السبت 3 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

كعبة السائحين!

بفضل الاستقرار استعادت مصر سمعتها السياحية المرموقة، وبفضل الإنشاءات والبنية التحتية الجديدة والتطوير المستمر فى المشاريع الأثرية والسياحية ستصبح مصر قبلة السائحين فى العام 2020، فالعين المنصفة المتجردة التى ترى كل هذا العمل على كافة الجبهات وفى كل المسارات، وكل هذا العرق الطاهر الذى يقطر ويبلل كل شبر من أرض مصر فى العديد من المشروعات العملاقة، لن تخطئ النظر إلى ما يتم فى قطاع الآثار والسياحة، خاصة أن الأرقام تشير إلى أن السياحة المصرية حققت أعلى إيرادات فى تاريخ القطاع؛ وسجلت زيادة قدرها 28% لتصل إلى 12.6 مليار دولار فى عام 2018/2019، وذلك وفقًا لتقرير البنك المركزى. كما أن هذا الرقم مرشح للوصول إلى 20 مليار دولار فى غضون 5 سنوات بفضل خريطة الافتتاحات الأثرية والسياحية التى ستتم فى العام 2020 والتى ستجعل مصر وبحق.. كعبة السائحين.



 

هدية مصر للعالم

 

على بعد كيلومترين فقط من أهرامات الجيزة، سيفتح المتحف المصرى الكبير أبوابه أمام الجميع نهاية العام الجارى،  حيث من المتوقع أن يستقطب نحو 5 ملايين زائر سنويًا، وعند افتتاحه، سيكون هو الأكبر فى العالم.. وهدية مصر للإنسانية. المتحف المصرى الكبير الذى يقام على مساحة 117 فدانًا وبتكلفة تصل إلى مليار دولار يتم بناؤه ليضم أكثر من مائة ألف قطعة أثرية من العصور الفرعونية، واليونانية والرومانية، مما سيعطى دفعة كبيرة لقطاع السياحة فى مصر.. وسيجرى عرض جميع كنوز توت عنخ آمون، التى يزيد عددها على 5000 قطعة أثرية، بالإضافة لوجود مبانى الخدمات التجارية والترفيهية ومركز الترميم والحديقة المتحفية التى سيزرع بها الأشجار التى كانت معروفة عند المصرى القديم. تقع مبانى المتحف على مساحة 100 ألف متر مربع، من ضمنها 45 ألف متر للعرض المتحفى، وتشمل المساحة المتبقية مكتبة متخصصة فى علم المصريات، ومركزًا للمؤتمرات، ومركز أبحاث، ومعامل للترميم، وسينما ثلاثية الأبعاد، وأماكن مخصصة لخدمة الزائرين مثل المطاعم، ومحال بيع المستنسخات والهدايا، ومواقف انتظار السيارات. ومن المخطط أن يتم تخصيص المنطقة الواقعة بين المتحف والأهرام، لتكون ممشى سياحيا،  وذلك عن طريق إزالة نادى الرماية وكل الأماكن التى تعيق الممشى، وكذلك إنشاء كوبرى علوى فوق طريق الفيوم، وهى أعمال سيتم تنفيذها خلال المرحلة الأخيرة من إنشاء المتحف. وسوف يستخدم الممشى لنقل السائحين من زائرى المتحف إلى منطقة الأهرام إما عن طريق سيارات «الطفطف» أو مترجلين.

 

افتتاحات ضخمة

خلال 2020 سيتم افتتاح العديد من المشروعات السياحية وتطوير العديد من المزارات التى تقوم الدولة على وضع اللمسات النهائية لها؛ حيث تستعد القاهرة لاستقبال أكبر حدث سياحى ضخم فى الربع الأول من 2020 حيث سيتم نقل 22 مومياء من ملوك وملكات مصر فى موكب ملكى مهيب سيتحدث عنه العالم أجمع من المتحف المصرى بالتحرير إلى متحف الحضارة القومى بعين الصيرة، والتى تعتبر أصغر قاعة ضمن قاعات العرض المقرر افتتاحهما فى عام 2020، لضم أكثر من 50 ألف قطعة أثرية. كما كشف الدكتور خالد العنانى،  وزير السياحة والآثار، تفاصيل اجتماع جمعه مؤخرًا بالرئيس عبدالفتاح السيسى بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى،  لمتابعة ملف المتحف المصرى الكبير، حيث ذكر أنه حضر اجتماعين استغرقا 6 ساعات، وأوضح العنانى أنّ الاجتماع الأول تناول ملف السياحة والآثار مجتمعين، لبحث دمج السياحة الثقافية المتمثلة فى الإسكندرية والقاهرة وآثار وادى النيل مع السياحة الشاطئية المتمثلة فى البحرالأحمر وسفاجا وجنوب سيناء، وكيفية التكامل بين الاثنين من أجل تقديم منتج متكامل يشمل السياحة والآثار. كما أنّه أطلع الرئيس على المشروعات الضخمة التى سيجرى افتتاحها فى العام الجديد 2020، والتى سيتحدث عنها العالم أجمع.. وقال: «سيجرى افتتاح مسجد أثرى فى قصر عابدين، والمعبد اليهودى فى الإسكندرية بعد ترميمه، وبعدها بأيام سيجرى افتتاح قصر البارون فى مصر الجديدة، ثم افتتاح متحف الحضارة ومتحف شرم الشيخ ومتحف كفرالشيخ وقصر محمد على»، موضحًا أنه ناقش مع الرئيس السيسى خطة ترويجية من أجل استثمار تلك الافتتاحات لجذب السائحين. كما سيتم تطوير منطقة الأهرامات لتصبح مزارًا سياحيًا عالميًا، وهذا سيحقق دخلًا كبيرًا من السياحة الوافدة، بالإضافة لتطوير طريق الكباش وافتتاح مطار برنيس الذى سيصب فى مدينة مرسى علم، وكذلك افتتاح طريق شرم الشيخ- القاهرة، الذى يوفر الكثير من الجهد والوقت. كما يتم تأهيل منطقه غرب الجيزة لتصبح قلبا حضاريا نابضا يليق بقيمة أعظم الحضارات وإحدى عجائب الدنيا السبع، حيث تجرى مشروعات عملاقه منها مترو أنفاق الخط الرابع والذى تم تنفيذ 95 % من التحويلات الخاصة به.

 

إيرادات خيالية

 

كل تحركات الدولة المصرية الكبيرة فى ملف السياحة والآثار كان لها انعكاسات واضحة وردود أفعال كبيرة فى العالم كله، حيث توقعت شركة المجموعة المالية هيرميس القابضة، إحدى أكبر بنوك الإستثمار فى الشرق الأوسط وأفريقيا، أن تحقق إيرادات السياحة المصرية قفزة كبيرة بدعم من الجهود الكبيرة التى تبذلها مصر، نحو استعادة مكانتها السياحة العالمية، واستراتيجية الإصلاح الهيكلى، التى تطبقها وزارة السياحة منذ 2018، والتى أسهمت بشكل كبير فى تعافى قطاع السياحة المصرى،  بجانب عودة الأمن والاستقرار بشكل ملحوظ. وقالت «هيرميس» إنه من المتوقع تحقيق إيرادات تتجاوز 15 مليار دولار خلال العام المالى 2020 – 2021، كما أن السياحة المصرية، قادرة على مواصلة التعافى خلال الأعوام المقبلة، وتجاوز حاجز الـ 20 مليار دولار إيرادات سنويا بعد خمس سنوات.. حيث أن عودة السياحة الروسية، يمكنها إضافة عائدات تقدر بنحو 2 مليار دولار سنويا إلى السياحة المصرية، ومع الجهود الكبيرة التى تبذل فإنه يمكن تجاوز الأرقام القياسية السابقة.

أصداء عالمية

مؤشرات عديدة سبقت المردود الإيجابى الكبير المتوقع على حركة السياحة المصرية، خلال العام الجارى، حيث حققت مصر رابع أعلى نمو فى الأداء عالميًا فى مؤشر تنافسية السفر والسياحة، وذلك وفقًا لتقرير منتدى الاقتصاد العالمى للتنافسية فى السفر والسياحة لعام 2019 الذى صدر فى سبتمبر الماضى،  حيث تقدمت مصر تسعة مراكز، ليحتل قطاع السياحة المصرى المركز الـ65 عالميًا، بعد أن كان يحتل المركز الـ74، كما تقدمت مصر من المركز الـ60 إلى المركز الـ5 فى استراتيجية الترويج والتسويق السياحى،  وفقًا لهذا التقرير. وجاءت مصر فى موقع الصدارة على مستوى أفريقيا فى التقرير الذى نشرته «بلوم للاستشارات» المتخصصة فى تحليل وتقييم وتصنيف أداء الترويج السياحى للدول «العلامة التجارية للدول»، الذى صدر فى سبتمبر الماضى؛ حيث احتلت مصر المركز الأول وذلك لأول مرة منذ عام 2013. كما أن صحيفة «الإندبندنت» البريطانية فى تقرير مطول لها، ديسمبر الماضى، وضعت مصر على رأس الدول ضمن القوائم المتعلقة بأفضل الأماكن التى ينبغى زيارتها فى العام الجديد، وقالت الصحيفة إن الخبراء يعتقدون أنه ينبغى زيارة مصر عام 2020، لا سيما مع استئناف الرحلات الجوية إلى شرم الشيخ وزيادة عدد السائحين، حيث زار 11 مليون شخص البلاد العام الماضى، وفقًا للأرقام الرسمية. أما ستيفان روماتيه، سفير فرنسا لدى مصر، فقد أكد زيادة فى عدد السائحين الفرنسيين إلى مصر، وأن الموسم السياحى الحالى سيشهد قفزة كبيرة فى عدد السائحين الفرنسيين القادمين إلى مصر. وأضاف روماتيه، خلال الإعلان عن تفاصيل تشغيل الخطوط الفرنسية «أير فرانس» رحلاتها إلى القاهرة، باستخدام أحدث طائراتها من طراز إيرباص A350 أواخر ديسمبر الماضى، أن الفرنسيين المسافرين لمصر سيحتاجون إلى طاقة استيعابية أكبر غير المتاحة حاليا. وأوضح أن هناك المزيد من السياحة لزيادة عدد الرحلات بين فرنسا ومصر، مشيرا إلى أن الشركة الفرنسة أير فرانس تشغل 6 رحلات يومية إلى مطار القاهرة الدولى ولكن هناك المزيد يمكن إضافتها بين الدولتين. وتابع: إن أعلى عدد للسائحين الفرنسيين إلى مصر كان عام 2010 حيث وصل عدد السائحين إلى مصر مليون سائح سنويا موضحا أن العدد انخفض بعد ذلك نتيجة للأحداث التى مرت بها مصر بعد 25 يناير، مؤكدا وصول عدد السائحين إلى 100 ألف سائح فى 2014 ولكن منذ ذلك الحين بدأ زيادة تدريجية ونتمنى أن يصل عدد السائحين إلى مصر إلى 700 ألف زائر.. وأشار السفير الفرنسى  إلى أن هناك ثقة فى السوق المصرية وهناك عدد كبير من السياح يريدون القدوم لمصر، مضيفا أن هناك عوامل كثيرة تؤدى إلى زيادة السياح إلى السوق المصرية منها الاستقرار فى مصر، وهذا ما نشهده خلال السنوات الأخيرة.