السبت 6 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أسرار التفجيرات الإرهابية فى سيناء

أسرار التفجيرات الإرهابية فى سيناء
أسرار التفجيرات الإرهابية فى سيناء






التقيت بشابان أوضحا تفصيليا طبيعة «السلفية الجهادية» القابعة حاليا على أرض سيناء، وكيف ارتبطت بحركة حماس الفلسطينية.. وعلاقتها بتنظيم القاعدة فى أفغانستان، وما الدور الذى تلعبه السلفية الجهادية فى ليبيا فى تدريب الإرهابيين ودور تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب العربى، حيث تمركز فى جنوب الجزائر وشمال مالى.
 
 
شاهدا العيان قالا لنا: بداية.. لابد أن نحدد طبيعة السلفية الموجودة فى أراضى سيناء قبل الثورة وكيفية تعامل الأمن معهم.. وبعد الثورة والتغيرات التى حدثت هناك، خاصة أن التيارات الجهادية منتشرة هناك منذ زمن بعيد! لكن القبضة الأمنية الحديدية فى عهد النظام السابق كان لها أثر كبير فى شل تحركات تلك الخلايا النائمة أو قيامها بأى أنشطة معلنة وفرض السرية والكتمان على كل تحركاتهم وتدريباتهم وأسلحتهم، بالإضافة إلى الأماكن الجغرافية التى تمركزوا بها.
 
فبعد الثورة تغيرت الطبيعة.. وتم تنشيط الخلايا النائمة خاصة بعدما ضعفت قبضة الأمن الحديدية فى عهد مرسى، بالإضافة إلى انتشار الفكر الجهادى وتنظيم القاعدة عقب اقتحام السجون أثناء الثورة، وخروج عدد كبير من القيادات الجهادية المعتقلة فى السجون وانتشارها فى سيناء ونشر الفكر الجهادي فيها، وما ساعد على انتشارها أيضا قرارات الإفراج التى صدرت من المشير حسين طنطاوى خلال الفترة الانتقالية، وما تلاها من عفو الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية الذي استكمل قرار العفو عن كل الجهاديين الموجودين خارج مصر! وهو الأمر الذى فتح بوابة سيناء لعودة كل القيادات المنتشرة فى أفغانستان وباكستان وليبيا وبلاد المغرب العربى لمصر مرة أخرى.. ومنها إلى سيناء لإعلان الجهاد المقدس على اليهود، بحسب ما هو معلن!
 
 البداية المعلنة للسلفية الجهادية على الأراضى السيناوية كانت منذ ما يقرب من 6 سنوات.. وكانت بالإعلان عن جماعة «التوحيد والجهاد» المنبثقة عن الجناح العسكرى لحركة حماس، فإن كانت طبيعة الهيكل التنظيمى لحركة حماس إخوانيا، فإن الجناح العسكرى للحركة ينتمى للفكر الجهادى، وعلى رأسهم قائد العمليات الجعبرى الذى تم اغتياله فى عمليات القصف الإسرائيلية على غزة الأيام الماضية.
 


 

والقاعدة الكبيرة من حركة حماس يغلب عليها الفكر الجهادى، إذ طالبوا قيادات الحركة بعد وصولها للحكم بضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية فورا على أرض القطاع.
 
وقام خالد مشعل وعدد من القيادات بمراوغة الجهاديين فى تنفيذ ذلك، فخرج كثيرون عليها، الأمر الذى دفع حماس لضرب عدد من مساجدهم فى رفح الفلسطينية!
 
وخشى الجهاديون المنفصلون عن الحركة أن تستغل إسرائيل الخلافات الداخلية وتقوم بإنهائها ففضلوا الخروج من قطاع غزة والبحث عن تنفيذ الفكرة من خارج تلك البقعة.
 
■ وكانت سيناء الأقرب إليهم إذ ساعدهم فى ذلك عدة عوامل منها، إمكانية انتقالهم بالسلاح الموجود معهم عبر الأنفاق، بالإضافة إلى وجود علاقات نسب ومصاهرة وبعض مشايخ القبائل هناك، فضلا عن قيام بعض القبائل السيناوية بدعمهم بسبب سوء علاقتهم مع الأمن.. والأهم من كل هذا طبيعة الأراضى الجغرافية فى الجبال والتضاريس والأماكن المنزوعة السلاح وفقا لمعاهدة كامب ديفيد.
 
ووفقا لشهود العيان انتقل عدد كبير منهم إلى المنطقة ج المنزوعة السلاح بحسب كامب ديفيد.. وطبيعتها الجبلية قريبة من البيئة التى تدربوا بها فى قلب الصحراء الليبية وجنوب الجزائر وشمال مالى فى منطقة نفوذ تنظيم القاعدة ببلاد المغرب العربى.
 
وهناك عملت جماعة التوحيد والجهاد، بالإضافة إلى عدد من التيارات الجهادية الأخرى التى انتشرت فى نفس المناطق تقريبا فى سيناء لا يربطهم تنظيم واحد، ولكن تجمعهم فكرة مشتركة طوال الفترة التى سبقت ثورات الربيع العربى على الانتشار وتربية الخلايا النائمة على السلاح.. وبالمناسبة كان لهم دور فى اقتحام السجون أثناء الثورة!
 
ويتابعان: التنظيم نفسه هو الذي دعم الثوار فى ليبيا هو الذي قاد معركة طرابلس ضد قوات القذافى.. وبعد سقوطه حصد غنيمة أسلحة القذافى الثقيلة والخفيفة بالكامل، وتم نقلها إلى جنوب الجزائر.. إذ إن المنطقة خارج سيطرة النظام الجزائرى منذ زمن بعيد، ويلعب هذا التنظيم دورا كبيرا فى دعم المجاهدين بالسلاح والتدريبات، حيث تم تدريب المجاهدين فى ليبيا من جميع الجنسيات العربية وشحنهم إلى مختلف مناطق التوتر «سوريا - سيناء - الأردن - اليمن».
 
ويقوم بشكل مباشر بدعم المجاهدين فى سيناء لإعلانها أول إمارة فى الخلافة الإسلامية ونقل السلاح إليهم عبر طريقين الأول من جنوب الجزائر إلى وسط ليبيا ثم مصر عبر شمال بحر الرمال العظيم إلى جنوب الجيزة ومنها إلى الصحراء  الشرقية إلى البحر الأحمر إلى سيناء.
 
والطريق الثانى الطريق الساحلى من طرابلس إلى السلوم ومنها إلى بورسعيد إلى قلب سيناء.
 
■ أدى انتشار الجهاديين فى المنطقة  «ج» وتأسيسهم كيانا كبيرا عقب قرارات العفو وتفجيرهم أنابيب الغاز وقصف الحدود مع إسرائيل إلى إزعاج تل أبيب.. وما كان منها إلا أن قامت بتدبير حادث رفح فى رمضان عن طريق المستعربين «صنيعة الجيش الإسرائيلى»، الأمر الذى أزعج القبائل كثيرا بعد المداهمات التى قام بها الأمن المصرى والقبض على المئات من أبناء القبائل بطريقة عشوائية!
 
■ من جانبه قال لنا د. ناجح إبراهيم القيادى بالجماعة الإسلامية، إنه أعد بالفعل دراسة عن الجهاديين فى سيناء، مردفا: نشرت هذه الدراسة فى باب «الموسوعة الجهادية» على موقع الجماعة الإسلامية الذى أشرف عليه.
 
وتنقسم الجماعات المنتشرة بامتداد منطقة الشريط الحدودى خاصة مدينتى رفح والشيخ زويد الأقرب للحدود مع إسرائيل إلى 4 أقسام: الأولى السلفية العلمية التى تنتهج منهجا سلميا لا يميل إلى العنف، والجماعات الجهادية تأتى فى المرتبة الثانية وهى التى ترفع رايات الجهاد فى وجه إسرائيل، وهى مرتبطة بجامعات جهادية فلسطينية، ويوجد الصنف الثالث أيضا «التكفيريين» و«التكفير والهجرة والراية السوداء وهى جماعات تتبنى أفكارا قائمة على تكفير الحاكم الذى لا يطبق شرع الله وتوجد فى العريش.
 
أما النوع الرابع فيمكن وصفه بـ «الخلايا النائمة» غير المحدد الفكر بشكل واضح، إذ تنتهج خليطا من الأفكار السلفية والجهادية والتكفيرية، لكن معظمها لا يعمل بشكل تنظيمى حتى الآن ولا يوجد بينها رابط فكرى أو تنظيمى، غير أنه من السهل تنشيطها ودفعها للعمل المنظم بمجرد وجود من ينظم أفكارها أو يوفر لها الدعم، وتعتبر من أخطر أنواع التنظيمات إذ يمكن استغلال أعضائها بسهولة فى تنفيذ عمليات ضد أى أهداف.
 



التدين المزيف
 
«الشعب يريد إسقاط النظام» يعود من جديد، نفس الهتاف، نفس الثوار، نفس الميدان، وأيضا نفس النظام، نظام ديكتاتورى يتاجر بالدماء ويحكم بالرصاص و«الدين» ليس الدين الذى أنزله الله على عباده وإنما دين تتجه قبلته، حيثما كان كرسى السلطة وحيثما وجد الفقر والجهل.
منذ سقوط حكم الكنيسة فى أوروبا فى القرون المظلمة، والمسلمون فى الأوطان العربية يسعون لفسخ حكم الكرادلة بكل حماس، حتى أصبح يقال على شعوبنا أنها «متدينة بطبعها» ذلك التدين الظاهرى الذى أسسه محمد ابن عبدالوهاب فى الجزيرة العربية وأتى إلى مصر عن طريق الجماعات الإسلامية التى أقنعت كثيرا من الناس - ومازالت - بأنها وحدها مالكة مفاتيح الجنة وهو ما ساعدهم فى الوصول لسدة الحكم فى مصر الآن.. ورغم ذلك النجاح المحسوب لهم إلا أن المصريين «المتدينين» غاضبون ويستعدون لإعلان انتهاء التجربة الكنسية، وقريبا قد تبدأ مصر بداية الرحلة التى بدأتها أوروبا بانتهاء الحكم الدينى، لتسجل التيارات الدينية الزمن القياسى فى السقوط بسبب استغلالهم الوقح للدين.