الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

وثائق الصراع الأمريكى فى حوض الكاريبى!

وثائق الصراع الأمريكى فى حوض الكاريبى!
وثائق الصراع الأمريكى فى حوض الكاريبى!


شيئاً فشيئاً، تقدمت الإدارة الأمريكية باستراتيجيتها الجديدة، واستدارت لتصوب نظرها ناحية الجنوب، من أجل ضرب منطقة الحوض الكاريبى، وتقويض أمريكا اللاتينية. وفى الوقت الذى يتعجب فيه البعض مما يحدث فى عدد من دول (أمريكا الجنوبية)، وعلى رأسها «فنزويلا»، وتوالى الأحداث هناك بوتيرة سريعة، يوضح بعض الخبراء، أن هذا ما هو إلا استكمال لاستراتيجية أمريكية قديمة، أعدت مع استراتيجية «تفكيك الشرق الأوسط الكبير».


ويبدو أن مستشار الأمن القومى الأمريكى «جون بولتون»، قد أطلق مشروع الـ«بنتاجون» لتدمير هياكل الدول فى حوض الكاريبى. فحسب الصحفى، والناشط السياسى الفرنسى الشهير «تييرى ميسان»، المعروف بمناهضته لسياسة اليمين المتطرف، فقد أنشأ، وزير الدفاع الأمريكى- آنذاك- «دونالد رامسفيلد» مكتب «تغيير القوة»، فى أعقاب هجمات 11 سبتمبر، والذى تم تعيين الأدميرال «آرثر سيبروفسكى» مديراً له.
المكتب المتهم- الآن- بالإعداد للحرب السورية الجارية والمسئول أيضاً عن عدد من التوترات داخل الشرق الأوسط، تعد مهمته الأساسية هى تدريب الجيش الأمريكى لدوره الجديد فى الحقبة التالية، وهى تغيير الثقافة العسكرية لتصبح مدمرة لهياكل الدولة فى المناطق المستهدفة. ويتم تنفيذ هذه الخطة من خلال عدة مراحل، حيث كان الهدف الأول من هذه الخطة، هو تفكيك «الشرق الأوسط الكبير». أما الهدف من المرحلة الثانية، فهو القيام بنفس المهمة فى منطقة «حوض الكاريبى». وقد صُممت الخطة لتدمير نحو عشرين دولة ساحلية ودولية، باستثناء «كولومبيا»، و«المكسيك».
ثم أضاف « ميسان» الذى اشتهر بكتابه «الخدعة الرهيبة» الذى يشكك فى الرواية الرسمية لأحداث 11 سبتمبر 2001، أنه عندما وصل الرئيس «دونالد ترامب» إلى «البيت الأبيض»، ادعى أنه عارض خطة «سيبروفسكى»، لكنه وبعد مرور عامين، فيما يتعلق بـ(الشرق الأوسط الكبير)، يبدو أنه لم يتمكن- حتى الآن- سوى من منع الـ«بنتاجون»، وحلف الشمال الأطلسى «ناتو» من تسليم بعض الدول بشكل رسمى إلى الجماعات الإرهابية التى يمولونها، ويدعمونها، ولكنه تركهم يتلاعبون بورقة الإرهاب من أجل مصالحهم الشخصية، لكن تظل الحروب مستمرة هناك.
أما فيما يتعلق بمنطقة (حوض البحر الكاريبى)، فقد قام بمنع وزارة الدفاع الأمريكية من شن عمليات عسكرية مباشرة حتى الآن، لكنه غير معروف إن كان سيتركهم فى المستقبل القريب، نظراً لعملية سحب قواته المفاجئ من (سوريا)، وعدد من الدول الأخرى.
على صعيد آخر، فضح تقرير من الأدميرال «كورت تيد»، القائد العام للقيادة الجنوبية للولايات المتحدة، الخطة الأمريكية التى استهدفت (فنزويلا)، منذ فبراير 2018.
كشف التقرير المكون من 12 ورقة، عدداً من الخطوات التى اتخذتها-ولا تزال- الإدارة الأمريكية تجاه الحكومة الفنزويلية.. وكانت أهم أهدافهم وفقاً لنص التقرير، هو: اتخاذ الخطوات اللازمة بأسرع وقت للإطاحة بأيديولوجية «تشافيزوس»، وطرد ممثليها. (التشافيزية، هى فكر سياسى يسارى يجمع بين الاشتراكية، والشعبوية اليسارية، ويهدف للتكامل بين أمريكا اللاتينية، والبحر الكاريبى)، ويتم تنفيذ هذا المخطط من خلال تقويض الدعم الشعبى للحكومة الفنزويلية، وتأجيج الاستياء الشعبى عن طريق ارتفاع أسعار المواد الغذائية، والأدوية، وغيرهما من الموارد الأساسية.
وشدد التقرير على ضرورة إجبار «شافيز» على الوقوع فى أخطاء، تولد مزيداً من عدم الثقة داخليًا، مع استمرار التقليل من أهميته على المستوى الدولى بالسخرية منه، ووصمه كرمزاً للارتباك، وعدم الكفاءة.
كما أضاف أنه يجب وصول عدم الاستقرار الداخلى لمستوى «الحرج»، عن طريق تكثيف تدنى رأس المال فى الداخل الفنزويلى، وتدهور عملتهم، مع استنفاد العملة الأجنبية، مما يؤدى إلى تطبيق إجراءات تضخمية جديدة، تثير حتى المواطنين الذين يدعمون الحكومة. موضحاً أنه من الضرورى جذب الحلفاء المحليين، و«الأشخاص الآخرين، الذين تم إدخالهم من الخارج فى المشهد الفنزويلى»، من أجل توليد الاحتجاجات، وأعمال الشغب، وانعدام الأمن، وزيادة عمليات السرقة، والنهب، والاعتداءات، مما يسفر عن سقوط ضحايا، تتحمل الحكومة الفنزويلية مسئوليتها.
ثم أشار إلى ضرورة وضع خط زمنى سريع يمنع رئيس (فنزويلا) من سيطرته على السيناريو الداخلى..وأنه يجب أيضاً الحصول على دعم سلطات البلدان المجاورة، وهم: (الأرجنتين، البرازيل، كولومبيا، بنما، جيانا)، عن طريق تنظيم عمليات توفر وجود القوات العسكرية، والدعم اللوجيستى من (بنما)، والاستفادة من المطارات، المراقبة الإلكترونية من (كولومبيا)، بالإضافة إلى استغلال «المركز الإقليمى الإنسانى»، التابع لمنظمة «الأمم المتحدة»، لاحتوائه على قاعدة هبوط خاص.
أما النقطة الأهم فى التقرير، فهى اتباعهم لما يعرف باسم «إستراتيجية المعلومات»، والتى ستساعد فى تشويه صورة الرئيس الفنزويلى، والحركة «التشافيزية»، من خلال التنديد الإعلامى، وإدانة النظام، وتسليط الضوء على عدم كفاءة آليات نظم (فنزويلا، وكوبا). بجانب زيادة وسائل الإعلام الخارجية داخل (فنزيلا)، لينشروا رسائلهم على أساس الشهادات. مع ضرورة استغلال جميع القدرات المتاحة، بما فى ذلك شبكات التواصل الاجتماعى، والحرب النفسية التى يشنها الجيش الأمريكى.
وفى النهاية يجب تعزيز طلب إرسال قوة عسكرية، تابعة لمنظمة الأمم المتحدة، بحجة «فرض السلام»!
يعتقد بعض الخبراء، أن زعزعة استقرار (فنزويلا)، والتى بدأت بحركة «جوارمبا» (وهو الاحتجاج الفنزويلى، الذى بدأ عام 2014، بسلسلة من الاحتجاجات، والمظاهرات السياسية، والتمرد المدنى، بسبب ارتفاع مستويات العنف فى المناطق الحضرية، والتضخم الاقتصادى، والنقص المزمن فى السلع الأساسية)، وصولاً إلى الاحتاجات الاخيرة، التى تم تنظيمها منذ 11 يناير الماضى لعزل «نيكولاس مادورو» من الرئاسة، وأزمة الرئاسة الفنزولية، التى تلتها، وتسبب فيها، بل أشعلها عن عمد- إن شئنا الدقة- الرئيس الأمريكى «ترامب»، باعترافه يوم 23 يناير الماضى، أن «خوان جوايدو» رئيس للبلاد، مثير  لغضب مؤيدى «مادورو»، الذىن خرجوا للشوارع لتأييده كرئيس للبلاد، مما أقلق المجتمع الدولى من نشوب حرب أهلية داخلية، سوف تنتهى بعمليات عسكرية تقودها (البرازيل، وكولومبيا، وجيانا) ضد (فنزويلا). وهو أيضاً ما ذكرته الوثيقة السابقة.
وفى هذا السياق، يذكر أن (الولايات المتحدة) وحلفاءها قد نظموا مناورات متعددة الجنسيات، لنقل القوات العسكرية، منذ عام 2017، ولكن الأسباب الحقيقية، التى قد تشعل نشوب حرب بين دول (أمريكا اللاتينية)، فهى عديدة، وفقاً لعدد من المحللين السياسيين.. منها: انتخاب الرئيس البرازيلى، المؤيد للكيان الصهيونى «يائير بولسونارو»، والذى تولى السلطة فى (برازيليا) أول يناير الماضى، وذلك بسبب تعيينه الجنرال «هاملتون موراو» نائباً له، وهو الشخص الذى لعب والده دوراً مهماً فى الانقلاب العسكرى البرازيلى المدعوم من (الولايات المتحدة) فى عام 1964، وأدى إلى الإطاحة بالرئيس البرازيلى -وقتها- «جواو جولار». وقد اشتهر «هاملتون» نفسه بتصريحاته ضد الرئيسين البرازيليين «لويس لولا دا سيلفا، وديلما روسيف»، وإعلانه مرات، أن الوقت قد حان لانقلاب عسكرى جديد فى (البرازيل).
وكان «مادورو» قد أعلن، فى مؤتمر صحفى، فى ديسمبر الماضى، عن معلومات مؤكدة بأن مستشار الأمن القومى الأمريكى «بولتون» يقود الخطة لإطلاق العنان للعنف، والقيام بانقلاب لإدخال حكومة انتقالية فى بلاده، متهماً إياه بمحاولة اغتياله..كما اتهم «بولتون» أيضاً، بأنه يتولى التنسيق بين فريق الرئيس الكولومبى «إيفان دوكى»، ونائب الرئيس البرازيلى. ويُجرى تدريب مجموعة من 734 من المرتزقة فى (كولومبيا)، من أجل القيام بهجوم زائف من قبل (فنزويلا) ضد (كولومبيا)، مما يبرر حرباً عسكرية كولومبية مباشرة ضد (فنزويلا).
أوضح الصحفى الفرنسى فى هذا الصدد، أن الحرب ضد (فنزويلا)، ستكون تحت قيادة العقيد «أوزوالدو فالينتين جارسيا بالومو»، الذى يختبئ، اليوم، بعد محاولة اغتيال الرئيس «مادورو» خلال ذكرى «الحرس الوطنى»، فى 4 أغسطس 2018، مؤكداً أنه يتم دعم هؤلاء المرتزقة من قبل القوات الخاصة، المتمركزة فى القواعد العسكرية الأمريكية فى «توالمايدا» بدولة (كولومبيا)، و«إيجلين» بولاية (فلوريدا).
ويبدو أن السبب وراء كل هذه الفوضى هو غضب الرأسماليين الأمريكيين لأن «مادورو» استمر طوال فترة رئاسته فى التقارب مع (روسيا)، ورحب بقاذفات القنابل الروسية إلى (فنزويلا)، كما وقع عقداً لاستيراد 600 ألف طن من «القمح» للتعامل مع المجاعة فى بلاده. وقبل كل شىء، كان يستعد لاستقبال ستة مليارات دولار من الاستثمارات، بما فى ذلك خمسة مليارات فى قطاع «النفط» وحده. ناهيك عن تولى المهندسين الروس المناصب التى كانت مخصصة للعمال الفنزويليين، ولكنهم تخلوا عنها.>