70 اعتداء جنسـيا فى الجيش الأمريكى كـل يـوم !

مرفت الحطيم
بلغ تفشى الاغتصاب والتحرش الجنسى فى الجيش الأمريكى درجة استدعت من الرئيس باراك أوباما أن يتناول المسألة فى مؤتمر صحفى كما فعل وزير الدفاع تشاك هاجل فى مؤتمر صحفى آخر. فى موقع تروث ديج كتبت آمى جودمان: أصبح الاغتصاب محور الاهتمام هذا الأسبوع، بعد عملية إنقاذ درامية لثلاث نساء من سجن دام حوالى عقد من الزمن فى منزل فى شارع هادئ فى مدينة كليفلاند، واتهام المشتبه به فى القضية بالاختطاف والاغتصاب، وقد صدمت هذه الادعاءات المروعة الأمة وهى تستدعى إجراء تحقيق شامل ومحاكمة صارمة.
وفى هذا الأسبوع أيضا أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية تقريرا جديدا مفزعا عن الاغتصاب والاعتداءات الجنسية فى الجيش الأمريكى، وكما يقول آخر الأرقام المتوافرة: يجرى ارتكاب ما يقدر فى المتوسط بـ 70 اعتداء جنسيا داخل الجيش الأمريكى كل يوم أو 26 ألفا كل عام.
وكان عدد الاعتداءات الجنسية التى تم الإبلاغ عنها فعلا فى سنة البنتاجون المالية 2012 وصلت إلى 3374 اعتداء، ومن ذلك العدد لم يحول إلى المحكمة العسكرية لاتخاذ الإجراءات سوى .190تقول الكاتبة: إن الاغتصاب والاعتداء الجنسى فى الجيش الأمريكى منتشران على نطاق واسع، ويجرى اقترافهما ضد النساء والرجال على حد سواء، وبحصانة تامة تقريبا .
وقد تفجرت القضية هذا الأسبوع عندما تم اعتقال رئيس مكتب منع الاعتداء الجنسى والرد عليه التابع لسلاح الجو الأمريكى بسبب ارتكابه اعتداء جنسيا، فقد اتهم المقدم جيف كروسينسكى 41 عاما بالاعتداء جنسيا على امرأة فى موقف للسيارات خارج نادٍ للتعرى فى مقاطعة أرلنجتون، بولاية فرجينيا، ويأتى ذلك بعد قضية حديثة نقض فيها مسئول عسكرى كبير، إدانة محكمة عسكرية لضابط تحت إمرته، بارتكاب اعتداء جنسى، فقد اتهم المقدم فى سلاح الجو جيمز ويلكيرسون بالاعتداء جنسيا على كيمبرلى هانكس، فى قاعدة أڤيانو الجوية فى إيطاليا. ووجد مذنبا من قبل هيئة محلفين عسكرية، وحكم بالسجن سنة والطرد من الخدمة العسكرية، ولكن إدانته رفضت من قبل الفريق كريج فرانكلين.
وتقول الكاتبة: إن الرئيس أوباما خص تفشى الاغتصاب بالحديث فى مؤتمر صحفى هذا الأسبوع قائلا: إذا وجدنا شخصا متورطا فى هذا الأمر، فلابد من محاسبته ومحاكمته، وتجريده من رتبته، وتقديمه لمحاكمة عسكرية، وإنهاء خدمته، وطرده مخزيا. إن هذا الأمر لا يمكن القبول به.وتضيف الكاتبة قائلة: لقد آن الأوان لكى يحظى تفشى الاغتصاب والاعتداء الجنسى فى الجيش على الاهتمام الذى يستحقه، حيث باتت المشكلة منظمة، ويجب على القائد الأعلى، الرئيس أوباما اتخاذ إجراء حاسم الآن، ويعتبر إخراج التحقيقات والمحاكمات من يد الجيش خطوة أولى ضرورية لمعالجة ثقافة الاغتصاب المنظمة هذه، التي تجرى في إطار سلطة البنتاجون.
وفى صحيفة نيويورك تايمز تعتب مورين داود على النظام القضائى فى الجيش، الذى لا يأخذ قضية الاعتداءات الجنسية على محمل الجد وتقول: إن جيف كروسينسكى المقدم فى سلاح الجو، المتهم بالاعتداء الجنسى، كان الضابط المسئول عن برامج منع الاعتداء الجنسى فى سلاح الجو الأمريكى.وتضيف: إن السيناتور جاى روكفلر أصدر بيانا غاضبا وصف فيه اعتقال كروسينسكى بأنه دليل آخر على أن الجيش لا يأخذ قضية الاعتداء الجنسى على محمل الجد وأن الاعتداء الجنسى وصمة على جبين الجيش يجب أن تهزنا من الأعماق.
تقول الكاتبة: كان هذا أسبوعا سيئا بالنسبة إلى المدافعين عن نظام القضاء العسكرى الذى أكل الدهر عليه وشرب، والذى يعتبر قرارات المقاضاة فى جميع القضايا، بما فيها الاغتصاب والعدوان الجنسى مجالا يقتصر التعاطى معه على قادة الجيش، ولا يحق للمحامين دخوله.
وتقول الكاتبة: إن الجنرال مارك ويلش رئيس أركان سلاح الجو صدم النساء فى لجنة الخدمات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ، عندما قال فى شهادته: إن جزءا من المشكلة يعود إلى أن الصبايا اللاتى يدخلن الجيش، قد تربين فى مجتمع يفكر بعقلية العلاقات العابرة. وقال الجنرال: إننا نضطر إلى تغيير هذه الثقافة فور وصولهن، وتعقب الكاتبة على ذلك قائلة: إن العلاقات العابرة قد تكون سخيفة، ولكنها قائمة على رضا الطرفين.
وتذكر الكاتبة قول السيناتورة كريستين جيليبراند من نيويورك، تعليقا على هذا التوصيف: إن إنكار حالات الاغتصاب العنيفة باعتبارها جزءا من ثقافة العلاقات العابرة، تدل على غياب تام للفهم. إننا لا نتحدث هنا عن علاقة خائبة بين رجل وامرأة، بل عن سلوك إجرامى من قبل انتهازيين يقومون فى غالب الأحيان برصد ضحاياهم ومتابعتهن قبل الإقدام على فعلتهم.
وتقول الكاتبة: إن المقارنة بالعلاقات العابرة هنا، مستفزة ومثيرة للغيظ، على ضوء الدراسة المذهلة التى نشرها البنتاجون، والتى تقدر أن 26 ألف رجل وامرأة تعرضوا للاعتداء جنسيا عام 2012 بزيادة 37٪ عن الفترة ذاتها من العام الماضى ولم يبلغ إلا عن عدد صغير من الحالات، مما يدل على أن الضحايا مازالوا يخافون من الانتقام، أو تحريف العدالة. ولم يتم تجريم سوى 238 شخصا من المعتدين.
وفى مجلة ذى نيويوركر تفتتح آمى داڤيدسون مقالتها بقول الجنرال جيم آموس، فى جلسة استماع فى مجلس الشيوخ بعد صدور تقرير البنتاجون عن الاغتصاب،: «إنى أعتذر لهذه اللجنة عن السلوك الشائن لجنودى من مشاة البحرية».وتقول الكاتبة: «إن شهادة الجنرال آموس، كانت أفضل وقعا من شهادة الجنرال مارك ويلش الذى ربط قضية الاغتصاب بثقافة العلاقات العابرة، مما أثار غيظ كثيرين إلى درجة جعلت السيناتورة كريستين جيليبراند تبدأ بالصراخ عليه وعلى مايكل دونلى الأمين العام لسلاح الجو».