أسبوع الآلام للمصريين فى ليبيا!

اسماء نصار
كان للمصريين الباحثين عن لقمة عيش داخل الأراضى الليبية نصيبًا من الاضطرابات والقلاقل الناجمة عن اشتباكات بين قبائل ليبية شهدتها منطقتا وادى المردوم وبنى وليد التى تقع فى الشمال الغربى من ليبيا وتبعد عن طرابلس بحوالى 180 كم باتجاه الجنوب الشرقى، والتى وصفت خلال الثورة الليبية بأنها واحدة من المعاقل القليلة المتبقية للقذافى، والتى أدت الأسبوع الماضى إلى حصار بعض المصريين هناك، حيث صرح الوزير المفوض عمرو رشدى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية الأحد الماضى بأن جهود السفارة المصرية فى طرابلس تواصلت لتأمين إجلاء المواطنين المصريين المحاصرين، مع مواطنين آخرين من مختلف الجنسيات.
السفير هشام عبد الوهاب، سفير مصر فى طرابلس أجرى اتصالات عاجلة مع السلطات الليبية واتصل مباشرة بقائد عمليات الجيش الليبى فى منطقة زليطن لمعرفة الظروف الأمنية للطرق المؤدية إلى وادى المردوم ومدى تأمينها بما يسمح بإجلاء المواطنين المصريين الباقين والذين بلغ عددهم 1110 مواطنين، وتم إرسال 3 حافلات لنقل المواطنين المصريين، إلا أن الأوضاع الأمنية حالت دون عبورها مدينة زليطن فى طريقها إلى وادى المردوم، حيث قامت السفارة بترتيب بقائها على مداخل مدينة زليطن للتوجه إلى وادى المردوم وبعدها أكد المتحدث استمرار الاتصالات على مدار الساعة بين السفارة المصرية والمواطنين المصريين داخل مدينة بنى وليد ومنطقة وادى المردوم عبر نقاط اتصال تم الاتفاق عليها بين السفارة والجالية لمعرفة أوضاعهم أولا بأول وترتيب نقلهم، وفى اليوم التالى صرح عمرو رشدى المتحدث الرسمى باسم الخارجية أن السفارة المصرية فى طرابلس تواصل متابعتها لأوضاع المواطنين المصريين فى منطقتى وادى المردوم وبنى وليد الليبيتين وذلك إلى حين توافر الظروف الأمنية التى تسمح بإجلائهم، وأن السفير عبد الوهاب أجرى اتصالات مع أركان الجيش الليبى واللجنة الأمنية العليا للمنطقة أسفرت عن الاتفاق على نقل المصريين الموجودين فى وادى المردوم وعددهم 113 مواطنا إلى طرابلس بحافلات مؤمنة من جانب الجيش الليبى ضمانا لسلامتهم، وقامت السفارة بالفعل بتسليم الجيش الليبى قائمة بأسماء المواطنين الذين سيتم نقلهم، بينما ظلت السفارة على اتصال دائم مع المواطنين لمتابعة أوضاعهم إلى حين الانتهاء من ترتيبات النقل، وفى اليوم التالى أعلنت الخارجية أن السفارة المصرية فى طرابلس تتابع أوضاع 18 مواطنا مصريا كانت القوات المسلحة الليبية قد أطلقت سراحهم بعد احتجازهم من جانب كتيبة خميس القذافى التابعة لكتائب بنى وليد، وأن السفير هشام عبد الوهاب تلقى الثلاثاء إخطارا من السلطات الليبية باكتشاف احتجاز المواطنين المصريين أثناء قيام القوات المسلحة الليبية بتمشيط المنطقة الواقعة بين وادى المردوم وبنى وليد، حيث قامت السلطات بإطلاق سراحهم ونقلهم إلى مدينة مصراتة تحت رعاية المجلس العسكرى للمدينة، وقام مندوب من السفارة المصرية بزيارتهم اليوم للاطمئنان على أوضاعهم وإنهاء إجراءات العودة إلى مصر لمن يرغب فى ذلك.
اتصلنا بالسفير هشام
عبدالوهاب سفير مصر فى ليبيا فصرح لـ«روزاليوسف» بأن هناك ثلاث مجموعات للمصريين، المجموعة الأولى يبلغ عددها حوالى 1000 وهم موجودون بمدينة بنى وليد وليس عليهم أى خطورة وغير محتجزين ويمكنهم الدخول والخروج من بنى وليد كيفما شاءوا والجموعة الثانية يبلغ عددها 113 وتواجدوا بمنطقة وادى المردوم وهى منطقة تقع فى مجال الاشتباكات وتم اجلاؤهم جميعا وحالاتهم بخير، أما المجموعة الثالثة فتبلغ 18 وجدتهم قوات الشرطة محتجزين لدى معسكر يسمى خميس القذافى فأطلقت سراحهم وتم ترحيلهم من طرابلس، وأضاف السفير أن المصريين موجودون فى معظم المدن الليبية بحثا عن أكل العيش، وأن الوضع الآن مستقر ولا توجد خطورة عليهم.
وفى نفس الوقت الأسبوع الماضى شهد محيط القنصلية المصرية فى بنغازى اضطرابات أمنية تسبب فيها مجموعة من المواطنين الليبيين الذين كانوا يطلبون الحصول على تأشيرة الدخول إلى مصر بدون المرور بالإجراءات المتبعة فى القنصلية المصرية، إلى أن أعلنت وزارة الخارجية أن السلطات الليبية تمكنت من السيطرة على الاضطرابات التى وقعت فى محيط القنصلية المصرية، وأن السفير أشرف شيحة قنصل مصر العام فى بنغازى أبلغ الوزارة بأن جميع أعضاء القنصلية بخير تماما ولم يصب أى منهم بأى أذى خلال تلك الأحداث، حيث قامت الشرطة بتأمين مقر القنصلية ومنشآتها.