الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ناقصات عقل ودين

ناقصات عقل ودين
ناقصات عقل ودين


نعانى الشيزوفرينيا والعياذ بالله.. فنقفل الأبواب والشبابيك فى وجه المرأة عندنا ونفتحها للست الخواجاية، ونسمح لها بما لا نسمح لنسائنا ولا نكتفى بل نترك لها أمور القيادة والتحكم فى مصيرنا!
 
وبلادنا العربية بالمناسبة لم تعرف أبدا صنف المرأة الزعيمة، وما عدا منصب الوزيرة لم ترتق المرأة أبدا.. وحتى فى الوزارة لم تزد المرأة عندنا على وزيرة الشئون أو البيئة وخلاص، وبعضها شرفية من باب جبر الخواطر وذر الرماد فى العيون.
 
أما مناصب التحكم والقيادة فلم تقترب منها المرأة الشرقية.. على العكس فى بلاد الخواجات وقد تولت وزارة الدفاع فى فرنسا واحدة ست، ووزارات الخارجية والمالية والاقتصاد والعدل تتولاها سيدات مرموقات فى السويد والدنمارك وبلجيكا وألمانيا وأستراليا وحتى إسرائيل، منصب رئيس المخابرات البريطانية تولته واحدة ست، وفى رأيى أن المرأة ناجحة تماما فى هذا المجال ومجال التجسس والتنصت وتتبع الأفراد وتفتيش الجيوب.
 
وفى تايوان وكوستاريكا تتولى المرأة منصب نائب الرئيس.
 
فى نيوزيلندة وكندا تولت المرأة منصب الحاكم العام.. أما فى زعامة المعارضة فتتولى أختنا حواء مواقع مؤثرة فى الهند وماليزيا وباكستان وروما ونيوزيلنده.
 
أقصد أن المرأة فى بلاد الخواجات تتولى مواقع مهمة ولا أعرف لماذا لا تتولى المرأة فى بلادنا الغارقة فى الديون والإهمال مناصب القيادة والسيطرة، عسى أن تنجح فى قيادة البلاد نحو الأفضل، بدلا من ذلك الرجل الفاشل فى الحكم وفى المعارضة؟!
 
وما يغيظنى حقا.. أن حقوق المرأة تتراجع بمعدل ثابت فى كل يوم عن اليوم السابق له.. لكن المشكلة أن هناك ثورة شاركت فيها المرأة بنفس القسط مع الرجل.. وقدمت الشهيدات.. ووقفت فى المقدمة أمام الدبابة وجنود الأمن المركزى.. فما بالها لا تأخذ حقها وتستعيد دورها؟!
 
أخشى أن أقول إن المرأة فى ظل سيطرة الإخوان وهيمنة السلفيين هى مجرد صفر على الشمال.. وحتى صورتها ممنوعة وهناك من رشحن أنفسهن بالبرلمان وكتبن فى أوراق الدعاية حرم فلان الفلانى.
وعندما رشحت صباح السقارى نفسها لرئاسة حزب الإخوان وقف ضدها الرجال.. وتكاتف الكتاتنى مع العريان للإطاحة بها خارج المنافسة!
 
ومنذ أيام شهدت أروقة حزب الإخوان معركة حامية لأن المرأة محرومة من دخول مكتب الإرشاد.. هى موجودة فى القواعد كمالة عدد.. لزوم الخدمة وشغل السكرتارية.. موجودة بحكم أن القانون يشترط وجود المرأة.. فوضعوها هكذا، كمالة عدد كما أسلفت.
 
أما داخل جماعات السلفيين فحدث ولا حرج.. المرأة عندهم عورة.. لا تصلح سوى للزواج وإكمال قائمة الأربعة، هى تتزوج اعتبارا من التاسعة لإطفاء شهوة الرجال.. وأقولها صريحة إن الأحزاب الإسلامية الحاكمة تنظر للمرأة الآن على أنها ناقصة عقل ودين.. ولا يجوز لها التحكم فى شئون الرجال وتولى منصب القائد والرئيس..!
 
أخشى ونحن نستبعد المرأة من الحساب أن نصطدم بها عند التفاوض مع الخواجة.. والإخوة الذين رفضوا إعطاء الفرصة لصباح السقارى لتتولى زعامة الحزب الإخوانى.. قد يتفاوضون غدا مع الست الخواجاية التى نجحت فى الكونجرس والبرلمان الأمريكانى والأخبار تؤكد تولى المرأة هناك 20 فى المائة من مقاعد الكونجرس ومقاعد البرلمان، بما يعنى أنها شريكة فى الحكم وبما يؤكد أنها قادمة إلينا للتفاوض وإملاء الأوامر.
 
يا عينى علينا ونحن نعانى الشيزوفرينيا الفاقعة.. فنسمح للست الخواجاية بما لا نسمح به لنسائنا.. ناقصات العقل والدين!!.