الشعب يستطيع

رغم الإنجاز الكبير الذى حققته الدولة فى السنوات الأخيرة فى مجال الإعمار والتشييد وتوسيع فرص الاستثمار فى مختلف المشروعات، فإن الحكومة تركت المواطن فريسة سهلة فى براثن التجار والشركات المنتجة للصناعات الثقيلة والخفيفة والغذائية وتزايد جبروت وجشع التجار فى ظل غياب تام لرقابة أو تدخل الدولة، مما قضى  تمامًا على دخول المصريين وتدنى المستوى الاقتصادى لجميع طبقات الشعب بما فيها الجيد والمرتفع اكتشف الناس كم الأرباح الخيالية التى يحصل عليها رجال الأعمال ورجال الصناعة والتجار فى جميع المجالات مستخدمين أساليب الخداع والغش والاحتيال وظهر هذا التجاوز بشكل فج فى قطاع السيارات خاصة بعد تنفيذ اتفاقية الشراكة المصرية- الأوربية فى السلع ذات المنشأ الأوربى وانعكاسها أيضًا على أسعار السيارات الآسيوية أو المجمعة فى عدد من الدول.
ووصلت الأرباح غير المشروعة إلى عشرات الآلاف من الجنيهات فى السيارة الواحدة، بل هناك سيارات تعدت أرباحها المائتى ألف جنيه.
أدرك الشعب أن الدولة عاجزة عن حمايته من هيمنة التجار التى وصلت ذروتها فى قطاع السيارات فبدأت حملة «خليها تصدى» التى انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى وأثارت تفاعلًا شعبيًا وإعلاميًا غير مسبوق وحققت تأثيرًا إيجابيًا، فمقاطعة شراء السيارات أدت إلى انخفاض المبيعات إلى ما يزيد على ٪70‏  ولم تفلح حيلة وكلاء وموزعى السيارات بتقديم عروض ساذجة أو خفض ضئيل فى استمرار مقاطعة السيارات.
ولأول مرة يكتشف المصريون أنهم يستطيعون المواجهة وقادرون على التصدى لأباطرة التجار فى مصر وأن نجاح حملة مقاطعة السيارات قد أدت إلى انخفاض سعر الدولار وأن الإرادة الشعبية يمكن أن تؤثر فى الوضع الاقتصادى لصالح الشعب فانتقلت حملة «خليها تصدى» إلى حديد التسليح وحملة جديدة لمقاطعة اللحوم الحمراء .
بالإرادة والتحمل والنفس الطويل يستطيع الشعب كسر شوكة التجار غير الشرفاء بإعلاء الرقابة والإرادة الشعبية فى ضرب الاحتكار والتلاعب والغش.. وسلم لى على جهاز حماية المستهلك! 