خطة الجماعة لتطهير شارع الهرم من الرقـص الشـرقـى

سمر فتحي
زمن العوالم انتهى وحجاب العقول قادم» شعار سيرفعه الإخوان المسلمون فى وجه الجميع ويبدو أنه بدأ تطبيقه فعلا بخطة تطهير كباريهات وفنادق شارع الهرم وهى أكبر منتجعات للرقص فى مصر.
شارع الهرم يضم أكثر من 20 كباريه مقسمة إلى 3 درجات.. الأولى «الليدو»، «حور محب»، «الجندول»، «أوروبا»، «زوسر»، «مينا بالاس»، «الأهرامات الثلاثة»، «الليل»، «الفاندوم»، «بارزيانا» ويطلق عليهم الـ(5 ستار) لفخامة المكان وأسعاره العالية أما عن الدرجة الثانية فتضم «كوما»، «أتون»، «رمسيس»، «بارادى»، «إيزونا»، وذلك لانخفاض أسعارها، أما الدرجة الثالثة فتضم راقصات الأفراح وفنادق الدرجة الثالثه وهى دائماً معرضة للتفتيش من شرطة الآداب مثل «سويت ماما»، «الغابة»، «واحة العمدة»، «بانوراما»، «ضى القمر»، «هارمون».
كباريه «الجندول» هو أقدم هذه المجموعة وكانت تمتلكه «صفية حلمى» وبعد رحيلها ورثه ابن أختها المنتج «شريف عبدالعظيم» الذى قام ببيعه بعد نصيحة من الشيخ السلفى «عادل شعبان» بخطابه الدينى والحديث عن الحلال والحرام والجنة والنار والثواب والعقاب ليستغل الأرض فى إقامة مشروع تجارى يحقق ربحاً حلالاً.
الواقعة أثارت الذعر فى نفوس العاملين بالمحلات وأكدت أن مستقبل الرقص الشرقى أصبح مهددا إلي جانب مفاوضات شراء كباريهات شارع الهرم التى يقف وراءها رجال الأعمال التابعون للجماعة.. كل هذا دفعنا لإجراء جولة سريعة لجس نبض الشارع وهل هناك نية لتطهيره فعلا؟!
المشهد فى شارع الهرم معالمه غير واضحة خاصة بعد تأكيد أصحاب المحلات وأن العروض التى جاءتهم كانت مغرية لشراء الفنادق التى تحتوى على صالات ديسكو لتحويلها إلى فنادق فقط، أما بالنسبة للملاهى الليلية فسيحل محلها محلات تجارية لملابس المحجبات.. منهم من وافق على حركة البيع مثل كازينو «رمسيس»، «الفاندوم»، «ضى القمر»، «هارمون»، «إيزونا» ليؤكد العاملون فيها أن بيوتهم اتخربت بسبب الثورة والإخوان.
«عم كمال» أحد العاملين بكباريه «رمسيس» قال لنا هناك مفاوضات تجرى على بيع المحل بـ 22 مليون جنيه، حيث تردد على المحل مؤخراً بعض رجال أعمال قد شاهدهم مرتين.
وأضاف عم كمال فى المرة الأولى كان الوضع عاديا وذلك لارتدائهم بنطلونا وقميصا وكانت لحيتهم طويلة، أما فى المرة الثانية فكانوا يرتدون جلبابا أبيض ويحملون فى أيديهم بعض الأذكار الدينية التى وزعوها على المتواجدين.
أما صاحب فندق الأهرامات الثلاثة فقال فى البداية: إن تطهير شارع الهرم من الرقص والخمور والقمار أمر فى غاية الصعوبة، خاصة أنها تخضع لقوانين وقواعد رقابية ولا يمكن لتيار دينى السيطرة على أهم عامل للسياحة فى مصر. صاحب الأهرامات الثلاثة قال أيضا إنه تلقى عرضا من بعض رجال الأعمال الذين ينتمون للتيار الإسلامى وكان أحد مرشحى الرئاسة ويقصد رجل الأعمال خيرت الشاطر لشراء الفندق بمبلغ 35 مليون جنيه وهو -حسبما قال- أكبر مبلغ عرض عليه حتى الآن.
وفى المقابل كشف مصدر بنقابة المهن التمثيلية أن التيار الإسلامى لا يمل فى حصوله على شىء فلقد تحمل 30 عاما حتى يصل إلى الحكم ولكن فى قناعتى الخاصة لايمكن أن يحول مصر إلى دولة إخوانية، ففى عهد مبارك كان الرقص الشرقى مخنوقا لعدم إقامة حفلات أو قنوات خاصة به ورغم هذا الحصار لم تصل إلى حد منع مهرجانات الرقص الشرقى أو غلق الكباريهات والفنادق التى بها صالات للديسكو، ولكن بعد الثورة اختلف الأمر ليصبح مصيره فى عهد الإخوان أو التيار الإسلامى غير معلوم! ،فالرقص بكل أنواعه يمثل مصدرا للدخل القومى لا يمكن الاستغناء عنه، كما أنه ذو ارتباط وثيق بالسياحة، والدليل على ذلك الوفود العربية والأجنبية التى تأتى لمشاهدة تلك العروض كما يطلبونها فى شرم الشيخ والغردقة.
فبعد الهجوم الشرس الذى تعرض له بعض الفنانين - والكلام لنفس المصدر - ولم تحرك النقابة ساكناً.. منحت هؤلاء الدعاة التطاول أكثر لغلق الكباريهات لتصبح مهنة الرقص آيلة للسقوط، حيث لا تجد من يدافع عنهم لعدم تواجد نقابة أو مؤسسة ينتمون إليها.. فوظيفة نقابة المهن التمثيلية هنا تقتصر على مجرد خطاب من الجهة أو الفندق الذى يطالب بإعطاء تصريح للراقصة بالعمل وبعد استكمال الملف الخاص بها والذى يضم صورة البطاقة وفيش وتشبيه لها وصورتين شخصيتين والمؤهل الدراسى لها إن لم يكن أغلبهن حاصلات على مؤهلات عليا كما صرح لنا المصدر يتم منحها الرخصة بمقابل 100 جنيه سنوياً و1000 جنيه تحصل عليها النقابة من الفندق بعكس الراقصة الأجنبية التى يزيد عليها تصريح من القوى العاملة والتى تحصل منه على 1400 جنيه من الراقصة للمكان الواحد.
يعود نفس المصدر ليطرح سؤالا فإذا كانت الراقصات المشهورات «دينا»، «فيفى عبده»، «لوسى» يمتهن مهنة أخرى وهى التمثيل ما هو مصير راقصات الدرجتين الثانية والثالثة اللاتى لا يعرفن سوى الرقص؟! فمن البديهى السير فى الطريق الآخر الذى يجعلها تحصل على نفس الـ 500 جنيه التى تحصل عليهم داخل الكباريه إن لم يكن أكثر.
من جانبه قال رئيس الرقابة على المصنفات الفنية «سيد خطاب»: إن بدلة الرقص لايمكن المساس بها الآن خاصة أنها تابعة لقانون لا يمكن التعديل عليه إلا بأمر من مجلس الشعب، ونحن ننتظر الانتخابات البرلمانية الجديدة التى منها نستطيع أن نقول إن هناك نية لأخونة الدولة بتشريع قوانين جديد تحجم من مهنة الرقص الشرقى أم لا.
∎ لوسى: لا أحد يستوعب قيمة الرقص
لا أحد يعرف تاريخ الرقص الشرقى حتى يقدر قيمته، فقليلون من يقدرون هذا الفن ويستوعبون أهميته، وإذا أراد الإخوان احتكار الفن لن أترك مصر أبداً فأنا راقصة وأتشرف بمهنتى ولا أنكرها أمام أحد - ده أنا بطلب بالاسم عشان أدرب راقصات من كل أنحاء العالم ييجى عليا الزمن وحد يقولى بطلى رقص؟! هذا لن يحدث مطلقاً فكل المحاولات التى تتم لإغلاق الملاهى الليلية سيكون مصيرها الفشل، خاصة أنها مصدر رزق العاملين بها فهم لا يعرفون سوى هذه المهنة إن اختلف بعضها عن الأخرى، كما أنها دعم قوى للسياحة وخاصة فى موسم الصيف.
لوسى نفت ما تردد مؤخراً عن نيتها لبيع الكباريه التى تملكه فى شارع الهرم «بارزينا» مؤكدة أنها تقوم حالياً بإعادة هيكلته بعد التدمير والحرق الذى تعرض له من خلال الثورة ليعاود نشاطه من جديد ووصفت من يهاجم الفن والإبداع بأنهم سفهاء ينهشون فى لغة الشعوب المتحضرة.
∎ دينا: المرأة ليست عورة
لم أعمل يوماً بكباريه، ولكن دفاعى عنه هو دفاع عن مهنة الرقص الشرقى التى تقوم على حركات تعبيرية وصادقة.. خاصة أن بعض ملاهى وفنادق الدرجة الأولى تكون لديهم مواصفات خاصة فى الراقصة منها ألا تكون سمينة أو قصيرة لابد أن يكون جسمها متناسقا، والأهم من ذلك أن تجيد الرقص فليس الهدف هو البحث عن جسم جميل، بل الموهبة هى ما تعلو كل شىء.
بخلاف هذا أضافت: إن الأقاويل عن منع الرقص الشرقى فى مصر جميعا تنتمى لشخصيات يفكرون ولايميزون بين الموهبة وبين الفكر فى عورة المرأة إن لم تكن المرأة كلها عورة فأنا حضرت أفراحا كثيرة لعائلات صعيدية وأيضاً متدينة وملتزمون.
∎ صوفيا: لا فرق بينى وبين إخوانى وسلفى
لا أحد يجرؤ على تكفيرى فأنا مؤمنة وموحدة بالله فما الفرق بينى وبين إخوانى أو سلفى؟!
فأنا أستخير الله قبل أن أقدم على شىء وعلاقتى بربى قوية جداً فعشقى للرقص ليس بيدى فهو يجعلنى أعبر عما أقوله بحركات جسدى وكان أول ظهور لى فى قناة (التيت) لأكون أول راقصة بعد الثورة وفى عهد الإخوان وكما أكدت مراراً وتكراراً إحنا فى مصر مش السعودية لذلك لايمكن لأحد أياً كان منصبه أن يمنع أو يحتكر مهنة لها علاقة بالفن.
وإن كانت كباريهات شارع الهرم تضايق الإخوان فعليهم أن ينصرفوا إلى أعمال أخرى تحتاج لها مصر وهى دعم الاقتصاد وفتح فرص عمل للشباب بدلاً من خراب البيوت.
∎ بوسى سمير: الرقص ليس جريمة
أتشرف بمهنتى التى أخرجت عمالقة من الراقصات مثل «نجوى فؤاد» و«تحية كايوكا» و«سامية جمال»، وغيرهن ممن أطين للفن كما كبيرا لا يمكن لأحد أن يأتى - ويمسحه بأستيكة - الفن يقاس بما هو مقبول وغير مقبول وليس حلالا وحراما، وإذا كان البعض يتهمون الرقص بأنه عمل إجرامى يزج بالفساد والإباحية كيف يحضرون هؤلاء الأفراح وكيف يحيون أفراح أبنائهم؟!
∎ شمس: مصر بدون رقص.. لا زرع ولا ماء!
شهرتى تعود إلى (سعد الصغير) الذى منحنى الفرصة فى العمل معه فى فيلم (ولاد البلد)، (ابقى قابلنى) موهبتى فى الرقص الشرقى وتألقى فيه هى ما جعلت اسمى على قوائم أدوار الرقص فى السينما، الذى هو فن راقٍ وعلينا أن نعلم أن مصر هى الدولة الوحيدة صاحبة الريادة فى الرقص الشرقى، وإذا حاول البعض قتل الفن ستصبح مصر صحراء لازرع فيها ولا ماء.