شهية خليجية للسيطرة على القرار العربى

محمد الغنى
عقد المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط ورشة عمل الأسبوع الماضى حول تفاعلات الأزمة السورية وكيفية تعامل مصر معها برئاسة د. مجاهد الزيات، وحذر المشاركون من خطورة تناول إسرائيل للقضية السورية ومحاولات حزب الله لاستفزاز إسرائيل على التدخل عسكريا فى سوريا مما سيكون له تداعيات خطيرة ليست على صعيد سوريا وحدها وإنما سيمتد داخل الإقليم العربى.وأشار المشاركون إلى تغير واضح فى الموقف من سوريا، حيث بدأت تركيا تتحدث عن الحل السياسى، خصوصا بعد أن استغلت الأحزاب التركية ورقة العلويين والذين يبلغ عددهم أكثر من 15 مليوناً.
وكذلك خطورة الموقف الإيرانى الذى يمكن أن يكون على حساب القضية السورية لصالح إيران وبرنامجها النووى، حيث تسعى إيران لوضع قوى لها داخل الأراضى السورية.كما أكد المشاركون تراجع الدور القطرى فى مقابل صعود للدور السعودى تجاه الأزمة فى سوريا وتغير مواقف دول مجلس التعاون الخليجى، وأوضح د. محمد عز العرب الخبير بمركز الأهرام للدراسات أن الدول الخليجية اعتمدت سياسة الاعتراف بنظام بشار الأسد فى بداية الاحتجاجات الشعبية ولم تبد أى تأييد أو تعاطف مع التظاهرات، وبعد ذلك فى الفترة من أغسطس 2011 وحتى يناير 2012 شهدت تحولاً فى مواقف الدول الخليجية، وعلى غرار ما أصدره عاهل السعودية الملك عبدالله من تصريحات داعيا إلى الحكمة واستخدام العقل قبل فوات الأوان.. أدان مجلس التعاون الخليجى الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين السلميين داعيا إلى إصلاحات سريعة وعدم التدخل الأجنبى وإرسال قوات عربية إلى سوريا.
وأخيرا برز تصاعد الموقف الخليجى ضد نظام بشار الأسد، حيث رفضت السعودية اقتراح روسيا بإجراء حوار عربى مع بشار وبينما كان وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف يزور دمشق فى 7 يناير 2012 أعلنت دول الخليج قرارها بطرد سفراء سوريا من أراصيها وسحب سفرائها من دمشق.وأشارت الدكتورة نيفين مسعد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إلى استغلال الورقة الإيرانية لتحقيق مكاسب سياسية فى الداخل وللضغط على الأطراف الخليجية داعية دول الخليج إلى مراجعة مواقفها من سوريا وخاصة من بشار الأسد.وخلصت الدكتورة نيفين إلى أن الإقليم العربى مقبل على حالة من التشرذم والتفكك فى التحالفات العربية وأنه لم يعد هناك ضابط يحكم نظام التحالفات العربية وهذا فى ظل بروز محاولة حثيثة لدول الخليج للهيمنة على النظام العربى.وقالت: إن هناك شهية خليجية للهيمنة والسيطرة على العمل العربى المشترك.