الإثنين 7 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
مدد مدد شدى حيلك يابلد

مدد مدد شدى حيلك يابلد

مدد.. يا صاحب المدد!



 

عندما قررنا فى روزاليوسف - قبل ثلاثة أعداد - أن ننشر تحقيق الكاتب الصحفى «خيرى حسن» عن أغنية «مدد.. مدد» وحقيقة كلمات الشاعر الراحل «زكى عمر»، قررنا- كذلك- أن نفتح باب الرد والتعقيب والتوضيح أمام كل الأطراف من دون استثناء.

 

بل طالبنا على صفحات المجلة بضرورة الرد، إيمانا منا بقيمة أطراف القضية.. وخطورتها أيضا.

 

وفى هذا العدد تفتح صفحات روزاليوسف لكل من «سحر نوح» «ابنة المطرب محمد نوح»، و«حسين نوح» شقيق المطرب الراحل، للحديث عن ما شهدا عليه «وفقا لروايتهما» حول حقيقة المؤلف الأصلى للأغنية الوطنية الشهيرة، التى لطالما تغنت بها الأجيال المختلفة. مع الاحتفاظ - كذلك- بحق التعقيب لجميع الأطراف.

 

روزاليوسف

 

 

انهالت التليفونات، وفجأة طفت على سطح المشهد الفيس بوكى معركة وتلاسن بين مدرك ومنفعل وباحث عن تمضية وقت فراغه والكل يتحدث وكأنه يمتلك الحقيقة ويدّعى أن أغنية مدد لشاعر المنصورة الكبير إبراهيم رضوان إنما كتبها شاعر آخر منذ أكثر من خمسين سنة باسم ابن الريف.

 

وفجأة انتقل الحدث إلى قنوات التليفزيون وأصبح الكل يدلو بدلوه فى بركة من سيولة لا تمس الواقع بأى صلة وأقول ذلك؛ حيث إننى كنت طرفًا أصيلًا فى الأحداث وملازمًا لأخى وأبى محمد نوح فقد كنت أعزف معه فى الفرقة الموسيقية وقت أخذ كلمات الأغنية من القدير إبراهيم رضوان الذى كتب أكثر من تسعين فى المائة من أغانى محمد نوح غير أغانٍ لشادية وأخرى لمحمد منير.

 

اتصل بى الشاعر إبراهيم رضوان مندهشًا كيف وبعد مرور كل تلك السنين وطالبنى أن أكتب «بوست» على الفيس بوك حيث كنت موجودًا معهم وقت الأغنية بعد حرب سبعة وستين، لقد أصابتنى الدهشة كيف وصل بِنَا الحال لتلك المهاترات. وما هذا الفراغ الذى يعيشه البعض لقد غنى محمد نوح الأغنية هى ومجموعة من أغانٍ وطنية أخرى لعبدالرحمن الأبنودى وسيد حجاب وسامح حمدى وإبراهيم رضوان وآخرين وظل يغنى ويصرخ مدد. واحمينى. ويا بلدى يا أمى وزوجتى وولدى. إلى أن انتصرت مصر. وعبرت ودخلنا سينا الغالية. وعند النصر كانت كل مؤسسات الفنون والمسرح تبحث عن أعمال تحتفل بهذا بالنصر الغالى وهنا ظهرت القديرة سميحة أيوب وكان محمد نوح عضوًا بالمسرح الحديث الذى تتولى هى إدارته وطلبت منه أن يغنى أغانيه التى يتفاعل معها الجمهور ويغنيها منذ سبعة وستين واقترحت أن يتولى المخرج عبدالغفّار عودة إخراج العمل وتم ترشيح ابن الريف لكتابة فواصل يتم ترديدها بين الأغانى يلقيها الفنانون عبدالسلام محمد وفؤاد أحمد ومرفت سعيد. ومن هنا جاء الخلط فقد كتب اسم ابن الريف فى إعلانات المسرح كشاعر.

 

ثم حين عقد الرئيس أنور السادات اتفاق السلام اتصل بشقيقى يطالبه أن يغنى للسلام وطلب منه أن يذهب بعد ذلك إلى سينا وهو يخبره. سمع الناس يا محمد كلمة مصر الناس هناك وبلغته شرقانين. لكلمة مصر. وفعلا طلب محمد نوح من إبراهيم رضوان بعد المذهب إضافة الكلمات الآتية والتى تذاع بها الأغنية الآن.

 

يا حبيبتى راجعة زى طير. راجع لأحضان الصحاب

 

الحضن يا أم الشوك حرير يلى فتحتى ألف باب

 

يا سينا م انسينا.اللى فات يا أحلا أحلا الذكريات

 

 يا شراع فى بحر لينفرد

 

مدد مدد شدى حيلك يا بلد. إن كان فى أرضك مات شهيد فيه ألف غيره بيتولد.

 

ونجحت الأغنية وزاد نجاحها وكان محمد نوح يغنيها فى كل المواقع فى معرض الغنائم. والجامعات بل والأفراح والحفلات، وحتى فى الملاهى الليلية وكان الحضور دائمًا من فنانين ومبدعين ومثقفين وكتب أنيس منصور ويوسف إدريس ومفيد فوزى وأصبح نوح يظهر على المسرح من الثانية صباحا إلى الرابعة من اليوم التالى وكنا أحيانا نجد عبدالحليم حافظ يجلس ليشاهد تلك الحالة الغنائية الجديدة.

 

ازدحمت حفلات نوح وغنى مدد والله حى فى فيلم المزيكا فى خطر مع سمير غانم وصفاء أبوالسعود ولبلبة. ولم يظهر لا ابن الريف ولا أعمال لابن الريف ويدعى البعض أنه حزن لغناء نوح فى النوادى الليلية.

 

ويتجاهل أن فى تلك المرحلة. كان معظم نجوم مصر يفعلون ذلك عبدالحليم ووديع الصافى وشريفة فاضل ومحرم فؤاد. وكان الزحام على حفلات محمد نوح غير مسبوق يتذكره من حضر تلك الفترة كيف بالله عليكم ولأسباب عجيبة يظهر بعد خمسين سنة من يعلن وبكل طيبة أنه صاحب غنوة. حققت نجاحًا وتغنيها الجموع فى كل المناسبات والشاعر كاتب الأغنية حى يرزق.

 

أرى حروبًا ونفسنة، لا أعلم سببها؛ ولكن يدهشنى الوسط الثقافى وبعض الباحثين عن شهرة أو سبوبة أو تنشيط لكتاب أو عمل نصف موهوب ألا يعلم العقلاء أن المبدع الحقيقى لا يحتاج أن يلوث تاريخه بسرقة هو فى غنى عنها، خصوصًا إن كان بحجم شاعر مثل إبراهيم رضوان فالرجل لمن لا يعرفه يتحدث شعرًا.

 

إنه الإفلاس بعينه وأتخيل أن أجد أحدًا يدعى أن من غنى مدد ليس محمد نوح.

 

محمد نوح الذى عمل لأكثر من أربعين عامًا صرف كل أمواله، على استديوهات للصوت ووحدات التصوير والمسرح لأنه يعرف قيمة المسرح فى التنوير. ومات الرجل مدينًا لا مال ولا أملاك. بعد أن صرف كل أمواله لما يخدم الفنون والإبداع والثقافة. ويتهمه الآن بعض السذج بأنه غنى فى الملاهى التى كان يغنى فيها كبار المبدعين وكأنهم لا يعرفون أن نوح وكنت معه هدفه فقط أن يشعل حماس الجماهير ليس فى الملاهى فقط. إنما أيضًا فى معرض الغنائم بالجزيرة وكل الجامعات فى كل محافظات مصر وكل احتفالات القوات المسلحة العظيمة وفى كل مواقع القوات المسلحة.

 

محمد نوح يا مدعى أول من دخل سينا بعد تحريرها. برجاء من أنور السادات شخصيًا. وقال له بالحرف. رجع الناس هناك يا محمد يرددوا كلمة مصر.

 

أكتب وأردد فى الصالون الثقافى الذى أقيمه شهريًا. ويحضره عقلاء ومحبون لمصر أن نهتم بالثقافة والتنوير وإعمال العقل. بعد أن أصاب البعض حالة من هرتلة وسيولة أجدها أخطر ما تواجه مصر حاليًا.

 

فلا فرز بين الحقائق وأشباه الحقائق ومحبى الظهور وأبطال شبكات التباعد الاجتماعى. ما يحدث صادم وأردت أن أسجل شهادتى لعلها تكون سببًا للمراجعة، فالشاعر الكبير عاشق مصر ابن المنصورة. يستحق الاحتفاء والتقدير ولا يستحق تلك المهاترات. وله أن يقول لكم من أنتم.

 

حفظ الله مصر من الحاقدين والفشلة الناشطين.