الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

خطة تحركات «جبهة أعداء البابا» فى المهجر

خطة تحركات «جبهة أعداء البابا» فى المهجر
خطة تحركات «جبهة أعداء البابا» فى المهجر


ما زالت تداعيات قرار قبول استقالة الأنبا سوريال من أسقفية ملبورن بأستراليا تسيطر على كنيسة المهجر، فرغم أن قرار نقله للخدمة مع الأنبا سرابيون مطران لوس أنجلوس لم يحدد صفته الجديدة أو موقعه الكنسى، فإن أحد المواقع المحسوبة على الأنبا أرميا الأسقف العام أعلن أنه تم نقله بصفته أسقف مساعد، وأن القرار قوبل بفرحة عارمة من أقباط نيو جيرسى على حد وصف الموقع.
اللافت هنا أن الأنبا سرابيون والمعروف بكبير الكنيسة القبطية فى أمريكا الشمالية، حيث إنه مطران لوس أنجلوس وكندا وأوهايو ويطلق عليه الأقباط «كبيرنا» يظهر دائما مدافعا عن العقيدة والتقليد الكنسى الذى يحرم ترك الأسقف لإيبراشيته ويعتبرها حالة زنى، حيث إن الإيبراشية تمثل زوجة الأسقف، هو نفسه الذى وافق على نقل الأنبا سوريال معه للخدمة، ومن الواضح أنه كان مرتاحا لهذا القرار رغم مخالفته الواضحة للتقليد الكنسى.
الأنبا سرابيون الذى كان يهاجم البابا تواضروس كثيرا، حتى تمت ترقيته مطرانا فأصبح محايدا إلى حد ما؛ منذ أن وافق على نقل الأسقف إليه وكل القنوات المعارضة للبابا تواضروس تحاول إظهار مدى ارتياح أقباط أمريكا بانضمام الأنبا سوريال إليها.
الأنبا سرابيون الرجل المتحكم فى الإعلام الكنسى فى المهجر، حيث يسيطر على قناة لوجوس وموقع مباشر من المقر البابوى من الواضح أنه تحالف مع الأنبا أرميا فى الداخل، وهو الأمر الذى انعكس بدوره على الإعلام الكنسى والمواقع الإلكترونية التابعة لهم فى مصر.
ومن الواضح أن هذا التحالف بدأ يتخذ منحى آخر وهو جمع أكبر عدد من أعضاء المجمع المقدس لتكون هناك جبهة كثيرة العدد، حتى وإن لم تكن قوية ولكنهم يسعون لجمع أكبر عدد من المعارضة الداخلية تمهيدا لتنفيذ مخطط العزل الذين يحاولون تنفيذه منذ فترة ليست بقليلة.
ومن المتداول فى الخارج أن الأنبا سرابيون هو من يقف خلف الشخصية التى كانت تهاجم البابا تواضروس تحت اسم «كاهن من نيوجيرسى»، بالإضافة لعنايته بشخصيات أخرى تهاجم البابا بشكل صريح، ورعايته لهم فى إيبارشيته.
ولذلك عندما أدرك الأنبا سرابيون أن انتقال الأنبا سوريال لن يمر بدون توضيح فقرر أن يغسل يديه، فكتب نفس الموقع الذى كان بالأمس يعلن فرحة أقباط نيو جيرسى بأن البابا تواضروس هو من اضطهد الأنبا سوريال الذى يظهر وهو فى فرحة كبيرة بذهابه لأمريكا، خاصة أن البابا كان يريد أن يضع يديه على مبنى أبورو الضخم وهو الذى تسبب فى رهن بعض الكنائس القبطية هناك.
ونشر الموقع بيانا منسوبا لناشط قبطى بأستراليا يتهم البابا وبعض أساقفة الكنيسة القبطية باتخاذ الكذب سياسة، مدعيا أن عبارة «احترامًا للقوانين الأسترالية» التى جاءت فى بيان البابا تواضروس عارية تمامًا من الصحة، فلم تطالب الحكومة الأسترالية الكنيسة القبطية بمغادرة الأنبا سوريال لأسقفيته أو تعيين آخر، لم تثبت على الأنبا سوريال أى تهمة، رغم التحقيقات التى تمت فى مواضيع الهجرة وحسابات الأسقفية.
الموقع قال أيضا إن ما حدث هو أن مشادة حامية وقعت بين البابا والأنبا سوريال وتراشق بالكلام ورفض الأخير التنازل عن برج أبورو والأرباح التى زادت عن أربعين مليون دولار أسترالى والاستثمارات التى تخص أسقفية ملبورن، انتهت إلى دخول الأنبا سوريال فى اكتئاب حاد وهنا تدخل نيافة المطران الأنبا سرابيون وقال: دى سمعة الكنيسة القبطية وأخد الأنبا سوريال عنده كأسقف مساعد!
ويتضح لنا فى النهاية أن الأنبا سرابيون العابس الدائم والذى لا يحب أن يكون لأحد السيطرة غيره ولذلك يقوم بنقل الكهنة الذين يلاحظ أنهم بدأوا يسيطرون على الأجواء هناك، ويقوم بنقلهم للخدمة فى منطقة أخرى بعيدا عنه؛ يحاول أن يستميل إليه كل من يعارض البابا لتكوين جبهة مضادة له، وذلك إذا وضعنا فى الاعتبار شخصية الأنبا سوريال التى اتضحت أنها هشة جدا، وبالتالى كان يسعى للتخلص من أزمته مع الحكومة الأسترالية.
ويبدو أن البابا تواضروس يعى قوة سرابيون وخطورته، لذلك من ينظر لخريطة أمريكا القبطية سيجد أن البابا يضع أمامه ابن عمه القس يوحنا باقى، وفى الطرف الآخر الأنبا يوسف والذى كان من المفترض أن تتم ترقيته لرتبه مطران مع الأنبا سرابيون إلا أنه تم التراجع عن ذلك فى اللحظات الأخيرة وبدون أسباب واضحة، كما لو أن البطريرك أراد أن يكون سرابيون كبير الأساقفة فى أمريكا أولا وهو شىء له مكانته، ومما يبدو أن سرابيون قد فهم المغزى ووضعها فى اعتباره. 