«أنا وأخويا على اليساروأنا واليسار على الفلول»!

احمد شوقي اغاريد مصطفى علا احمد
أشهر قليلة وينطلق ماراثون الانتخابات البرلمانية فى ثانى انتخابات بعد الثورة المصرية بعدما قضت المحكمة الدستورية العليا ببطلان عضوية ثلث أعضاء مجلس الشعب السابق، الأمر الذى ترتب عليه حل البرلمان بأكمله. الماراثون سيكون له طابع مختلف وربما يشهد حراكًا سياسيًا واسعًا وتحالفات سياسية مختلفة بين القوى السياسية للاستحواذ على نصيب الأسد من مقاعد البرلمان، ويحتدم السباق على أشده بين التيارات الإسلامية بعد أن أخلف الرئيس مرسى وعوده مع السلفيين وتم إقصاؤهم من الحكومة الحالية، مما يثير التساؤلات حول: هل سيبقى السلفيون على تحالفهم مع الإخوان، أم سيسعون للاستحواذ على أكبر عدد من مقاعد البرلمان وتشكيل تحالفات سياسية فى مواجهة حزب الحرية والعدالة؟
على الجانب الآخر، هناك حالة من الحراك السياسى الساخن والمتأهب من جانب حزب الحرية والعدالة استعدادًا لمعركة الانتخابات البرلمانية القادمة بعد الاستفتاء على الدستور مباشرة، فيما تأتى هذه الاستعدادات فى جو مغلق سعيا لاستعادة تمكين الحزب من الانتخابات البرلمانية القادمة والحفاظ على سيطرته على مقاعد البرلمان وعلى صورته أمام الشارع المصرى التى اهتزت كثيرًا بعد تولى الرئيس مرسى.
«روزاليوسف» ترصد الخريطة الأولية للتحالفات بين الأحزاب الإسلامية المختلفة.
رئيس حزب الأصالة السلفى اللواء عادل عفيفى أكد أنه لن يجرى «أى تحالفات مع التيارات الليبرالية لأنهم لا يطبقون الشريعة الإسلامية، وأنه لن يكون هناك تحالف مع أى تيارات ليبرالية إلا إذا كانت تطبق الشريعة الإسلامية».
وأكد عفيفى ضرورة مواجهة الحزب لأى أحزاب لا تطبق شرع الله، مشيرًا إلى أنه يتوقع أن يحصد التيار الإسلامى أصوات الأغلبية فى الانتخابات القادمة، لأن الصراع مع الأحزاب الليبرالية سيكون على أساس دينى، ويقول: نحن نقدم يد العون لأى حزب يقوم على أساس الدين ونرفض أى حزب لا يطبق الدين.
وحول ظهور تحالف القوى الليبرالية فى مواجهة التيار الإسلامى أكد أنه لا مخاوف من ذلك، لأن التيارات الإسلامية منظمة وتسعى إلى تحقيق أهدافها بشكل منظم، وسنكون قادرين على تحقيق أهدافنا.
ويضيف عفيفى أن هناك تحالفا مع الأحزاب الإسلامية التى تطبق الشريعة الإسلامية، أبرزها حزب البناء والتنمية وحزب العمل، مشيرًا إلى أنهم يفتحون أيديهم لأى أحزاب إسلامية.
ويوضح أنهم لم يستقروا على خوض الانتخابات البرلمانية بشكل فردى أم على هيئة قوائم انتخابية.
وحول التحالف مع حزب الحرية والعدالة قال إنه من أكبر الأحزاب السياسية الإسلامية، وأنه يتمنى العمل والتحالف معهم، ولكنه لم يتلق أى اتصالات من الإخوان بخصوص التحالف، مشيرًا إلى أنه لن يقوم بالاتصال بهم إلا إذا قدم الإخوان يدهم أولاً.
وعلى الجانب الآخر، تحدث يسرى حماد- المتحدث الرسمى باسم حزب النور السلفى- عن سباق الانتخابات البرلمانية القادمة قائلاً «إن الحزب يسعى خلال الفترة القادمة إلى تغيير الصورة النمطية والسيئة التى أساءت إلى حزب النور على مدار الفترة الماضية، فنحن نسعى إلى التغيير بعيدا عن الصورة المغلوطة التى قد وصلت إلى الكثيرين.
ويشير إلى أن الحزب قد أحاط به العديد من الشخصيات التى أساءت له ومنها النائب السابق البلكيمى، الذى تم استبعاده وفصله من الحزب.
وأكد حماد أن حزبه لم يوجه أى انتقاد إلى الدكتور مرسى حينما شكل الوزارة الحالية، التى تخلو من أعضاء حزب النور، بل إننا نؤيده ونسانده حتى نستطيع مرور هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ البلاد.
وحول التحالف مع التيارات الليبرالية، أكد أنهم لم يتلقوا أى اتصالات من التيارات الليبرالية، وقال: لا نمانع من أن يكون هناك تحالف مع أى تيارات غير دينية، كما أن الحزب يفتح صدره للتحالف مع حزب الحرية والعدالة فهو حزب «شقيق».
حماد أكد أن النور السلفى تلقى عرضا من حزب الحرية والعدالة، التابع لجماعة الإخوان المسلمين، للانضمام معه فى قائمة مشتركة فى الانتخابات البرلمانية المرتقبة أواخر العام الجارى.
وقال: نسعى لتكوين تحالفات مع القوى الإسلامية طالما تحقق المصلحة للجميع.. ولكننا لم نضع حتى الآن أى خطة لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة وأى المحافظات التى سيتم التركيز عليها لأن كل ما يشغل بالنا الآن هو اختيار الكفاءات التى تمثل الحزب.
حماد يرى أن أداء الحكومة الحالية مُرضٍ إلى حد كبير، وأنهم سيتعاونون معها حتى لو لم تضم أعضاء من النور.
ويوضح أنه لا يوجد مخاوف من أى انشقاقات قد تحدث داخل حزب النور للانضمام إلى حزب الأمة الجديد الذى أعلن حازم صلاح أبو إسماعيل عن تأسيسه خلال الفترة القادمة، لأن الحرية مكفولة للجميع.
وأكد استمرار دعمه للرئيس مرسى، على الرغم من عدم وجودهم بقوة فى التشكيل الوزارى الحالى، لأنهم اختاروا الرئيس مرسى «لوجه الله» على حد تعبيره.
ويضيف حماد أن هناك العديد من طلبات الإحاطة التى سيتم تقديمها مع تشكيل البرلمان فى حال وجود أخطاء للحكومة الحالية، والعديد من الاقتراحات التى سيتم تقديمها، ولكننا فى انتظار تقييم أداء الحكومة الحالية.
ويوضح أن حزب الحرية والعدالة فى حال طلبه ترشيح أى شخص من الحزب، سيتم ترشيحه فورا.
وحول قيام بعض الأحزاب السلفية مثل «الفضيلة» و«الإصلاح» مع حزب الجهبة الجديد بتشكيل كيان سياسى قوى، يضم أبناء «الجبهة السلفية» فى المحافظات والمستقلين من حزب النور، وأنصار الشيخ حازم أبو إسماعيل، الداعية الإسلامى، أكد حماد أن حزب النور قائم وسيظل يعمل على تحقيق أهدافه ولا مخاوف من أى تشكيلات سياسية أخرى.
يشار إلى أن حزب النور السلفى يواجه تحديًا كبيرًا وهو انشقاق عدد من أعضاء الحزب والشروع فى تشكيل حزب جديد هو حزب «الجبهة» الذى تم البدء فى إجراءات تأسيسه ليقتحم المعركة الانتخابية التشريعية القادمة بقوة، وسيضم العديد من المستقيلين من حزب النور السلفى.
ووفقا لما أعلنته مصادر فى الحزب الجديد فى تصريحات سابقة فهم يسعون خلال الفترة القادمة لتحديد الأعضاء المؤسسين للحزب وتشكيل الهيئة العليا والمكتب السياسى والمقرات والدعم المادى.
وأضافوا إننا نرغب فى دخول الانتخابات البرلمانية على قائمة مستقلة، لكننا نرحب بالتنسيق والتحالف مع قوى إسلامية وغيرها، لنلتقى على أهداف وطنية محترمة هى : الكرامة، والحرية، وحماية البلد، وحقوق الإنسان، لأن موقفنا يخضع للموازنة السياسية وليس التوجه الأيديولوجى.
من جانبه قال دكتور خالد زايد منسق حزب حازم أبو إسماعيل الذى لم يتم الاستقرار على اسمه حتى الآن والمنسق المركزى لحملته الانتخابية سابقا أن الحزب لم ولن يسعى للتحالف مع الحرية والعدالة وحزب النور السلفى، مؤكدا أن فكر الحزب مختلف عن الأحزاب الإخوانية والسلفية كما أن هناك خلافات كثيرة تجعل من الصعب التحالف معهما.
وأضاف أنه سيتم التحالف مع أحزاب سياسية أخرى لن يتم الإعلان عنها الآن ولكن سيتم الإعلان خلال مؤتمر صحفى منتصف الشهر القادم وستكون أسماء هذه الأحزاب مفاجأة للجميع، مشيرا إلى أن الأحزاب التى سيتم الاتحاد معها معظمها أحزاب إسلامية ولكن هناك أحزابا ليبرالية قليلة سيتم التحالف معها بشكل مستمر خاصة أن هذه الأحزاب تعرف قوتنا ولذلك قررت الانضمام لنا بعد أن عرضنا فكرنا السياسى ولذلك سيتم التحالف مع أحزاب تسير على نفس منهجنا الدينى والسياسى ولكن حزب الدستور ليس من ضمن الأحزاب التى سوف نتحد معها لأن هذا الحزب يسير على نفس منهج حزب الحرية والعدالة فهو يظهر فى المساجد ليدعو بنفس فكر الإخوان وهو ما يؤكد أن هذا الحزب ليس له منهج خاص به وقال إنه للأسف التيار الليبرالى قلص من نجاحه بعد تحالفه مع المجلس العسكرى أثناء المرحلة الانتقالية فبدا هذا التيار كأنه صاحب مصلحة بدليل أنهم طالبوا بمد فترة المجلس العسكرى لحكم البلاد وهذا ما قاله المحامى عصام سلطان النائب بمجلس الشعب المنحل.
ولفت إلى أن الحزب سيركز على أن يكون هناك نواب له فى كل دائرة انتخابية ولذلك نحن نعمل على التجهيز بكوادر قوية للمنافسة على كل المقاعد الانتخابية بالاتفاق مع الأحزاب التى سنتحد معها، مشيرا إلى أن كوادر الحزب ستعمل على مراقبة الحكومة وليس العمل معها.
وأكد دكتور زايد أن الانتخابات البرلمانية المقبلة ستشهد منافسة قوية وشرسة خاصة أن الإخوان المسلمين والسلفيين سيعملون جاهدين للحصول على مقاعد أكثر من التى حصلوا عليها فى البرلمان السابق.
من جانبه قال أحمد سمير مدير اللجنة الإعلامية بحزب مصر القوية الذى يتزعمه د. عبدالمنعم أبو الفتوح أن الحزب لن يخوض الانتخابات البرلمانية بمفرده وستكون هناك تحالفات مع أحزاب سياسية وفقا لانحيازاتنا فى مجال الحريات والعدالة الاجتماعية ومبادئ الثورة، مشيرا إلى أنه لا توجد نية داخل الحزب للتحالف مع حزبى الحرية والعدالة والنور السلفى خاصة أنهم خاضوا الانتخابات البرلمانية السابقة بقائمة فردية ولذلك سنتفاوض مع أى حزب يريد التحالف معنا غير هذين الحزبين وسوف يتم التحالف مع أحزاب ليبرالية مؤمنة بتحقيق العدالة الاجتماعية لأننا نسعى لبناء قاعدة تحالف واسعة، ولكن لم يتم التحالف بشكل رسمى مع أى حزب حتى الآن ولكن كلها مفاوضات فقط بين حزبنا والأحزاب الأخرى التى تتمثل فى حزب الحضارة والدستور والمصرى الديمقراطى وحزب الوسط، مشيرا إلى أن هدف الحزب والأحزاب المتحالفة معه ليس مواجهة الإخوان وإنما بناء قوة سياسية مستقلة.
وأضاف أنه لم يتم حسم رؤية الحزب للمقاعد التى يسعى لها فى البرلمان الجديد، خاصة أنه قد تحدث اندماجات سياسية ولكن هناك اتجاهين للتحالف مع الأحزاب الأخرى الاتجاه الأول سيكون تحالفًا سياسيًا مع مجموعة من الأحزاب وسيستمر التحالف فى كل الانتخابات أما الاتجاه الآخر فهو تحالف انتخابى أوسع ينتهى بعد الانتخابات، وفى النهاية كلها أمور سابقة لأوانها خاصة أننا نعمل حاليا على تنظيم الوضع الداخلى للحزب ولا نعلم كيف ستسير العملية الانتخابية فى الانتخابات البرلمانية القادمة.
روزاليوسف علمت من مصادرها الخاصة داخل حزب مصر القوية أن تحالفهم مع حزب الوسط مؤكد وأن المفاوضات بينهما وصلت للمراحل النهائية.
ممدوح إسماعيل رئيس حزب النهضة قال إن الحديث عن الانتخابات البرلمانية خطة استباقية خاصة أن مجلس الشعب المنحل سيعود مرة أخرى بحكم قضائى لممارسة عمله، وذلك طبقا للحكم الذى سيصدر يوم 22 من الشهر الجارى فأمامنا مجرد أيام ويعود المجلس مرة أخرى للانعقاد وأضاف أنه فى حالة عدم عودة مجلس الشعب المنحل مرة أخرى لعمله وإجراء انتخابات برلمانية جديدة سيكون حزب النهضة مستعدًا لخوضها، مشيرا إلى أن حزب الحرية والعدالة وحزب النور السلفى على رأس التحالفات مع حزب النهضة أما التحالف مع باقى الأحزاب وارد ولكن ليس أكيدًا.
وأكد أن حزب النهضة له تطلعات سياسية كثيرة والإخوان والسلفيون هما الحزبان اللذان يستطيعان مساعدتنا على تحقيق هذه التطلعات وليس أحزابًا أخرى
يتبقى حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية.. والذى لم يحدد موقفه بشكل كبير من التحالفات البرلمانية القادمة، ولكننا علمنا من مصادرنا الخاصة داخل الجماعة الإسلامية والحزب والتى رفضت ذكر اسمها أن البناء والتنمية سيخوض الانتخابات القادمة منافسا على 20٪ من مقاعد البرلمان فى 8 محافظات منها القاهرة.. نظرا للكثافة العددية للمنتمين للجماعة فى هذه المحافظات وأن تحالفهم مع حزب النور هو الأقرب كما كان الوضع فى الانتخابات السابقة ويفضلون التحالف مع حزب مصر القوية وزعيمه أبو الفتوح