الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بأى ذنب احترقوا؟

بأى ذنب احترقوا؟
بأى ذنب احترقوا؟


جاء بيشوى  طبيب الأسنان من محافظة أسوان بحثًا عن عمل أو استكمال رسالة الماچيستير ليواصل نجاحه فى حياته الشخصية وأداء فريضة العمل من أجل وطنه وتكون محطة مصر نقطة الوصل بين ماضيه ومستقبله  ونقطة الانطلاق أيضًا إلى الآفاق أو إلى الموت.. وآلاء رفاعى من مركز الخانكة القليوبية فتاة أو سيدة فى ريعان الشباب ومن فى وضعها الاجتماعى  يبحث عن وسيلة الانتقال الأقل تكلفة والأكثر أمانا فشاء القدر أن تتواجد فى محطة مصر.. والطبيب الشاب أحمد حمدى من المنيا ويعمل بمستشفى بنى سويف هل  جاء لقدره أيضًا ليرقد مصابًا بين الحياة والموت.. وإبراهيم خلف الذى توفى فى المستشفى القبطى من جراء الحروق ويبحثون عن أهله.. نادية صبور وزميلتها وسام حنفى من أعضاء أحد أندية الروتارى جاءتا من أسوان بعد رحلة عمل خيرى فى أسوان  للعودة إلى الإسكندرية  وكانت محطة مصر المحطة الأخيرة فى حياتهما.. مكاريوس راضى الذى كان بالمحطة ولا يعرف أهله هل مات  أو أصيب أو فقد.. وإيڤون عايد بعد أن أضنى ابنتها البحث عنها وُجدت فى مستشفى دار الشفاء فى حالة مستقرة.. والشاب عادل الزينى الذى كان يصارع النيران على سلالم نفق المحطة صاعدًا وهابطًا إلى أن توفاه الله..  الأم وابنتها اللتان  احترقتا وهما  تصرخان أبنائى أبنائى والطفل الذى سقط محترقًا على قضبان السكة الحديد وغيرهم الذين كانوا يهرولون والنار ممسكة بهم والناس يخشون الاقتراب منهم.
كل هؤلاء ظهروا إما فى مشاهد صادمة أو انتشرت صورهم على مواقع التواصل الاجتماعى ليصيب المجتمع فى مقتل.. فالمصريون لم تعد لديهم القدرة على تحمل مزيد من الإهمال والتبلد والفساد والتهاون بقتل العشرات والمئات فى قطاع النقل بكافة أنواعه وعلى رأسه السكك الحديدية التى تخرج علينا كل عام بكارثة يضيع بسببها العشرات والوضع كما هو عليه لا يتغير ولا يتحسن.
إلى متى سيظل المصرى رخيصًا دون ثمن؟ وإلى متى سيدفع الفقراء حياتهم ثمن الفساد وخراب الذمم؟! ستسألون يوم القيامة بأى ذنب قتلوا؟.>