الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

إعلان «الجهاد» على «مدينة الإنتاج»

إعلان «الجهاد» على «مدينة الإنتاج»
إعلان «الجهاد» على «مدينة الإنتاج»


بعد الهجمة الشرسة التى قادها الإخوان المُسلمون لفض الاعتصام السِلمى للثوار أمام قصر الاتحادية، انتقل المَشهد الآن - وهو أدق وصف لما يحدث - بسبب مُحاصرة أنصار «حازم صلاح أبو إسماعيل» لجميع بوابات مدينة الإنتاج الإعلامى بـ 150 خيمة، فيما افترش البعض البطاطين على أرض الحديقة الموجودة أمام بوابة 4 للمُطالبة بـ «تطهير الإعلام» و«عزل 15 مِن الإعلاميين»، و«عدم ظهورهم على شاشات الفضائيات»، وقد ضمت القائمة كُلاً مِن: «لميس الحديدى»، «خيرى رمضان»، «مجدى الجلاد»، «محمود سعد»، «عِماد أديب»، «عمرو أديب»، «وائل الإبراشى»، «ريم ماجد»، «خالد صلاح»، «يوسف الحُسينى»، «مُنى الشاذلى»، «تامر أمين»، «إبراهيم عيسى»، «يُسرى فودة»، و«رولا خرسا»، وذلك بسبب ما يقوم به هؤلاء مِن العمل على تشويه التيار الإسلامى، وتوجيه الإهانات إلى الرئيس «د. محمد مُرسى» على حد وصفهم.
ذهبنا إلى هُناك، ورصدنا الحال أمام المدينة، لنرى أشياءاً لا يُمكن لأحد أن يتوقعها بعد ثورة 25 يناير.
 
بداية تحدثنا مع أحد رجال الأمن - الذى رفض ذِكر اسمه - ليصف لنا يوم هولاء المُعتصمين قائلاً: «يستيقظون الساعة الـ 5 صباحاً لصلاة الفجر، ليقوم أحدهم بدور الإمام، وبعد انتهاء الصلاة يجلسون إلى سماع خُطبة إمامهم، يتحدث فيها عن دور القوى الإسلامية فى الفترة الراهنة، وقد سمعتُ يوماً خُطبة لهم يقولون فيها إنهم عاصروا عبدالناصر، السادات، وأخيراً مُبارك، وجاء اليوم لتكون القوى الإسلامية هى التى لها السيادة العُليا على البلاد، فلا يُمكن أن ينكسر أحدهم أو يدعو أعداء الله - أى القوى المدنية - أن تأخذ مكاناً بينهم، وقال الإمام لهم: استعدوا أيها الرجال، فمعركتنا كبيرة، وعلينا أن نصمد حتى نُحقق نصرة الإسلام».
 
يُضيف رجل الأمن: «وبعد الخُطبة يقومون بعمل تمرينات رياضية، وكأنهم فى معسكر، رافعين بعض الشعارات مِنها: الله أكبر والنصر لنا، إعلام ضال.. إعلام فاسد، وقوة.. إيمان.. عزيمة.. وبعدها يتناولون الإفطار، ويقضون باقى اليوم بين الصلاة، وقراءة القرآن، والهتافات، وفى الساعة الـ7 مساءً تأتى 3 سيارات نِصف نقل بها أطعمة ومشروبات ومياه وبطاطين إذا اشتدت البرودة ليلاً، فيأخذها المُعتصمون»! .. ونفى لنا رجل الأمن تعرض القوى الإسلامية للإعلاميين، وذلك لتواجد الشرطة، وأيضاً «البودى جارد» الخاص بكُل إعلامى، ولكن هددوا باقتحام المدينة.. ويُضيف: «المُناوشات التى يُشعلونها مع قوات الأمن المركزى، تجعلنا نخشى على لقمة عيشنا».. كما نصحنا رجل الأمن بعدم التصوير بكاميرا الموبيل أو أى نوع كاميرا آخر حتى لا يقوم المُعتصمون بتكسيرها مِثلما حدث قبل ذلك!.
 
الشيخ «محمد عبدالله» - عضو بحركة «حازمون» وأحد المُعتصمين - قال لنا: «مطالبنا معروفة وهى عزل الإعلاميين المتواجدين بالقائمة السوداء، ومُحاكمتهم على انتشار الفِتن، وتشويه عناصر إسلامية لاقت العديد مِن الظُلم مِنهم الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، ليأتى اليوم ويكون هناك رد فعل قوى ضِد المُرتزقة والمُتحولين، الذين أفسدوا فى الأرض».. واستنكر «عبدالله» ما يفعله قيادات الإخوان المُسلمون مِن تواجدهم فى هذه القنوات قائلاً: «نحنُ نقتدى برسولنا محمد (ص)، فكان يُعامل الكُفار واليهود بأنهم خارجون عن دين الله، وأن هؤلاء الإعلاميين بكُفرهم، وهجماتهم المُضادة على الإسلام، فلا بُد أن نضع حداً لهم»! .
 
وأكد «أحمد المُعتصم بالله» أن القنوات الخاصة مارست جريمة فى حق مصر، فهى قامت بترهيب الشعب مِن القوى الإسلامية، ومِن الإسلام، وادعت أن سيطرة هذا التيار على البلاد طمعاً فى المَناصب، وتنفيذ سياسات خارجية، ويُضيف: «كُنا قد طلبنا فى السابق الكشف عن مصادر تمويل تِلك القنوات، ولكن مازال التحرك بطيئاً''».. سألناه: ألا ترى أن القنوات الدينية تُسىء للآخر وللذين لا يتبعون فِكر التيارات الإسلامية؟ .. فأجاب: «لماذا الهجوم على القنوات الدينية؟!.. أنا لا أرى أى داع لذلك، وإن كانت هُناك إساءة - كما يُقال - للإعلاميين والفنانين، فهى ليست إساءة بالمعنى المفهوم، فهى رسالة يُوجهها رجال الدين الذين يُريدون الصالح للبلاد!». «المُعتصم بالله» يرى أن «عمرو أديب» هو الرجل الذى تحدث عن الثورة، و وصف نفسه أنه أول من ثار على النظام البائد، فعلينا أن نعرف حقيقته بأنه كان رجل يلهث وراء مصلحته الشخصية، ويجرى وراء مَن يدفع له أكثر، والآن يتهكم بكُل وسائل التبجح على رئيس الجمهورية «د.محمد مُرسى».
 
تحدثنا مع «جمال صابر» - المُتحدث الرسمى باسم حركة «حازمون» - وأكد لنا أن الاعتصام سِلمى، يهدف إلى تطهير الإعلام الخاص، حتى نتمكن مِن بِناء المؤسسسات الخاصة بالدولة، والتى تُحاول تِلك القنوات هدمها بنشر الفوضى،والتشكيك فى نزاهة الحكومة، ومُحاربة الرئيس «د.محمد مُرسى» (على الفاضى والمليان) على حد قوله، لافتاً إلى أن مصر لن تكون مِلك هؤلاء مرةً أخرى، وذلك لتورط أغلب الإعلاميين فى قضايا فساد واستيلاء على أراضٍ مِلك للدولة، وكُل ذلك بالمُستندات، وأبرزهم: «مجدى الجلاد»، «عِماد أديب»، و«خيرى رمضان».
 
بينما يرى «محمد حافظ على» - أحد المُعتصمين - أن إعلاميى القنوات الفضائية هُم قتلة الثوار، وينسبون هذا للقوى الإسلامية!.. ويُضيف: «نحنُ هُنا نؤكد على شرعيتنا، وتأييدنا الكامل للرئيس د.محمد مُرسى، ولن نرحل حتى يتم الاستفتاء على الدستور بنعم»!. فيما تهكم «عبدالمنعم الشحات» - المُتحدث باسم الدعوة السلفية - حينما حدثناه، فقال: «ما يحدث أمام مدينة الإنتاج الإعلامى هو القرار الصائب، ولقد تأخر كثيراً، فمثلاً نرى مُذيعة شقراء شهيرة، ليس لها أى علاقة بالإعلام، تُدافع عن العُرى والابتذال، وتُحارب قرارات الرئيس والقوى الإسلامية، فهى تخشى ما يحدث لها بعد تصعيد الأمر لأنه مِن المُمكن أن تُهاجر خارج البلاد، وهذا أفضل لها، ومِن المُمكن أن تظل فى مصر، ولكن داخل بيتها، وكذلك زوجها الإعلامى الشهير..اليوم يومنا حتى نُحاسب كُل مَن أفسد ودمر فى هذه البلاد»!
 
توجهنا بحديثنا للإعلاميين هذه المرة، وكانت البداية مع الإعلامى «سيد على»، الذى قال لنا: «الإعلام الحُر لا يُمكن أن يوصف بإعلام المؤامرة والتحريض على فصائل الشعب المصرى، فمُنذ قيام ثورة 25 يناير ونحنُ نُلقى الضوء على كُل مَن شارك فى الثورة، ومِنهم التيارات الإسلامية التى لمعت ونالت الشُهرة مِن خِلال برامجنا، ومازالت حتى الآن تظهر وتُناقش، فلا يوجد برنامج واحد خالٍ مِن الطرفين، سواء مؤيداً أو مُعارضاً، وهُناك حيادية تامة، دون التحيز لأحد».
 
«ما يحدث الآن أمام مدينة الإنتاج الإعلامى هو إثبات وجود لما هو غير موجود».. هكذا علق الإعلامى «جابر القرموطى» على ما يحدث، مُشيراً إلى أن الشيخ «حازم صلاح أبوإسماعيل» يُحاول أن يبحث عن «الشو الإعلامى» مِن خِلال هذا الاعتصام المُزيف.. ويُضيف: «إذا كُنا نُريد بالفعل تطهير الإعلام، فعلينا أن نُطهر ماسبيرو الذى انضم إلى الحُرية والعدالة، بالإضافة إلى القنوات الدينية، التى لا تلتزم بميثاق الشرف الإعلامى».