قمة الغل

ثلاثة أشياء لا حدود لها.. الكون، وغباء الإنسان، وجهل خالد الغندور.. والجهل هنا ليس قدحًا فى شخص «بندق» ولكنه وصف دقيق لحالة إعلامية رياضية تؤجج نار الفتنة وتنشر التعصب الأعمى بين الجماهير.. حالة إعلامية تشعر دائمًا وكأنها تنطلق من «محطات وقود» وليست محطات فضائية، تقوم بشحن التوتر وتحويل المستطيل الأخضر إلى ساحة قتال، ومباريات كرة القدم إلى معارك حربية.. وليس العيب بتلك الحالة فى الخلاف الطبيعى فى وجهات النظر، ولكن العيب فى التعصب للرأى والحجر على عقول الناس وآرائهم وتفسير الأمور وفق ما يريد، لا وفق ما هى عليه.. فلم يعد الأمر مجرد ظاهرة انتماء وولاء لنادٍ أو فريق ما، بل تعدى ذلك بكثير إلى الإصرار والحماس اللذين ينقلبان إلى عناد وجهل منقطع النظير.
مؤخرًا تحول خالد الغندور ليكون رأس حربة المنظومة الإعلامية التى يطل من خلالها مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك، لعرض أحوال الفريق، وممارسة هوايته المفضلة بالهجوم على كل من يخالفه الرأى، حتى إن المجلس الأعلى للإعلام أعلن إيقاف برنامج «الزمالك اليوم» الذى يقدمه خالد الغندور على قناة «المحور» لمدة شهر كامل، بسبب عدم حصول قناة المحور على تصريح من المجلس ببيع بث الهوا، لكن الغندور تحايل على القرار عبر تقديم البرنامج نفسه على قناة «الرافدين».
الغندور الذى حدثنا طويلًا عن أضرار العمل فى قنوات الأندية وأنها تجعل الشخص غير حيادى وموجه بل كان يطعن فى نزاهة من يعملون فى قناة الأهلى هو نفسه الغندور الذى يقود إعلام «الزمالك» ولا خلاف معه فى ذلك لكن الخلاف حول أدائه الصبيانى الذى يشوبه قدر كبير من المكايدة، فلا يفوت الغندور فرصة إلا ويفتح فيها ملف نادى القرن ليؤكد أن الزمالك هو نادى القرن الحقيقى وفقًا لمعايير لا يراها أحد إلا الغندور!
توتر الأجواء
ويُعد شادى محمد هو النسخة المشابهة لخالد الغندور داخل القلعة الحمراء، فقد شنت جماهير الزمالك هجومًا حادًا عبر مواقع التواصل الاجتماعى ضد شادى محمد مدافع الأهلى السابق وأكثر قائد حمل الألقاب فى تاريخ القلعة الحمراء بعدما تداول نشطاء السوشيال ميديا مقطع فيديو له فى مباراة الأهلى وشبيبة الساورة الجزائرى بدورى أبطال أفريقيا وهو يسب نادى الزمالك، وازداد توتر الأجواء بسبب سقطة شادى محمد عقب أيام قليلة من الأزمة التى نشبت مؤخرًا بعدما ظهر شريف عبدالمنعم مهاجم الأهلى السابق على قناة النادى متمنيًا الهزيمة للآخرين فيما فسره البعض بأنه دعوة لهزيمة الزمالك أمام نصر حسين داى الجزائرى فى الكونفدرالية الأفريقية. ودخل على خط الأزمة عدلى القيعى مستشار التعاقدات بالنادى الأهلى ليشن هجومًا حادًا على خالد الغندور مؤكدًا أنه أحد أسباب التعصب والاحتقان بين الفريقين الكبيرين.. إلا أن الغندور هاجم القيعى وكتب عبر تويتر: « للأسف ما أشاهده من شتائم من جمهور وكابتن تاريخى أمام أعين مجلس الإدارة شىء لا يصدق».
وتأتى الأجواء المتوترة بين قطبى الكرة المصرية فى ظل توتر العلاقة بين مسئولى الناديين إذ تقدم مجلس الأهلى برئاسة محمود الخطيب بشكاوى ضد مرتضى منصور رئيس الزمالك لعدة جهات من بينها اللجنة الأولمبية ولجنة الأخلاق باتحاد الكرة والشكاوى بالبرلمان بوصفه نائبًا برلمانيًا وأيضًا لمجلس الوزراء.
فى الجهة المقابلة هاجم مرتضى منصور أيضًا مسئولى الأهلى لمقاطعتهم مؤتمر نبذ التعصب الذى نظمته رابطة الصحفيين الرياضيين وجمعية اللاعبين المحترفين مؤكدًا أن إدارة الأهلى تتسبب فى التعصب وتسمح لمدير الكرة سيد عبدالحفيظ بالخروج عن النص والحديث عن الزمالك، كما رد أمير مرتضى منصور، المشرف العام على فريق الكرة بالزمالك، على تصريحات سيد عبدالحفيظ، مدير الكرة بنادى الأهلى،بشأن تأجيل لقاء الزمالك والمقاولون ووصفه بأن هذا التأجيل لا يشوبه العدالة، بقوله: «هو موظف موجود لا يضمن مكانه فى الأهلى ويبحث عن الاستهلاك الجماهيرى حتى تتحدث مواقع التواصل الاجتماعى عنه، لكن فى النهاية لن نتأثر بتلك التصريحات ولا نتابعها فى الزمالك سواء كمسئولين أو لاعبين».
قمة الحسم
تأتى تلك التطورات فى الوقت الذى تتجه فيه الأنظار السابعة مساء اليوم السبت نحو ملعب برج العرب بالإسكندرية لمتابعة قمة الكرة المصرية بين الأهلى والزمالك فى المباراة التى تأتى ضمن الجولة المؤجلة من الأسبوع الـ17.
من يكسب اللقاء اليوم يضع قدمًا فى منصة التتويج بالبطولة، فى ظل اقتراب فارق النقاط بين الخصمين حيث يتصدر الزمالك القمة برصيد 53 نقطة بينما يأتى الأهلى وصيفًا بفارق نقطتين، فمن يحقق الفوز سيكون على قمة الدورى وفى حالة التعادل سيحافظ الزمالك على مركز الصدارة.
الحسابات تقول إن الزمالك فى حال فوزه سيكون على بعد خمس نقاط أما فى حال التعادل سيكون الأبيض فى القمة أيضًا لكن بفارق نقطتين، بينما ليس أمام الأهلى سوى طريق واحد للوصول للصدارة وهو الفوز.
ويتصدر الزمالك ترتيب الدورى من 22 مباراة حقق الفوز فى 16 مباراة وتعادل فى 5 مباريات، وخسر مباراة وحيدة، بينما يملك الأهلى 51 نقطة على بُعد نقطتين من الصدارة، جمعها من 16 انتصارًا و3 تعادلات و3 هزائم.
ويتفوق الهجوم الأبيض حيث سجل لاعبو الزمالك 50 هدفًا، مقابل 38 فقط أحرزها لاعبو الأهلى، وعلى النقيض فى الدفاع يتفوق المارد الأحمر بتلقى 15 هدفًا فقط، مقابل 20 هدفًا سكنت الشباك البيضاء.
القمة ستشهد الظهور الأول للثنائى كريستيان جروس المدير الفنى السويسرى مدرب الزمالك، والأوروجويانى مارتن لاسارتى المدير الفنى للأهلى.
جروس قاد الزمالك منذ بداية الموسم حيث خاض 24 مباراة بالدورى بينما خاض لاسارتى 10 مباريات منذ استلامه المهمة الفنية مطلع العام الحالى ليحقق تسعة انتصارات مقابل خسارة وحيدة على يد فريق بيراميدز.. ويبحث كل مدرب فى موسمه الأول بالدورى عن الفوز الأول فى القمة.
لغة الأرقام
بعض الأرقام تشير إلى دلالات وقدر من التفاؤل والتشاؤم بالنسبة لكل فريق، فقد تقابل الأهلى والزمالك «13» مرة خلال شهر مارس على مدار بطولة الدورى المصرى، قبل مواجهتهما المرتقبة اليوم، فاز الأحمر بـ 5 مباريات، فى حين فاز الأبيض بـ 3 مواجهات، وانتهت 5 لقاءات بالتعادل.
وخاض محمود جنش حارس الزمالك صاحب الـ31 عامًا ثلاث مباريات قمة أمام الأهلى حقق الفوز فى جميعها (مباراة بالدورى - مباراة بكأس السوبر المصرى - مباراة بكأس مصر)،
وخاض الشناوى،11 مواجهة من قبل أمام نادى الزمالك، بقميص 3 أندية وهي طلائع الجيش وبتروجت والأهلى، وفاز فى مباراتين فقط واحدة بقميص الأهلى فى الدور الأول من النسخة الماضية، وحقق الأحمر الفوز بثلاثية، والثانية بقميص بتروجت، موسم 2013-2014، عندما فازوا بأربعة أهداف مقابل هدفين. وتعادل فى 4 مباريات، وخسر فى 5، واستقبل 17 هدفًا وخرج بشباك نظيفة فى مباراة واحدة.
وتحمل المباراة القادمة بين الفريقين فى الدورى رقم 117 وخلال تاريخ مواجهات الفريقين فى الدورى، نجح النادى الأهلى فى تحقيق الفوز فى 43 مباراة، وكان التعادل حاضرًا فى 47 لقاءً، فيما حقق الزمالك الفوز فى 26 مباراة.
وكان أكبر انتصار فى تاريخ مواجهات الفريقين من نصيب النادى الأهلى عندما حقق الفوز بنتيجة 6-1 فى المباراة التى أقيمت فى 16 مايو 2002. وقد نجح الأهلى فى الخروج بشباكه نظيفة أمام الزمالك خلال مواجهات الفريقين ببطولة الدورى الممتاز على مدار 49 مباراة. كما نجح نجوم الأهلى فى زيارة شباك الزمالك على مدار 145 مباراة، فيما استقبلت شباك الأهلى 100 هدف.