عفواً.. نحن جميعاً نسحل مصر؟
سوسن الجيار
مشهد سحل المواطن المصرى عارياً لم يهزنى رغم كونه مشهداً درامياً ومادة دسمة للإعلام المحلى والعالمى، ولهذا انزعجت من ذاتى لعدم الانفعال مع الحدث أو الشعور بالغضب، ولكن كانت إجابتى ببساطة لماذا أنفعل على مشهد تعودنا عليه وتعايشنا معه على مدى الثلاثين عاماً الماضية فى ظل حكم مبارك.. حيث انتهكت كرامتنا وإنسانيتنا وقمنا بثورة لرفض الظلم والاستبداد وغيرنا الرئيس ولكن لم نغير من أنفسنا، ببساطة كل يوم منذ قيام الثورة ونحن نرى مشاهد السحل والعرى لكل مواطن مصرى على أرض بلاده من الحزب الحاكم تارة ومن المعارضة أو حتى من أعضاء «حزب الكنبة» تارة أخرى، الجميع يسحل الجميع سحلناها وعريناها.. وسقطنا جميعاً فى مستنقع السياسة والقهر والإجرام والتفكك والانقسام نتيجة لأطماع شخصية وتلبية لشهوة المال والجاه وحب الظهور والشهرة، رجال النظام الحاكم من التيار الإسلامى يصارعون الآن لتنفيذ مرحلة «التمكين» من أجل الحفاظ على كرسى السلطة حلمهم الأول والأخير الذى وصلوا إليه بعد ثمانين عاماً من المعاناة والسجن والقهر، لكنهم جاءوا للحكم بعد الثورة على جثث المئات من الشباب المصرى البرئ الطاهر، وهناك النخبة المعارضة التى تتطاحن فيما بينها من أجل الوصول لكرسى الحكم أيضاً فتشرذموا وأتباعهم من مشتاقى كراسى السلطة، أيضاً ثم اتحدوا مؤقتاً وتضامنوا واتفقوا على إسقاط الرئيس المنتخب، وهناك الشباب الثورى الذى ينهش عرض أخوة له من مواطنى بلده لا ذنب لهم إلا أن حظهم العاثر فرض عليهم أن يعملوا ضباطاً بالشرطة وعليهم حفظ الأمن والنظام العام ومنع الجريمة، أما حزب الكنبة فهم غالبية المصريين أصبحت تسليتهم الوحيدة الفرجة على الفضائيات وتناقل الأحاديث والشائعات ثم يذهب كل منهم لينام أو إلى حال سبيله، مشهد سحل المواطن المصرى نشهده كل يوم وكل لحظة لكن بصور مختلفة ولم يتفق أحد على إنجاح الثورة ولكن اتفقوا على إسقاط الرئيس مما يدعونا إلى السؤال التقليدى وماذا بعد؟ وهل توجد على الساحة الآن شخصة كارزمية قيادية حكيمة تتقى الله ومتفق عليها وتستطيع جمع الوطن وتنميته وستر عوراته؟ من فضلكم اصلحوا الرئيس ولاتهدموا مصر!.