الجمعة 2 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

دولـــة الإخــوان فى الخليج

دولـــة الإخــوان فى الخليج
دولـــة الإخــوان فى الخليج


يبدو أن دول الخليج تدرك الآن أكثر من أى وقت مضى، أن تنظيم الإخوان المسلمين المتشبث بالسلطة فى مصر، يسعى إلى تصدير الثورة إليها عبر خلاياه النائمة من إخوان الخليج للخروج من المأزق الراهن الذى يعانى منه ويوشك أن يقضى على مشروعه التاريخى الذى يظن أنه قاب قوسين أو أدنى من تحقيقه بعد انقضاضه على السلطة فى مصر وليبيا وتونس، لذا يرى قادة دول الخليج ومعهم غالبية المفكرين حتى من كانوا يبدون فى السابق تعاطفا مع الإخوان أن الصدام أصبح حتميا ووشيكا بين حكومات دول الخليج والخلايا العنقودية التى تنزوى فى أركان دول مجلس التعاون انتظارا لإشارة البدء أو ساعة الصفر التى تأتيهم من التنظيم العالمى للإخوان لتفجير الأنظمة القائمة والراسخة فى الخليج وإحلال محلها دولة الإخوان.
 
الأوضاع الجارية فى مصر، وسياسة تفكيك الدولة أو تحللها وفق أدبيات الإخوان التى هى ضد فكرة الأوطان، يعتقد الخليجيون أنها الخطوة التى تسبق تصدير الثورة إلى دولهم التى يتربص بها الإخوان للسيطرة على منابع النفط والأراضى المقدسة فى مكة والمدينة التى هى ستكون بمثابة إعلان لدولة الخلافة التى يحلمون بها ومن ثم سيادة العالم.
 
لم تعد أطماع جماعة الإخوان المسلمين فى الخليج العربى بخافية على حكام دول الخليج، كل ما يجرى فى العلن والخفاء وكل ما يحيط بالمنطقة مرصود ويشير إلى أن هناك تحركا خفيا منتظما من الإخوان المسلمين لإحكام قبضتهم على دول الخليج بدءا من الكويت التى تواجه بحرب ضارية من جماعة الإخوان هناك والتى تلقى كل الدعم من إيران التى تدعم حركات التمرد فى البحرين والإمارات والكويت والمنطقة الشرقية من السعودية، بنفس القدر التى تواجه فيه دول الخليج فى سوريا، يستغرب الخليجيون التحالف المعلن بين الثالوث الإخوان وإيران وحزب الله!.
 
يعلم قادة الخليج أن لدى الإخوان خططا جاهزة للسيطرة على دول الخليج العربى، فهم لن يكتفوا ببسط سيطرتهم على دول الشمال الأفريقى، بل يخططون لأن تمتد إمبراطوريتهم إلى دول الخليج العربى، يحلمون بوضع أيديهم على أموال الخليج وثرواته ومقدساته، يدرك الناس فى الخليج أن جماعة الإخوان المسلمين اليوم، ليست هى جماعة العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضى التى أسسها حسن البنا تحت شعار (يعذر بعضنا بعضاً)، وليست جماعة السبعينيات التى أطلقها وحررها الرئيس محمد أنور السادات من غياهب السجون والمعتقلات واستخدمها وظيفيا لمواجهة التيارات اليسارية والناصرية فى الجامعات والمصانع والشوارع، وليست هى الجماعة التى رفعت شعار (الإسلام هو الحل) فى عهد الرئيس السابق مبارك الذى سمح لهم بحرية الحركة والتمثيل فى مجالس الشعب المتلاحقة، ولكنها تحمل اليوم مشروعاً وفكراً انقلابيا، بدأ يبرز ويتحرك فى المجتمعات الخليجية التى أبهرتها شعاراتهم إبان ثورة 25 يناير.
 
يدرك قادة الخليج وأمراؤه أن جماعة الإخوان المسلمين فى الخليج لم تعد تلك الجماعة التى تجمع التبرعات والصدقات فى الشوارع والطرقات والجوامع والمساجد، ولا يقتصر عملها على كفالة الأرامل والأيتام والعلاج، فهى اليوم تمتلك ذراعاً سياسية وقوة اقتصادية وتتبنى فكرا سلطويا دمويا مدمرا فى دول مجلس التعاون كما صرح بذلك وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وكما يصرخ بذلك ليل نهار قائد شرطة دبى الفريق ضاحى خلفان الذى يؤكد على أن تنظيم جماعة الإخوان المسلمين يسعى للإطاحة بأنظمة الخليج، ويستعد للانقضاض على حكومات المنطقة متى ما سنحت الفرصة، وإن جماعة الإخوان المسلمين فى الخليج تحمل نفس فكر التنظيم الرئيسى فى مصر وتنتمى إليه، وأن جماعة الإخوان لا تؤمن بالديمقراطية ولا التعددية ولا الدولة المدنية.
 

 
لقد أدرك قادة الخليج أن التنسيق بين دولهم فى مواجهة المشروع الإخوانى أصبح ضرويا، فدول الخليج اليوم أمام تحدٍ كبير سواء على مستوى الحكومات أو الشعوب، ومآل الأحداث التى صارت إليها الأمور فى مصر من فوضى وانهيار اقتصادى وتفسخ اجتماعى وتفكيك ممنهج لمفاصل الدولة المصرية حدا بدول الخليج لأن توحد صفوفها فى مواجهة صلف الإخوان وغرورهم وعنجهيتهم وسعيهم لتخريب أوطانهم.
 
لقد اكتشفت دول الخليج أن الدكتور يوسف القرضاوى، منظر الجماعة ومفكرها الذى يحمل الجنسية القطرية ويتجول فى مدنها وشوارعها كأحد القادة أو الأمراء أن أحاديثه عبر قناة الجزيرة وأن المجلس العالمى لاتحاد المسلمين الذى يترأسه ما هى إلا غطاء لتمرير أفكار الجماعة ومخططاتها عبر تنظيمات الإخوان المندسة فى دول الخليج التى لا تمتلك شرعية فقهية أو قانونية وعصية على الاحتواء وغير قادرة على الاندماج والمشاركة فى المجتمعات الخليجية.