوفيد - 19» داخل أحد المستشفيات، حيث تم تخصيص جناح كامل بمستشفى العزل للأطقم الطبية، كما تم تعقيم استراحة قريبة من المطار لأعضاء هيئة التدريس التى يمكن أن تظهر عليهم أعراض الفيروس القاتل.

 

وكشف غلاب أنه يتم حاليًا تجهيز طلاب الامتياز عن طريق عمل دورات تدريبية، لكن عن طريق التعليم عن بعد؛ لعدم تفشّى الفيروس بين الأطقم الطبية والذى يعتبر حائط الصد لمواجهة كورونا، موضّحًا أن مستشفى العزل تضم قرابة 35 سريرًا، إضافة لـ30 جهاز تنفس صناعى، لكن لم يتم استخدام المستشفى، حتى الآن، حيث يتم التعامل مع مستشفى الصداقة التابعة لوزارة الصحة، على أن تكون المستشفيات الجامعية هى المرحلة الثانية بعد تكدس مستشفيات وزارة الصحة.

 

وقال الدكتور منصور حسن، رئيس جامعة بنى سويف، إن الجامعة تستعد بكافة مستشفياتها (تبلغ 3 مستشفيات)، بعيدًا عن المستشفى المخصصة للعزل، حيث تم تخصيص وتجهيز مستشفى الصدر لاستقبال أى حالات يمكن أن تظهر، موضحًا أنه تم وضع خطة تدريجية لعمل المستشفيات الجامعية بنصف طاقتها حاليًا، على أن يتم تقليل استقبال المرضى تدريجيًا؛ استعدادًا للطوارئ، كما تم تعقيم الفنادق التابعة للجامعة والتى تصل سعتها إلى150 غرفة، وتصل الطاقة الاستيعابية لمستشفى الحظر إلى 4 آلاف سرير، مؤكدًا أن المدن الجامعية على استعداد تام لاستقبال الحالات التى تبلغ 1200 غرفة مقسمة على 4 أبنية مهيّأة ومجهزة للعزل، لكن نتمنى ألا نضطر لذلك.

 

كما قام طلاب كلية الهندسة بجامعة بنها بتصنيع بوابة تعقيم مناظرة لما قامت بها القوات المسلحة منذ أسبوع، حيث أعلنت الجامعة عن تطبيق هذه الخدمة على الأبواب الرئيسية للجامعة والمستشفيات الجامعية؛ لمحاصرة فيروس كورونا المستجد قبل دخوله الحرم الجامعى، وفى إطار خطة الدولة لمجابهة «كوفيد - 19» قبل تفشيه بين جموع المصريين.

 

 

مشاركة 4500 طالب

 

 

بدأت العديد من كليات الطب فى تطبيق المبادرة من خلال تدريب عدد من أطباء الامتياز وطلاب السنوات النهائية المتطوعين، على كيفية التعامل مع مرضى فيروس كورونا، وذلك بعد توفير كل وسائل الأمان والوقاية للطلاب، وتقديم شرح عملى من أساتذة كليات الطب بمختلف التخصصات، عن كيفية عزل حالات الاشتباه بالإصابة بالفيروس، وكيفية عزلهم منزليًا بطريقة آمنة، والتدرب على طرق الوقاية ومنع انتقال العدوى بين المرضى وأعضاء الفريق الطبى داخل المستشفيات، وكيفية سحب العينة من المريض لتحليلها فى المعمل بطريقة سليمة، بجانب التدرب على استخدام أجهزة التنفس الصناعى.

 

وأكد أن الطلاب فى غاية السعادة ويتدربون بدأب، «عندنا لحد دلوقتى 4500 طالب بين امتياز وسنوات نهائية من مختلف الجامعات، قلنا إيه المانع إننا نجهز خط دفاع تانى وتالت لمواجهة فيروس كورونا»، مشيرًا إلى أنه يجرى تدريب الطلاب المتطوعين فى مبادرة «خليك مستعد» على مشكلات الجهاز التنفسى وإسعاف المرضى وتدريبهم على أجهزة التنفس الصناعى.

 

طلاب خط الدفاع الثانى

 

بدورهم، أكد الطلاب المشاركون فى «خليك مستعد» أنهم تطوّعوا فى هذه المبادرة؛ من أجل خدمة بلدهم، وللمساعدة فى علاج المرضى حال الاحتياج لهم، مشيرين إلى أن التدريبات العملية التى حصلوا عليها ساهمت بشكل كبير فى استعدادهم للمشاركة كخط دفاع ثانى مع «الجيش الأبيض» لمواجهة تفشى الفيروس الغامض.

 

وتخطت أعداد الوفيات بسبب فيروس كورونا المستجد، مساء أمس الأول، 90 ألف حالة فى مختلف دول العالم، فيما وصل عدد الإصابات بالفيروس إلى أكثر من مليون ونصف حالة، فضلاً عن شفاء أكثر من 300 ألف حالة، وذلك وفق موقع worldometers. 

 

ويواصل فيروس كورونا انتشاره بشكل كبير فى مختلف دول العالم، وتخطت حصيلة الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد حاجز الـ88 ألفًا، فى حين تجاوز تعداد المصابين بالمرض المليون و500 ألف حالة، وارتفعت حالات الشفاء لأكثر من 330 ألف شخص.