الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
القوة الذكية والعسكرية لمصر

القوة الذكية والعسكرية لمصر

يقيس العالم قوة الدول وترتيبها  على مدَى تطبيقها، بل اعتناقها (القوة الذكية)، التى هى عبارة عن (قوة عسكرية + الدبلوماسية).  ومعنى هذا ببساطة أن الدول المتحضرة من العالم الأول ترى أن دول المصاف الآخر، التى يطلق عليها (فى طور النمو) والتى تَجرى بخُطى سريعة للحاق بتلك النظرية؛ إنما هى دولة واعدة يجب أن يُحسَب لها حساب، ومن 2014م مع بداية حُكم السيسى وهو يحلم ويَخطو خُطوات صَوب تحقيق هذا، حتى إننا فى بعض الأوقات كشعب تكون نظرتنا لأمور سياسية كثيرة؛ خصوصًا على الصعيد الخارجى مدفوعين بالمباهاة بقواتنا العسكرية وجيشنا المُتقدم بمراحل عن جيوش المنطقتين العربية والشرق أوسطية، بل تتعداهم ليحرز ترتيبًا عالميّا هو الـ12 بين القوى العسكرية العالمية لنأتى  فى ترتيب الإنفاق العسكرى عالميّا إلى رقم 45، هذا يُعد إنجازًا حقيقيّا لجيش قوته البشرية تدفعه دفعًا للصفوف الأولى فى الترتيب العالمى، وعندما نطالب الرئيس باستخدام القوة العسكرية مع بعض الدول التى تستفزنا وتحاول الجور على مقدراتنا، ونجهر بصوتنا بالاندفاع لذلك، نجد الرئيس يحذو مقامًا آخر، متبعًا فيه الأسلوب الدبلوماسى حتى لا تكون قوتنا العسكرية متغطرسة، بل مقننة تعلن عن حضارتنا، فلا تبطش ولا تندفع.



كنتُ أطلقتُ على الرئيس عندما كان وزيرًا للدفاع فى عهد حُكم الإخوان وتغوُّلهم على السُّلطة والحُكم والعبَث والانحراف بالأمن القومى المصرى (أن دبلوماسية المُحارب تُزعج الإخوان)، فقد كان يدير الأزمة بكل الأساليب السّلمية الممكنة، رُغم عُنف الإخوان واستخدامهم القوة الباطشة لميليشياتهم، ولكن مقولته الشهيرة (لا تستفزوا الجيش لأن العواقب وخيمة) كانت إشارة حَسَبوا لها ألفَ حساب، حتى إنه عندما أخذ تفويضًا من الشعب ليخلص مصر من حُكم الإخوان تم خَلعهم بسلاسة ودون دماء، حتى بدأوا هم بحمَّامات دم من أبناء المصريين الذين رفضوهم وأعوانهم.

القوة الذكية التى تعتنقها  الدولة المصرية الآن هى التى جعلتها تتقدم صفوفَ المحافل الدولية؛ لأنها تملك القوة التى تجعلها قادرة على الحصول على ما تريد بما تملكة من قوة عسكرية حديثة؛ حيث يقوم جيشها بنحو خمسين تدريبًا مشتركًا سنويّا، سواء مع الدول الشقيقة والصديقة أو فى إطار خطته السنوية للتدريب بالمناطق والأفرع الرئيسة، ليس هذا وحسب، بل هذه القوة العتيقة العميقة التى تأتى فى المرتبة الثانية لجيوش منطقة الشرق الأوسط معدل إنفاقها العسكرى بين الدول العربية يأتى فى المرتبة السابعة، ومع ذلك لديها أسطول بحرى يضاهى الدول الكبرى ويجعل ترتيبها السادس بينهم، وأيضًا أسراب جوية متقدمة تسابق الزمن تجعل ترتيبها السابع عالميّا،  وقوة برّية لا يُستهان بها تحتل المرتبة السادسة عالميّا من حيث الدبابات والثالث عالميّا من المدرعات.

هذه القوة العسكرية  العظيمة بشريّا وعتادًا تحمى مقدراتنا الاقتصادية ومشاريعنا الاستراتيجية الحيوية، حتى إن السيسى طلب منّا أن نحلم بأن نكون ضِمْن (القوة الاستثنائية العالمية)، التى هى عبارة عن (منافسة فى كل المجالات داخليّا وخارجيّا)، ولذلك وضع فى خُطط لفترة حُكمه بدأها من اليوم الأول شَبَكة طرُق ربطت كل أنحاء مصر ببعضها لسرعة وصول البضائع والمنتجات القادرة على التنافس دون حجة الادعاء بأن الطرُق غير ممهدة أو لا تساعد فى النمو والاستثمار الاقتصادى، وبجانب هذا قام بأهم تغذية للصناعات والتجارة والعمران شبكة كهرباء كاملة تتكلف 615  مليار جنيه، وبإضافة محطة الضبعة ستصل إلى تريليون جنيه،  نفذ منها خطة خمسية بدأت من 2014م حتى 2019م تكلفت 115 مليار جنيه، وقال إنه يريد أن تكون شبكة كهرباء مصر جسرًا لنقل الكهرباء إلى العالم الخارجى لتماثل المَجرَى الملاحى العالمى قناة السويس الذى يربط الشرق بالغرب؛ خصوصًا أن البنك الدولى اختار مصر لتكون راعية لتطوير شبكة الكهرباء فى قارة إفريقيا.

أيضًا  لدى مصر 15 ميناءً تجارية مصرية بمحطات عديدة للتداول والحاويات، وتزويد السُّفُن بالوقود على أعلى مستوى تكنولوجى، وهو التزويد بالكهرباء، علاوة على الطرُق التقليدية، وقد طلب الرئيس من وزير النقل أن يقول له ما يحتاجه ليصل بتطهير البحيرات (المنزلة - البرلس - مريوط) ورفع كفاءتها إلى أن تماثل البحيرات العالمية فى المواصفات «زى الكتاب ما بيقول»، هكذا تحدَّث الرئيسُ ليجد المسئولين لا يحلمون وليس لديهم خطط إلّا عندما يطلب منهم…

ولأن السيسى لديه إصرار بأن يصل بمصر إلى القوة الاستثنائية بجانب القوة الذكية طلب من أهالى دمياط  كونهم  محافظة صناعية تقوم على صناعة الأثاث الذى لا غنى عنه معاتبًا لهم لماذا بعض المصريين يشترون أثاثًا من الخارج.. هذا معناه أنكم لم تحلموا بأن تصلوا إلى العالمية وتدخلوا سوق المنافسة خارجيّا وداخليّا. وقال لقد حلمتُ أن ندخل سوق المنافسة بصناعات الروبيكى فى الجلود والسجاد المنوفى والأثاث الدمياطى.

هذه الأحلام على مستوى التجار الصغار  معها أحلام أخرى لصناعات تكميلية واستثمارات واعدة  يحلم بها الرئيس ويطالبنا حكومة وشعبًا أن نحلم معه بعد أن خَلق لنا قوة ذكية نتباهَى بها ولَم يعد ينقصنا إلّا القوة الاستثنائية التى لا يمكن تحقيقها إلّا بكل جموع الشعب؛ لأنه «لو بَطّلنا نحلم نموت».