الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

طبيب العيلة..!

طبيب العيلة..!
طبيب العيلة..!


لله فى لله.. زوجتى لا تحب الطبيب.. وتفضل عليه البواب.. هى عملية فوق العادة.. تعرف أن الطريق المستقيم هو أقصر الطرق أمانا.. وبدلا من الذهاب للطبيب وضياع الوقت فى المواصلات ثم الانتظار ساعة وساعتين فى العيادة.. ودفع الفيزيتا بالشىء الفلانى..
ولاحظ أن الأطباء الآن يتقاضون ألف جنيه أتعابا.. بدلا من هذا كله.. تختصر المدام المسافة وتستدعى البواب.. وقد أكسبتها التجربة والغلاء ومغالاة الأطباء.. أكسبتها خبرات إضافية.. فصارت هى والمتعلمة وخريجة المدارس.. صارت مثل خالتى الحاجة.. تتصرف بحكمة ودهاء فى المواقف الطارئة..!
وعندما يقع أحد أفراد العائلة الكريمة فريسة للمرض سواء أمراض الصيف أو أنفلونزا الشتاء.. فهذا يعنى مشوارا للطبيب وأجرة التاكسى ثم أتعاب الطبيب وبقشيش التومرجى.. ثم مشوارا آخر لمعمل التحاليل.. وأتعاب المعمل المضاعفة دائما.. وبقشيشًا لمساعد المعمل.. ثم العودة مرة أخرى للطبيب.. الذى يقلب نتيجة التحاليل مرة أو مرتين.. ثم يكتب الروشتة.. والتى تكون غالبا مطابقة تماما للروشتة السابقة..!
الآن تتصرف زوجتى بحكمة بالغة..!
وإذا أصيبت واحدة من البنات بمغص مفاجئ.. أو زكام حاد.. تنظر زوجتى إلى البنت.. تلاحظها جيدا.. وتحضر ورقة وقلما.. وهات يا كتابة.
بعد ساعة أو ساعتين.. تستدعى الحاج عبده بواب العمارة.. وترسله مع ورقة الملاحظات إلى الصيدلية.. وتقول له البنت عندها كذا وكذا.. هات الدواء!
يذهب الحاج عبده إلى الصيدلية وهناك تتجلى مواهبه الإضافية.. يشرح للصيدلى الأعراض.. ولا ينسى أن يذكر أن سن البنت كذا ووزنها كذا ودرجة حرارتها كذا.. وبعد عشر دقائق يعود وفى يده الدواء.
المثير أن علاج الحاج عبده ينجح غالبا.. فتقوم البنت من فراش المرض وكأن شيئا لم يكن.. بعد أن تكون خطة زوجتى وذكاء الحاج عبده قد نجحا فى توفير فلوس الطبيب واختصار تكاليف التاكسى وعيادة التحاليل وبقشيش الأخ التمرجى الذى يشبه الضريبة المضافة تدفعها صاغرا.. دون أن تعرف أسباب الدفع..!
اشتهر الحاج عبده بين الأقارب والجيران.. وقد صار مرجعا لأمراض العائلة فى الصيف والشتاء.. ولم يكتف وقد صار مستشارا طبيا للجيران وجيران الجيران.. ولم يقتصر دوره على الذهاب إلى الصيدلية بورقة الملاحظات التى تسجلها المدام.. بل تطورت المسألة.. فإذا ما أصابنى مغص حاد.. أو مرض مفاجئ.. فأقوم بوصف ما أعانى منه بدقة وهو يصغى ويتفرج.. ثم يذهب للصيدلية ليعيد وصف وتمثيل ما شاهده بالضبط.. فيتلوى ويسقط على الأرض.. ويضع يده على معدته متألما.. فيعطيه الصيدلى الدواء المطلوب..!
بالتدريج شعر الحاج عبده بعلو المكانة.. فاستبدل الجلابية ببالطو أبيض يرتديه وهو يجلس أمام باب العمارة.. انتظارًا وتحسبًا لحالات الطوارئ..!
وفى الرايحة والجاية.. عند دخولى أو خروجى منها.. أبادره بالتحية: إزيك يا دكتور.. فيرد من طرف مناخيره: أهلا يا حاج..!