حمى الله أطفال مصر

اقبال السباعي
لاشك أن استغلال الأطفال فى الاعتصامات والمظاهرات واستخدامهم فى النزاعات السياسية يمثل جريمة خطيرة ضد الإنسانية ترفضها وتجرمها كافة الاتفاقيات والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان.
ولقد شاهدنا مؤخراً جماعة الإخوان المسلمين وهى تقوم بتسيير مظاهرة سياسية قوامها من أطفال لم يتجاوزوا العاشرة من العمر ألبسوهم ملابس الموتى (الكفن) للتعبير عن المطالب السياسية وأطلقوا على المسيرة عنوان (مشروع طفل شهيد).
ولا يخفى على أحد أن الطفل خاصة ما دون العاشرة أو حتى الخامسة عشرة من العمر لا يفقه شيئاً ولا يملك أمر نفسه وقرار تواجده فى المسيرات والاعتصامات لابد أن يكون مرهوناً بإرادة والديه وخاصة والدته التى غالباً ما يكون الطفل أكثر ارتباطاً بها فى هذا العمر، ولكن من الغريب أن تلك الأم لم تسأل نفسها عن مدى التأثير السلبى الذى سيلاحق ابنها نفسياً وسلوكياً جراء مشاهدته للصراعات والعنف والقتل وانخراطه فى هذه السن الصغيرة فى مسيرات ومظاهرات سياسية واستخدامه كدروع بشرية تعرضه للقتل.
لذلك أقول لكل أم لها طفل دفعته دفعاً للمشاركة فى مسيرة الأكفان كيف طاوعك قلبك أن تزجى بطفلك ليرتدى ملابس الكفن ويسير مسافات طويلة تحت وطأة حرارة الشمس التى يصعب على الكبير احتمالها وكيف هان عليك طفلك وأنت تعرضين حياته للخطر وكيف احتمل قلبك سماع طفلك وهو يردد عبارة (أنا مشروع شهيد)؟!
ألا تعلمين مدى الآثار النفسية المدمرة التى ستلاحقه على الأمد الطويل والتى سينجم أجيال خطرة لا تعرف سوى العنف والإرهاب.
و الله إنكن ستحاسبن حساباً عسيراً على ما تفعلن بأطفالكن الأبرياء فلتسارعن بإبعادهم عن أماكن التظاهرات والتناحرات وإلا ستكن بحق بئس الأمهات.
لذلك لابد من مساءلة كل من انتهك حقا من حقوق الطفل وتسبب فى مشاركته فى الصراعات السياسية وعلى منظمات المجتمع المدنى والجمعيات المعنية بحقوق الطفل التصدى لهذه الانتهاكات وتوعية الأسر بقانون الطفل المصرى الذى يجرم استغلال الأطفال لمآرب سياسية.. حمى الله أطفال مصر من كل سوء.