السبت 3 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

د. أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر : يجب إنشاء «وزارة للشئون الدينية» حتى يتفرغ الأزهر للدعوة الإسلامية

د. أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر : يجب إنشاء «وزارة للشئون الدينية» حتى يتفرغ الأزهر للدعوة الإسلامية
د. أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر : يجب إنشاء «وزارة للشئون الدينية» حتى يتفرغ الأزهر للدعوة الإسلامية


كتب :  عبد الله بدر
 رمضان هذا العام له خصوصية استثنائية، لأنه سيكون بإذن الله فرصة لاستعادة الدين الحنيف الوسطى إلى مكانته التى وضعه الله عز وجل فيها بعد تخلص الشعب المصرى  من المتأسلمين الذين وصلوا لعقول البعض وسيطروا على الحكم في غيبة من الزمان.
 
«روزاليوسف» من جانبها تطلق مبادرة للعودة إلي سبيل «الإسلام الصحيح» ليواجه الإسلام الإخوانى والإسلام الذى يدعى السلفية والإسلام «القاعدى»، وعودة الإسلام إلى شكله السمح وحماية منابر مساجدها من دعاة التكفير والإرهاب والفتنة ورجوع الأزهر الشريف إلى مكانته الاجتماعية وطبعا الدينية .. وذلك عن طريق حوارات مع علماء الدين المستنيرين .
د.أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف يقدم لنا فى حواره الاستثنائى معنا خارطة طريق سهلة التنفيذ لاستعادة إسلامنا الوسطى وعلماء الدين الحقيقيين، بقوله إنه من الضرورى إقامة وزارة للشئون الدينية يمثل فيها المسلمون والمسيحيون واليهود، لإبعاد الأزهر والكنيسة عن المعترك السياسى، وحتى يركز الأزهر فى المجال الدعوى فقط.. ويجب أن يستمر إغلاق القنوات التى يسميها المتأسلمون «الدينية» ويشرف عليها الأزهر. واستبعد «كريمة» نجاح دعوات استيعاب شباب الإخوان  والسلفيين لأنهم يقدسون رموزهم أكثر من الدين الحنيف، وأمثلة الخوارج تعج بالتاريخ الإسلامى منذ أيام سيدنا عثمان لكنها اشتعلت فى أيام سيدنا على، وحتى أيام السادات ومبارك حيث فشلت المراجعات مع الجماعة الإسلامية ومن على شاكلتها!
ودعا الشيخ الجليل إلى عدم إهانة علماء الدين الحقيقيين مرة أخرى فى الدراما، وعدم تدخل الأجهزة الأمنية فى اختيارات الدعاة، مع تطوير الأساليب الدعوية وتقريب أساليب الدعوة من البسطاء حتى يعود الأزهر لقبلة كل المسلمين حول العالم، ويعلو صوت إسلام محمد بن عبدالله على إسلام محمد بن عبدالوهاب وإسلام سيد قطب وإسلام بن لادن!
 ∎ كيف يكون رمضان فرصة للعودة إلى الدين السمح الوسطى خاصة أنه متزامن مع ثورة 30 يونيو ؟
- أولا :  قال الله تعالى «شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان»، وقال أيضا : «إنا أنزلناه فى ليلة القدر. وما أدراك ما ليلة القدر. ليلة القدر خير من ألف شهر»، وقال أيضا : «إنا أنزلناه فى ليلة مباركة».
فشهر رمضان مناسبة طيبة للعودة إلى صحيح الإسلام والفهم السليم للقرآن الكريم والسنة النبوية من العلماء الحقيقيين خاصة  الراسخين الذين همشوا في الأجواء الخاطئة التى تسيدت المشهد فى الفترة الأخيرة، حتى نعيد إلينا إسلام محمد بن عبدالله «صلى الله عليه وسلم» ونجنب إسلام «محمد بن عبدالوهاب» وإسلام «سيد قطب» وإسلام «أسامة بن لادن».
يجب علينا إبعاد الدخلاء الذين شوهوا الإسلام فى قنوات  الفتنة والضلال المسماة بالدينية والذين روجوا لمذهبيات ما أنزل الله بها من سلطان من إخوان قطبيين ومتسللة ومتشيعة الذين قدموا تدينا مغلوطا عاد سلبا على صحيح الدين .
∎ .. بالتالى  ما هى خارطة الطريق التى تقدمها للمجتمع حتى نعيد الإسلام إلى شكله  الوسطى الذى يعرفه الجميع باستثناء «المتأسلمين» ؟!
- بواسطة علماء الشريعة وأصول الدين والدعوة الذين يتضلعون بالعلوم الإسلامية الأصيلة فى الأزهر الشريف و الذين لا يتبعون مذهبيات ولا عصبيات ولا يعرفون أنصاف الحلول ولا التحول أو التملك ولا التلون والحمد لله هؤلاء ليسوا أزهريين مع ضرورة  تطوير الخطاب الدعوى بخطاب دعوى معاصر ووسائل دعوية معاصرة مثل القنوات الفضائية التى يشرف عليها الأزهر، والتى لابد من وضع  منهج بأساتذة الدعوة بجامعة الازهر والإعلام التخصصي مع المراقبة الجادة من مشيخة الأزهر.
∎ كيف يؤثر الإسلام الوسطى فى عالم متغير معار ملئ بالنسخ الخاطئة للإسلام؟!
- صحيح الإسلام لو أحسن الفهم والعرض ينتشر بالأخلاقيات العملية والسلوكيات الواقعية كما فعل أسلافنا من التجار المسلمين الذين ذهبوا بعلم قليل إلى شبه القارة الهندية وإلى الساحل الإفريقى وغير ذلك فنشروا الإسلام  بسلوكياتهم من الصدق والأمانة والتواضع والنظافة وحسن الهيئة والذوق العام .
∎ كيف ندعم الأزهر حتى يعود مرجعا للمسلمين فى كل الأرض ؟
 أردنا دعم الأزهر مع التقدير الكامل للقيادات الموجودة  لكن لابد من مراعاة حسن الاختيار للقيادات ومساعديهم وأن يطلع الأزهر فى الجامعة والمعهد بالدعوة بالمهمات التعليمية  والثقافية، لكن الحقيقة أن الأزهر الآن تغلب عليه العملية التعليمية فقط إلا الدعوية المتطورة.
∎ كيف نحمى مساجدنا من دعاة التكفير والإرهاب والفتنة؟ أليس من المفروض أن يشرف الأزهر عليهم؟
- يجب أن تعود مساجدنا إلى متابعة مشيخة الأزهر، وأعددت دراسات أرسلناها إلى الأنظمة الرئاسية السابقة فى هذا الموضوع ولم يسمع لها أحد، وتعتمد على إنشاء وزارة للشئون الدينية لتضم الشأن اليهودى والشأن المسيحى والشأن الإسلامى، ويمثل غير المسلمين وكيل وزارة، ويتولى هذه الوزارة مسلم مدنى على صلة بالشأن الدينى حتى تطلع هذه الوزارة بالأمور الإدارية، وبالتالى يتفرغ الأزهر للأداء الدعوى والعلمى والثقافى لإبعاد الأزهر والكنيسة عن المعترك السياسى والطائفى والمذهبى.
∎ كيف نعيد تأهيل القنوات التى تعتبر نفسها «قنوات دينية»؟
- استمرار إغلاقها حتى إشعار آخر مبدئيا، ثم إسناد مهمة عمل توصيف إعلامى حقيقى إلى الأقسام الأكاديمية بالجامعة مثل كلية الدعوة الإسلامية وكلية الإعلام وضرورة التأهيل العلمى المناسب المعتمد لمن يمارسون الأعمال الدعوية بهذه القنوات مع المراقبة الجادة من مشيخة الأزهر.
∎ ما رأيك فى تكرار إفرازات 25 يناير بالاستسلام إلى ضغوط السلفيين للإبقاء على الأحزاب ذات المرجعية الدينية؟
- أكبر خطيئة ترتكب، ولابد من إلغاء جميع الأحزاب التى تقوم على أساس دينى سواء لمسلمين أو غير مسلمين.
∎ هل من الممكن أن يعود شباب الإخوان والسلفيين للدين الإسلامى السمح الوسطى من جديد أم أن هذا من الصعب؟
- هؤلاء لايصلح معهم عالم ولا داعية ولا آلاف الكتب ولا ملايين الخطب ولا الأبحاث، هؤلاء كما قال الحكيم لايجادل متعصبا فعقله مغلق!
فهؤلاء من وجهة استيعابهم لصحيح الإسلام لن يكون إلا بقطع رأس الحية طالما تركنا المجال لأشياخ الجهل والانتحال والادعاء بالسيطرة على العمل الدعوى فيقلدهم الشباب الحائر المحسوب حتى على الثوار، لأنهم لايعرفون علماً إلا ما يمليه عليهم هؤلاء المتطرفون فلو فرضنا أن نبياً أرسل إليهم من السماء فآمنوا به، المرشد ذات مقدسة عند الإخوان، ورموز السلفية كذلك والشيعة كذلك، فهذه الاتجاهات الثلاثة التى غيرت الإسلام عندهم تقدير الرمز طالما أن الرمز مقدس فلا مجال  لتوبة هؤلاء إلا أن يشاء ربى!
∎ كيف واجه التاريخ الإسلامى نماذج الخوارج والمرتدين والمتطرفين؟
- فكرة الخوارج كانت فى عهد سيدنا عثمان رضى الله عنه، واشتدت فى عهد سيدنا على، فحصلت المعارك الطاحنة فى اليمن والصين والنهروان، والعلماء أدوا ما عليهم ولكن فى النهاية «إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء».
∎ نريد تذكير الناس بمواقف من التاريخ الإسلامى عن مواجهة الخوارج والمرتدين؟
- ذهب سيدنا عبدالله بن عباس بأمر من على رضى الله عنه لإدارة مناظرة طويلة جدا مع الخوارج حكى فيها «ابن عباس» الحجج وساق البراهين ورد على الشبهات وصحيح أن جزءا من الخوارج تاب وأناب ورجع، ولكن الكثرة غلب عليهم التعصب فاستمروا فى عنادهم.
وفى التاريخ المعاصر.. أيام السادات ومبارك ذهب وفد من أكابر الدعاة منهم المشايخ محمد الغزالى ومحمد متولى الشعراوى لمحاورة الجماعة الإسلامية التى استحلت الدماء والأموال والأعراض ودارت حوارات دون جدوى.. وهو نفس الموقف الآن الذى نعانيه!
والأزهر الشريف فتح أبوابه مع بداية 21 صفر 1432 حيث «أحداث 25 يناير» لعمل وثائق لحقوق الإنسان لكن أول من خرج عن وثيقة الأزهر هم الإخوان وأول من تلاعب السلفية.. فالأزهر لا يملك عصا سحرية لتغيير هؤلاء!
∎ كيف نعيد علماء الدين الإسلامى إلى مكانتهم بعدما طالهم من سوءات مدعى الدعوة؟!
- عالم الدين الإسلامى الحقيقى يختار من ناحية العلم،خاصة فى الأزهر والمجتمع فى خطأ بعدما استهان بعالم الدين، يوم سخرنا من علماء الدين فى الأفلام والمسرحيات، ويوم ما أهنا العلماء والمجتمع كله لم يفرق بين المتأسلم والمدنى، كلهم يشاركون فى خطيئة إهانة العلماء ثم أمن الدولة فى الأنظمة السابقة الذى همش العلماء الحقيقيين لحسابات أمنية خاطئة، وأسندت المناصب القيادية فى الأزهر والأوقاف لأهل الثقة وليس أهل الكفاءة.