كلما هاجموا أخى شيخ الأزهر زاد محبوه!

يحيى الجلاب
طيلة الفترة الأخيرة، وحتى الآن يتعرض شيخ الأزهر الإمام الأكبر «أحمد الطيب» لهجمة إخوانية فى إطار مؤامرة التمكين، وكان من المهم أن نتعرض للأزمة بزاويتنا الخاصة فى عددنا عن «الحلم والكابوس» بإجراء حوار استثنائى مع شقيقه الأكبر الشيخ محمد الطيب الذى كانت له مواقف مقربة للإخوان وبالذات أيام حملة مرسى للانتخابات الرئاسية، فهل تغير موقفه الآن وكيف يعيش «الطيب» الأكبر والأوسط هذه الأجواء وهل تأثرت جلساتهما الصوفية التى زرناها فى الأقصر!
«آل الطيب» من سلالة الحسن بن على بن أبى طالب وكبيرهم الآن الأخ الأكبر لشيخ الأزهر ويعتبره بمثابة أبيه، الشيخ محمد أحمد محمد الطيب الحسانى حاصل على درجة الليسانس من كلية أصول الدين جامعة الأزهر، ودبلومة تربية وعلم نفس من جامعة عين شمس، ودبلومة من كلية دار العلوم ودكتوراة فى التصوف الإسلامى.
∎ أصوات إخوانية تشكك فى الثقل الدينى للإمام الأكبر.. فحدثنا عن نشأتكم؟
- كانت نشأة جديرة بالذكر نفخر بها، فلقد نشأنا فى أسرة دينية وأزهرية، حيث كان جدى الأكبر الشيخ «أحمد الطيب الحسانى» من خريجى الأزهر، وكان محبوبا وسط الناس لما كان يحتسب له من علم قيم فى دينه، وكان يعلم الناس، وكان قوام الليل، أما والدى الشيخ «محمد أحمد الطيب» فعالم أزهرى، والذى أنجب ثلاثة من الأولاد أكبرهم أنا ثم بعد ذلك فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ثم بعد ذلك أخى الأصغر الذى لقى ربه، فكان دائما جدى حريصا على تحفيظنا القرآن الكريم أنا وأخى الدكتور «أحمد» منذ الصغر ولابد من أن نتشرب تعاليم الدين الإسلامى بأكمله ولابد أيضا أن نكمل مسيرته من خلال دراستنا فى الأزهر الشريف، وأن نظل دائما فى خدمة الناس أجمعين من خلال ساحة جدى الشيخ الطيب الذى تأتى إليها الوفود من جميع البلدان، ومنذ الصغر كنا أنا وأخى كتفا بكتف نتشاور دائما فى كل أمورنا الشخصية وكل منا يعرض مشاكله على الآخر، حتى يساعده فى حلها، فلم ينشب بيننا الحقد أو الكره فى يوم من الأيام وها نحن الآن نقيم سويا فى منزل واحد يجمعنا أنا وأخى وأسرتنا.
وأفضل أنشطتنا هى قراءة القرآن الكريم وحفظه والتدبر فيه وأيضا التأمل فى خلق الله سبحانه وتعالى، ومساعدة الناس على قضاء حوائجهم وحل مشكلاتهم وخدمتهم منذ الصغر، أما أنا فعن نفسى أميل إلى قراءة الشعر بصورة كبيرة وأحترم الشعراء القدامى مثال «البحترى والمتنبى..» وغيرهما الكثير من الشعراء الذين يجب أن نحترمهم ونقدرهم لما قدموا من أجود وأرقى أنواع الشعر العربى الأصيل.
∎ ما رأيك فى الهجوم الشديد على الأزهر وبالأخص على الإمام الأكبر شخصيا من قبل السلفيين والإخوان ؟
- رأيى الذى دائما أقوله أن أى إنسان على وجه الأرض لن ترضى عنه الناس جميعا ولن تكرهه الناس جميعا حتى لو كان نبى الأمة «سيدنا محمد» صلى الله عليه وسلم، فإنه عندما بعثه الله بالحق فلم يجتمع عليه الناس جميعا حتى يومنا هذا، فكذلك يكون أخى أحمد الطيب أيضا فإنه قد تولى مسئولية ليست بصغيرة، وبالتالى فإنه سيظل يتعرض للهجوم دائما من قبل بعض الناس وبعض التيارات، ولكن ما يكفينى أن أذكره لك أن بعد هذا الهجوم على الأزهر وعلى شيخه تحديدا قد كشف لنا عن مدى شدة الحب من قبل الكثيرين من الناس التى خرجت مدافعة عن الأزهر وعن فضيلته من جميع الفئات والأعمار فى كل أنحاء الجمهورية، ولا أبالغ إذا قلت فى جميع بلدان العالم أيضا، أما عن رأى شيخ الأزهر فكنا دائما نتحدث عن هذا وكان يقول لى كلمته المفضلة يا أخى «لو اجتمع أهل الأرض جميعا على أن يضروك بشىء فلن يضروك إلا بشىء قد كتبه الله عليك».
نحن أسرة تخاف الله ورسوله ولايهمنا غيرهما فلذلك لا نفعل إلا الحق و«لا يصح إلا الصحيح» وسيظل الدكتور «أحمد» ابن الأزهر وشيخه وسيفعل كل ما بوسعه لكى يرتقى بالأزهر ويحقق أهدافه التى أسس عليها دون الالتفاف إلى المادحين أو الحاقدين ودعنى أردد لك عبارة شيقة وهى بمثابة خلاصة القول «أما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض».
∎ ما قراءتك لحوادث تسمم طلاب الأزهر الغامضة؟!
- والله بمجرد معرفتى بهذه الأخبار كنت فى شدة الحزن والأسى، ولكن حمدت الله على هذا القضاء وأن الأمور وصلت لهذا الأمر ولم تحدث كوارث أخرى، ثم أعود وأطلب من الله أن يظهر الحقيقة وأن يساند أخى وابنى الدكتور «أحمد الطيب» وينصره على الحاقدين لأنى لا أشك أبدا بأنه يعشق الأزهر تماماً وأنه سوف يكون «شوكة فى حلق» المعتدين على الأزهر، وبالنسبة لشيخ الأزهر نفسه وخاصة بعد تلقيه هذه الأخبار أصبحت حالته سيئة للغاية، وكنت دائما أتكلم معه وأحفزه بكلمات من كتاب الله سبحانه وتعالى وأشاركه الرأى حتى نخرج بالحل الصحيح وأحب أن أذكرك بأن شيخ الأزهر صعيدى فى الأساس وقادر على تحمل صدمات أكبر من هذه «وإن ينصركم الله فلا غالب لكم» صدق الله العظيم.
∎ ما تعليقك على رفض شيخ الأزهر لمشروع الصكوك الإسلامية؟
- هذا الرأى ما هو إلا وجهة نظر يمتلكها صاحبها مستوحاة من خبرة الشخص نفسه ودراساته، فكل إنسان يرفض شيئا ما أو يتقبله فلابد أن نحترمه ونقدره، وأعتقد أن الشيخ أحمد الطيب على قدرة عالية فى الإبداء بقراراته وله كامل الحرية، كما أحب أن أنوه بأنه لم يتم رفض مشروع الصكوك من قبل شيخ الأزهر فقط، بل هذا الرفض جاء بقرار لجنة كاملة من قبل كبار علماء وشيوخ الأزهر، أما أنا فإنى على اتفاق كامل مع رأى أخى فضيلة الإمام الأكبر لأنه فعلا لو جاء أى مشروع يعتمد على ضياع أصول الدولة فلا يمكن للأزهر أو أى مواطن مصرى حريص على مصلحة بلده أن يوافق عليه، لأن رعاية أصول الدولة وتنميتها والحفاظ عليها واجب جميع المصريين، فلذلك نحن - آل الطيب جميعا - مع أى مشروع يساهم فى نهضة الوطن، ويخدم المصلحة العليا للبلاد، ولايبدد ممتلكاتها، ولايتعارض مع شريعة الإسلام، وسوف يظل الأزهر الشريف هو ضمير الأمة وحارسها الأمين.
∎ كيف كان شعورك عند سماع خبر الإفراج عن 103 سجناء مصريين فى الإمارات تكريما لشيخ الأزهر؟
- فى الحقيقة كنت سعيدا للغاية، وأعتقد أن مصر جميعا قد أسرها هذا الخبر الجميل، وما أسعدنى أكثر هو سعادة أسر هؤلاء السجناء، ولكن أنا كنت على دراية بهذا الأمر وأعرف أن فضيلة الإمام كان يهتم بأمر هؤلاء السجناء المصريين هنا، وأنه لن يكتفى بذلك وسوف يبحث فى الإفراج عن سجناء آخرين ولكن فى حدود القانون الإماراتى والمسموح به.
∎ ما معنى مفهوم التصوف لديكم خاصة بعد الجدل الدائر عن المتصوفين الآن؟!
- مفهوم التصوف لدى «آل الطيب» هو ما كان فى إطار الكتاب والسنة، أى أن كل ما أنزله الله فى كتابه الكريم ومادلنا عليه رسول الأمة هذا هو الإسلام دين الحق فنحن لا نستطيع أن نخرج عن ذلك الأمر، أما ما كان خارجا عنهما، فهو «دجل وتكسب» من وجهة نظرى.
∎ ما أفضل الكرامات التى تركها لكم الجد الأكبر الشيخ «أحمد الطيب»؟
- مفهوم الكرامة مختلف عن المعروف لدى البعض، فلدينا هى التى تؤثر فى الناس، فجدنا الشيخ «أحمد الطيب» كان يحكم بالشريعة ولايؤمن بـ «الشعوذة» وكراماته تكون خاصة به وحتى إذا كنت أعرفها فإنى لا أقدر على التحدث عنها، أما أفضل كرامة تركها لنا جدى هو فكرة إنشاء «الساحات» لحل مشاكل الناس ولكن نحن «آل الطيب» جميعا نرفض أن تصبح «الساحات» أماكن لتجمع «الدراويش» وممارسة طقوس تخالف العقل والمنطق، فالساحة عندنا ما هى إلا مكان لحل مشاكل الناس وقضاء حوائجهم، ومضايفتهم على أكمل وجه هذا ما تعلمناه من آبائنا وأجدادنا من قبل، ولذلك يتردد على الساحة شيوخ وشباب ونساء وفتيات طوال اليوم، من محافظات مصر المختلفة ومن العالم العربى أيضا - مسلمين ومسيحيين - حتى السياح والسائحات الأجانب يأتون إليها قاصدين قضاء حوائجهم والمشكلات التى تواجههم.
∎ ما رأيك فى حلم المصريين بعد الثورة والكابوس الذى يعيشونه؟!
- انعدام الأمن وانهيار الاقتصاد هذا هو حال مصر الآن..!! فإذا نجحنا فى توفير هذه العناصر ونهضنا بها أقسم لك بأن مصر سوف يتغير حالها إلى الأفضل، «الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف» صدق الله العظيم، الاقتصاد والأمن أهم شىء يجب توفيره فيجب أن تعود الشرطة وتعود بقوة أيضا ولكن بحكمة، ويجب أن نعلى بالاقتصاد المصرى حتى ترتقى الأمة، أما إذا أردنا التحدث عن «مصر رايحة على فين» فعذرا لأنى سوف أجيبك باللغة العامية والكلمات العادية والبسيطة «فمصر بإذن الله وببركة الأولياء الصالحين والتخطيط السليم من قبل الدولة.. سوف تذهب إلى أفضل حال إن شاء الله»؟