الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

سندريللا بالحجاب

سندريللا بالحجاب
سندريللا بالحجاب


«سندريلا» بالحجاب هى آخر تقاليع الأوساط الأدبية، فالقصة العالمية التى تدور حول فتاة جميلة، تعانى من زوجة والدها القاسية، وتنقذها الجنيات الطيبة وتقربها من الأمير وهذا هو ما حدث بالفعل فى القصة المجسمة للأطفال التى تحمل عنوان «سندريلا» إعداد مسعود صبرى ورسوم رأفت محيى الدين وصادرة عن دار الينابيع، تقدم القصة الشهيرة فى شكل إسلامى، الأمر الذى دفع البعض للتحدث عن عملية أخونة الأدب.
فى القصة تظهر سندريلا المحجبة وكل الشخصيات النسائية بالقصة محجبات زوجة الأب وابنتاها أيضا، أما من حيث المضمون فتقدم شخصية السندريلا كفتاة صابرة على بلواها وتدعو الله باستمرار أن يرزقها الصبر على ما هى فيه من بلاء، كما أنها لا تتفوه بأى كلمة خبيثة ضد زوجة أبيها وابنتيها رغم قسوتهن، كذلك ألغت القصة ظهور «الجنيات» ومساعدتهن للسندريلا واستبدلت ذلك بمساعدة إحدى الغنيات - يقصد بها عجوزا غنية - تقدم الفستان والحذاء للسندريلا ويصبح زواج السندريلا من الأمير جزاء لصبرها.

 

الناقد الكبير الدكتور جابر عصفور من جانبه رفض أسلمة الأدب العالمى ويرى فى هذه المعالجة تشويها متعمدا يكشف قدرة إبداعية فقيرة لا تستطيع الابتكار فتستسهل السرقة، وأضاف عصفور: إن تقديم القصة العالمية بهذه الصورة لن ينال من هذه الشخصية التى تجاوزت وضعها فى هذا الإطار الهش فالعمل مشوه، لكن سندريلا الأصلية لن يستطيع أحد أن يشوهها.

 

أما الروائى والقاص محمود أبوعيشة فيختلف مع رؤية الدكتور جابر عصفور، حيث قال إن التراث العالمى ملك للإنسانية ومن حق كل ثقافة أن تستغله كما تشاء مبررا ذلك بأن كثيرا من أدباء العالم نهلوا من تراث ألف ليلة وليلة وكذلك قصص القرآن الكريم والكتاب المقدس، لكن أبوعيشة يضع شروطا لهذا الاستغلال تتمثل فى: أولا الإعلان بصورة واضحة عن هذا الشكل من الاستغلال، فيكتب على الغلاف أن القصة رؤية إسلامية للسندريلا حتى يدرك القراء أن هذه رؤية من بين عدة رؤى يمكن أن يحصل عليها ويقارن بينها وينحاز لها أو يرفضها حسب ذائقته الأدبية، أما الشرط الثانى فهو الاحتفاظ بروح العمل الأصلية وأساسياته.

 

فى حين تعترض الكاتبة هالة فهمى على العمل وتعتبره تشويها للأدب العالمى للأطفال، وأضافت: يمكن أن نقدم أدبا موازيا للأطفال من تراثنا الخاص سواء كان تراثا إسلاميا أو مسيحيا دون أن نقوم بهذا العمل الذى يعبث بوجدان وعقل الأطفال لأننا نحتفظ بطريقة وأسلوب سرد القصص كما حكيت لنا فى طفولتنا ليعيش هذا الأسلوب معنا طوال مراحل حياتنا المختلفة، وأكدت هالة أن السندريلا هذه الصورة مرفوضة، فلا أسلمة ولا تنصير للتراث العالمى بل هو تخريب لعقل الطفل.