الأحد 4 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مـرســـــــــــى ستايل

مـرســـــــــــى ستايل
مـرســـــــــــى ستايل


عام مضى على تولى مرسى رئيسا للجمهورية كأول رئيس مدنى منتخب إلا أن هذا العام لم يسفر عن أى تطور إيجابى فى أى من مناحى حياة المواطن المصرى.. بل ازداد الأمر سوءا وباتت التغييرات سلبية فالضرائب ازدادت والأسعار ارتفعت والكهرباء مقطوعة والسياحة منهارة والاستثمار غائب والمصانع تغلق والغضب يزداد والشارع يغلى، لكننا على الجانب الآخر نجد شيئا واحدا يتطور ويتحسن فى البلاد وهو مظهر الرئيس مرسى وإن كان تحسن المظهر لم ينعكس مطلقا على الأداء والسلوك وأسلوب الحديث.
 
 
 
 
قد يظن البعض أن ملابس الرئيس غير مهمة، بل قد يرى البعض أن الاهتمام بمظهر الرئيس من الأساس هو أمر تافه، لكن الواقع أن مظهر الإنسان هو عنوانه ومدخل شخصيته، كما أن الكثير من الرؤساء حول العالم يرسلون رسائل خفية عبر ملابسهم حتى إن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت كانت تستخدم البروش فى إرسال رسالة تهديد أو رسالة تهدئة أو استقواء إلى غير ذلك، بينما رأى العديد من المحللين أن الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش الابن كان دائما يرتدى رابطة عنق حمراء اللون منذ إعلانه الحرب على الإرهاب كرسالة انتقام وتهديد للدول التى ادعى أنها ترعى الإرهاب.
وفى الانتخابات الأمريكية يرسل المرشحون رسائل واضحة للناخبين من خلال مظهرهم فأوباما كان يحب الظهور فى صورة المرشح الشاب خفيف الحركة، لكنه كان حريصا على ارتداء البدلة الكاملة ليوحى بأن أداءه الرسمى كرئيس سيكون مختلفا وأكثر سرعة، ولا يمكن أن نغفل غاندى الذى كانت ملابسه البيضاء البسيطة ترمز إلى النقاء والتقشف. وفى مصر كان السادات واحدا من بين أكثر عشرة رؤساء أناقة فى العالم، وكان يستعين بترزى مصرى لتفصيل البدل فى رسالة لاحترام العامل المصرى والصناعة الوطنية ومثله كان عبد الناصر، بينما كان مبارك يستعين ببيوت أزياء فرنسية لاختيار ملابسه وهو ما اتسق فعلا مع تدهور أحوال الصناعة المصرية التى أهملت فى عهده.     
مر مرسى بعدة مراحل فيما يتعلق بمظهره بدءا بمرسى القيادى فى جماعة الإخوان المسلمين ومرسى المعارض داخل البرلمان، لكن التغيير الأكبر جاء بعد الثورة فقد تولى رئاسة حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة ثم رشحته الجماعة وحزبها لخوض انتخابات الرئاسة كبديل للشاطر ليصل إلى الصورة النهائية التى نراه عليها اليوم وهى بالطبع صورة لا علاقة لها بمرسى الأول سواء فى البرلمان أو بعد ذلك.
لن نبدأ من مرسى بالجلباب لأن صور مرسى مرتديا الجلباب غالبا ما كانت صورا عائلية غير رسمية، أما الصور الرسمية فالبداية يجب أن تكون من البدلة ذات الأكمام القصيرة التى يطلق عليها بدلة سفارى وهى البدلة نفسها التى طالما ارتداها مبارك فى بداية فترة رئاسته لمصر مع اختلاف المظهر العام. أحب مرسى البدلة السفارى وارتداها كثيرا ولم يظهر مرتديا رابطة العنق إلا بعدما أصبح نائبا بمجلس الشعب فى برلمان 2000-.2005
لكن فى أثناء ذلك وبالتحديد فى عام 2004 سافر مرسى إلى إندونيسيا لتقديم المساعدات والتقطت له صورة هناك مرتديا البدلة السفارى من جديد وفى عام 2010 ظهر فى فيديو كمتحدث إعلامى باسم الجماعة وعضو بمكتب الإرشاد متحدثا عن القضية الفلسطينية ليصب لعناته على الصهيونية وينتقد التدخل الأمريكى دفاعا عن دولة إسرائيل.
مرسى بوجه عام يميل إلى الألوان الهادئة ولا يحب البهرجة فقمصانه منذ كان فى البرلمان جميعها من لون واحد وكذلك رابطة عنقه، وهو ما تغير بعض الشىء فى مرحلة ما قبل الانتخابات فقد ظهر عدة مرات مرتديا قمصانا مخططة مع رابطات عنق أيضا مخططة، وبالطبع لم يكن هذا اختيارا موفقا، لكنه يشير على الأقل إلى أنه شعر أن المرحلة الجديدة والدور المتنامى للجماعة والحزب والذى سينعكس عليه كقيادى يجب أن يقابله تطور فى مظهره وإن بدا هذا التطور مشوشا وغير محدد.
هنا يجب الإشارة إلى أن التطور لم يكن فقط فى الملابس، بل امتد ليشمل ساعة اليد فقد كان مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة يرتدى ساعة يد ذات يد بلاستيك سوداء وهى بالطبع ساعة أميل أن تكون سبور أو كاجوال، ولم يكن من المناسب لشخصية مرسى الكلاسيكية وطبيعة ملابسه أن يرتديها، أما بعد أن أصبح مرسى رئيسا فقد تغيرت الساعة لتصبح ساعة ذات يد من المعدن لتتناسب مع رئيس جمهورية لا يظهر إلا بملابس رسمية.
 

ويبدو أن مرسى ليس من عشاق رابطة العنق ليس فقط لأنه لم يكن يظهر بها فى الماضى إلا فى جلسات مجلس الشعب، ولكن لأنه ظهر فى العديد من اللقاءات الرسمية، بينما رابطة عنقه غير منتظمة لأنه لم يعتد على ارتدائها فهو لا يفكر فى ضبطها قبل التصوير كما هو معتاد من معظم الرجال.
وعلى ذكر مسألة ضبط الملابس فإن مرسى أصبح مغرما بضبط ملابسه فيما عدا رابطة العنق بالطبع فهو يظهر محاولا رفع البنطلون أحيانا ومحاولا ضبط الجاكيت أحيانا أخرى أو حتى منهمكا فى ضبط أكمام القميص، هذا بخلاف الفيديو الشهير الذى يحاول فيه ضبط ملابسه أثناء جلوسه مع رئيسة وزراء أستراليا وهى اللقطة الشهيرة التى أثارت استياء وضحكا كالبكاء، ورغم ذلك فهو لا يلتفت قط لرابطة عنقه التى تبدو دائما متجهة إلى كادر آخر وكأنها تشعر بإهمال مرسى لها وعدم اعترافه بأهميتها فى إبراز أناقة الرجل.
مرسى لم يظهر رسميا بدون رابطة العنق إلا مرتين، الأولى عندما ذهب إلى ميدان التحرير بعد فوزه فى انتخابات الرئاسة، فقد أراد أن يكون بسيطا وغير رسمى فى لقائه مع الشعب الذى تجمع عدد كبير منه بالميدان احتفالا بفوزه كمرشح للثورة كما أراد أن يقدم نفسه. ارتدى مرسى ما يسمى سمارت كاجوال  SMART CASUAL أو ما يمكن وصفه بأنه ملابس شبه رسمية  SEMI FORMAL، حيث ظهر بجاكيت بلون مختلف عن البنطلون، أما المرة الثانية فكانت فى خطاب الحارة المزنوقة أمام قصر الاتحادية فقد ارتدى فى هذا الخطاب ملابس شبه رسمية أيضا، خاصة أنه كان يخاطب أهله وعشيرته من أعضاء جماعته فلم يرتد رابطة العنق وارتدى جاكيت على أحدث موضة، حيث ظهرت الرقعة الجلدية عند كوعيه وهو ما كان مسايرا للموضة بشكل لافت لأول مرة فى أزياء مرسى، لكنه لم يكررها لكى نستطيع القول بأنه بدأ يهتم بمسايرة الموضة العالمية.
أما الأزرار المعدنية للأكمام سواء فضية أو ذهبية فتحتل مكانة أقل من رابطة العنق لدى مرسى فلم يظهر مرسى قط مرتديا هذه الأزرار، بل يكتفى بالأزرار البلاستيكية للقميص فهو شخص كما قلنا سابقا لا يحب البهرجة ولا يهتم كثيرا بمظهره.
الملاحظ أيضا أن مرسى قبل الرئاسة كان يفضل البدل ذات اللون الفاتح مثل الزيتى والرمادى والبيج، بينما أصبح أميل إلى الألوان الداكنة منذ انتخابات الرئاسة وحتى الآن مع التركيز على القميص الأبيض فى معظم الأحيان.
أما فيما يتعلق بشعر مرسى وذقنه وهما جزء لا يمكن إغفاله فى المظهر العام فهما عنصران متغيران دائما ولا يمكن تحديدهما وهما العنصران الأكثر اتساقا مع أداء مرسى الرئاسى الغائم غير المحدد والمشوش، فحتى بعد الرئاسة لا يمكن تحديد لون شعر د. مرسى فهو يتغير كثيرا من غامق إلى أفتح قليلا إلى رمادى ليعود مجددا إلى الأسود، بينما نجد ذقنه طويلة قبل الانتخابات ثم أقصر قليلا أثناء الانتخابات ثم أقصر أكثر بعد الرئاسة، لكنها بيضاء فى جميع المراحل. بالنظر إلى صورة الدعاية الانتخابية لمرسى نجد شعره أسود داكنا، بينما ذقنه بيضاء تماما، ثم بدأ خلال المرحلة الثانية من الانتخابات تفتيح شعره بعض الشىء وتخفيف ذقنه أيضا، ولكن مع كل ظهور لمرسى نجد تغيرا طفيفا فى لون شعره حتى اليوم.