المصريون لن يرحموا الإخوان!

محمد الجزار
المنشقون عن الإخوان فى صدمة حقيقية مما آلت إليه الجماعة، خاصة أنها كانت حلما دعويا بالنسبة لهم، حتى اكتشفوا حقيقتها وتركوها، لكنهم لم يكونوا متصورين أن تصل بها الحالة إلى هذه الدموية التى لن يرحمها التاريخ المصرى لها !.. أغلب هؤلاء قدموا مبادرات لحل الأزمة الدموية التى تحاصرنا، لكن دون أن يسمع لهم أحد، فكيف يقرأون الصورة السوداء التى نعانى منها منذ أيام ومرشحة بقوة للاستمرار معنا، خاصة أن الكل اتفق على فكرة أن الإخوان كانوا مشغولين طيلة الأعوام الطويلة الماضية بالتخطيط للوصول للحكم، لكنهم لم يشغلوا بالهم ماذا يفعلون وهم على كرسى الحكم، فما كان منهم سوى الانتهازية وفرض الديكتاتورية، إلا أن الشعب لن يسمح لهم بذلك أبدا!
د. كمال الهلباوى القيادى الإخوانى السابق، والذى كان يلقب بوزير خارجية الجماعة وانضم للجماعة منذ ,1951 واستقال فى مارس 2012 عقب إعلان الإخوان لخوض الانتخابات الرئاسية الأخيرة بترشيح خيرت الشاطر ثم محمد مرسى أن اعتبرها خيانة من الإخوان.. حول رؤيته لوحشية الجماعة وهل تكتب بذلك النهاية لنفسها، قال : مصر كلها وليس الإخوان فقط فى أزمة صعبة وطاحنة، والمطلوب هو حوار موسع يضم جميع أطياف المجتمع من علماء وقضاة وفقهاء دستوريين وصحفيين وأطباء ممثلين لكل المجتمع للتوسط بين مرسى والزعماء السياسيين، مع وضع أجندة محترمة وواضحة وذات وقت زمنى محدد، يتم فيها طرح كل المشاكل والاتهامات فى إطار من الثقة والتفاهم المتبادل بين الجميع، سواء إخوان أو غير إخوان، وتم تشكيل وفد أمن العديد من الشخصيات السياسية لبدء الحوار وسرعة حل الأزمة التى تتفاقم يوما بعد الآخر.
هذه المبادرة وجدت صدى جيداً من الجميع وسوف يتم وضع إطار جاد للبدء فى التحرك للتوسط ونزع فتيل الأزمة بين الرئاسة والمعارضة، وتضم القائمة شخصيات كبرى لها تقديرها واحترامها، والمهم أن يهدأ الشارع وتتوقف المليونيات وكل طرف يسعى للحفاظ على مصر ووقف نزيف الدماء، وعلى الإخوان أن يقدروا صالح الوطن لا صالحهم فقط.
ومن شيوخ القيادات الإخوانية إلى أحد أبناء جيل الوسط هيثم أبوخليل الذى انضم للجماعة عام 1989 واستقال فى فى مارس 2011 ، بعد مطالبته بالتحقيق فى لقاء قيادات الإخوان مع الراحل عمر سليمان مدير المخابرات.
هيثم يطالب بضرورة فصل الحزب عن الجماعة حتى لا تتحمل أخطاء الحزب ومواقفه السياسية، والتأكيد على استخدام أهل الكفاءة وليس الثقة، على أن يصدر الرئيس مرسى قرارا بإلغاء الإعلان الدستورى حتى قبل الاستفتاء ولو صباح اليوم المحدد للاستفتاء، والاعتماد على جميع أبناء الوطنى فى المناصب ولا تمييز وفق جماعة أو أيدلوجية معينة من أجل وقف الحرب الأهلية التى أوشكنا على الدخول فيها.
ومن نفس الجيل يقول «خالد داود» الذى انضم فى أوائل السبعينيات عندما سيطر الإخوان على الجماعات والنقابات المهنية وظل بالجماعة حتى 2010 عندما اعترض مع مجموعة من شباب الإخوان على انتخابات المرشد، وطالبوا بضرورة الكشف عن حسابات الجماعة وضرورة المراقبة المالية عليها من قبل الجهاز المركزى للمحاسبات، وشغل عدة مناصب حتى عضوية المكتب الإدارى للإسكندرية لجنة المهنيين
«دواد» حزين على ما وصلت إليه الأمور، من تناحر وصراع بين الإخوان والقوى الوطنية، وعلى الجماعة أن يسودها جو عام من قبول الآخر ووجود جميع أطياف المجتمع من أجل التوافق المجتمعى وسرعة الانتخابات وبناء المؤسسات الديمقراطية والانتهاء من دستور توافقى من أجل حل أزمتنا الاقتصادية، وعلى جميع الأطراف الالتزام ووقف المهاترات التى تعوق الاستقرار وتدمر مكتسبات الثورة، وعلى الإخوان النظر إلى صالح الوطن لا صالح الجماعة.. مستقبل الوطن لا مستقبلهم هم، لأن الوطن باقٍ والجميع سوف يرحلون والتاريخ لن يغفر لأحد أى جريمة ارتكبها فى مصر وحق شعبها الذى تعرض للظلم سنوات وجاء الوقت لنيل الحرية.
ورغم موقفه المعارض للصحافة خلال الفترة الأخيرة، قال المهندس حامد الدفراوى أحد قيادات الجماعة الذى استقال عقب انتخابات المرشد محمد بديع الأخيرة إن مصر أهم من الإخوان وغير الإخوان وعلى الجميع التحرك لإنقاذ البلد من الفوضى العازمة التى أشرفت على الوقوع فيها لأن الخاسر ليس الإخوان فقط، بل مصر كلها ويجب أن نستفيد من الثورة ولا نهدم الوطن على رءوسنا جميعا.
وفاضل سلمان رئيس مؤسسة جسور لتعاليم الإسلام الذى أنضم للجماعة منذ شبابه واتجه للعمل بالخارج منذ 17 عاما، وقال إنه لابد من الحوار داخل الجماعة وخارجها ولابد من الاحتكام لصوت العقل، والنقاش المجتمعى بين الجميع من أجل صالح الوطن، والجماعة بحاجة إلى إدارة إعلامية جيدة تتمكن من التواصل مع المجتمع بشكل جيد وتوسيع دائرة المتحدثين أو قصرها على من يجيد التعامل مع المجتمع والحوار مع كل القوى السياسية حتى لا يظهر أى انتقاد للوجوه الإعلامية الإخوانية والعمل فورا على وقف الحشد لإنقاذ الشباب من الدمار.
مختار نوح المحامى بالنقض وأحد قيادات الجماعة السابق الذى انضم لها فى عام 1979 مرافقا لمرشدها الأول عمر التلمسانى وبرفقة د.عبدالمنعم أبوالفتوح، وعقب سجنه عدة مرات ووصوله لمنصب مسئول المحامين وعضو المكتب السياسى انشق عنها فى ,2005 يرى أنه بحاجة أولا إلى شرح الأزمة للجماعة وإذا نجح فى ذلك سوف يقنعهم بضرورة أن أزمتهم أزمة دعوية، وأنه سوف ينجح فى المساعدة لخروجهم من الأزمة، خاصة أن الجماعة لا تشعر بهذه الأزمة وترى أنها غير موجودة، وقال أن لديه مائة اقتراح أهمها أن تعود إلى كونها جماعة دعوية، وإدارة السياسة من منظور دعوة المحبة والمشاركة والعودة إلى المنطق الذى كنا نتعامل به جميعا قبل الثورة وهو قبول الآخر، والتعاون مع الآخر بشكل جاد، سواء ليبرالياً أو يسارياً، واستعادة كل الذين خرجوا من الجماعة خاصة من الشباب لأنهم أصحاب كفاءة وخلق وخبرة، وركز نوح على منهج التربية من جديد لخلق جيل ضد العنف، والاعتذار لعمرو موسى، عبدالحليم قنديل وحمدين صباحى وإبراهيم عيسى وغيرهم لأنهم كانوا أصحاب وقفات جادة مع الإخوان أثناء وجودهم فى السجون ووقت إقصائهم لأن هؤلاء أغلبهم مد يده لهم وتحمل المصاعب والأزمات للدفاع عنهم، وكان يجب أن يرد الإخوان الجميل للجميع لا يسبونهم أو يقيمون ضدهم القضايا، المهم أن نتحد لإنقاذ مصر من الضياع.
د.عمرو أبوخليل استشارى الطب النفسى الذى انضم للجماعة فى منتصف السبعينيات أثناء دراسته الثانوية حتى جمد نفسه أو جُمد 1995 للمطالبة بإتاحة الفرصة للأجيال الجديدة داخل الجماعة فإنه يحمل التيارات السياسية الأخرى مسئولية أزمة الجماعة لأنهم لا يعرفون أصول لعبة السياسة، ودعا لوقف هذه الأزمات والتطاحن لأن الشعب هو الضحية وأن تقف القوى الوطنية على مسافة واحدة من الإخوان للتفكير ورفض الدستور للعودة إلى البداية وعلى الجميع وضع صالح البلد والحفاظ على شبابها نصب أعينهم لأن الوطن هو الضحية وليس الإخوان أو القوى السياسية أو النخبة، ولابد أن يفكر الإخوان فى صالح الوطن لأن التاريخ لن يرحمهم.