الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الطقوس السرية لجلسات المزاج الشبابية

الطقوس السرية لجلسات المزاج الشبابية
الطقوس السرية لجلسات المزاج الشبابية


تفاصيل خطيرة كشف عنها المسح القومى للتعاطى والإدمان بين المصريين والذى أجراه المركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية مؤخرا، تتعلق تلك التفاصيل بكواليس العالم السرى لجلسات التعاطى فى مصر.
كشف المسح أن نسب الإدمان بين المبحوثين وصلت 3٫9 ٪، فيما بلغ معدل تعاطى المخدرات بين الطلاب 1٫48 ٪.

تضمن المسح إجراء دراسة موسعة عن ثقافة المخدرات لدى الشباب بالتطبيق على عينة من شباب الأندية الرياضية ومراكز الشباب.
الدراسة كشفت من خلال القضايا التى تم ضبطها أن 51.7 ٪ من المتهمين فى قضايا المخدرات عاطلون و21.8٪ عمال، و2 ٪ من الطلبة وهناك 89 طبيبًا وصيدلىًا متهمون فى هذه القضايا وباقى النسبة يعملون فى مهن مختلفة.
كما كشفت الدراسة أن معدل قضايا المخدرات زادت بطريقة ملحوظة بعد ثورة 25 يناير 2011 وما واكبها من أعمال عنف وهروب عدد كبير من المعتقلين والمجرمين من السجون.
وأوضحت الدراسة أن 72 ٪ من الشباب أكدوا على انتشار المخدرات، وأن المناطق الشعبية والعشوائية تحظى بنسبة 78 ٪ من حيث الانتشار، تليها المناطق الراقية ثم المناطق ذات المستوى المتوسط.
وأكدت على أن 28.6 ٪ من الأسباب التى أدت إلى انتشار الإدمان فى مصر يرجع إلى انعدام الرقابة والتفكك الأسرى و37.4 ٪ أكدوا بسبب أصدقاء السوء و17 ٪ قالوا بسبب انتشار أفكار جاذبة للتعاطى.
وعندما سألت الدراسة الشباب عن التصورات المنتشرة حول فوائد المخدرات كانت بالترتيب: بتعمل دماغ وتنشط جنسيًا، بتخلى الواحد يشتغل لفترات أطول، بتريح الواحد من المتاعب، بتخلى الواحد دمه خفيف ومفرفش، بتخلى الواحد قوى وشجاع و يقدر يعمل أى حاجة.
وانتقلت الدراسة بعد ذلك إلى تصورات الشباب عن الفنانين المدمنين فسألتهم: تعتقد ما هى المبررات لأسباب تعاطى الفنانين للمخدرات؟.
68 ٪ قالوا كثرة الفلوس و26 ٪ قالوا البعد عن الدين الصحيح، و23.9 ٪ قالوا لمجاراة الوسط الفنى وباقى النسبة قالوا تصورهم أنها تساعد على تحمل مشاق العمل.
وانتقلت الدراسة بعد ذلك لتسأل الشباب عن شكل جلسات التعاطى، 80 ٪ منهم قالوا على شكل دائرة والتناول بالدور ثم جاءت النسب بالترتيب: صاحب المخدرات له الأولوية فى الشرب ولا يحق لأى شخص الدخول أو الخروج فى أى وقت واللى سنه صغير يقوم بالخدمة، واللى معهوش فلوس يقوم بالخدمة، واحد يراقب والباقى يشرب.
وأكد 55 ٪ من الشباب ممن أجريت عليهم الدراسة أن صاحب الكلمة فى جلسات التعاطى صاحب المخدرات ثم يأتى بعد ذلك صاحب المكان بنسبة 27.6 ٪ ثم الأكبر سنًا  والأقوى.
وكشفت الدراسة عن مفردات اللغة التى تستخدم داخل جلسات التعاطى وقامت الدراسة بتقسيم المفردات إلى ثلاث فئات:
الفئة الأولى مفردات تشير لطرق تعاطى مخدر الحشيش والبانجو وهى «كانشة- خابور- عزقانه- سمسون- صاروخ- جوان- جوب- باك نير- بيرول».
أما «أنجك» فتشير لتعاطى الهيروين.
والفئة الثانية مفردات تشير لأسماء المخدرات وهى «بني- شكولاتة- قرش- وقية- صوباع- عمود- كابتشينو» هذه المسميات تشير لمخدر الحشيش و«باكتة- عرتوجي- بانطه- أخضر» تشير إلى مخدر البانجو، أما «فراولة- تيمو» فمسميات تشير لمخدر الترامادول، بينما «كوكا» تشير لمخدر الكوكايين و«بي- بيسه» تشير لمخدر الهيروين.
والفئة الثالثة وهى مجموعة من المصطلحات تشير لبداية التعاطى وشعور المتعاطين بعدها فكلمات: «اضرب- مساء الخير- ضبط نفسك- صبح صبح- اصطباحة- مسيلى على نفسك- بوس ودوس» كلها مصطلحات تشير لبداية عملية التعاطى وبعدها «مهيس- مسقط - مهرتل» تشير للشعور الذى ينتاب المتعاطى بعد عملية التعاطى.
وأثارت هذه المفردات اللغوية الغريبة لدى من قاموا بهذه المصطلحات ومن أين جاءت وتم سؤال الشباب من أين جاءوا بهذه المصطلحات قالوا عرفوها من الأفلام والمسلسلات.
وهذا يعنى التأثير الكبير على الشباب بالدراما التليفزيونية والسينمائية التى تتناول هذه القضية كفرص معالجتها، إلا أنها فى الحقيقة تنقل معلومات دقيقة عن أبعاد الظاهرة بكل تفاصيلها، الأمر الذى يترتب عليه تأثير الشباب بها وربما يدفعهم الفضول وحب الاستطلاع للتعرف عليها وأيضًا تنبيه للغة الدارجة فيها واستخدامها فى مفرداتهم اليومية للتعامل مع بعضهم البعض، وتشير معرفة الشباب لمفردات اللغة المتداولة أثناء جلسات التعاطى إلى انتشار تلك اللغة ومفرداتها بين الشباب وأثناء ممارسة السلوك اليومى.
وعندما سألت الدراسة الشباب عن سبب استخدام هذه اللغة فى جلسات التعاطى قال 50 ٪ منهم علشان محدش يفهمهم ونوع من الروشنة ثم جاءت باقى النسبة علشان يختلفوا عن الناس وعلشان يعبروا عن أنفسهم وبتقرب بينهم أكثر وكنوع من الإبداع.
والغريب أن الدراسة عندما سألت الشباب عن حالة المتعاطين بعد جلسة التعاطى قال 62.3 ٪ منهم: الناس مش دارية بحاجة «أنهم تعاطوا» ويوجد ثقل فى اللسان واحمرار فى العين.
أما أماكن تعاطى المخدرات 40 ٪ قالوا فى الأماكن المهجورة والمقاهى،  ثم جاءت بعد ذلك النسب بالترتيب داخل السيارات والشقق المفروشة والمصايف والقرى السياحية وفوق السطوح وفى أى مكان آخر وقال 7 ٪ منهم يتم تناول المخدرات فى النوادى ومراكز الشباب.
والغريب أن 80 ٪ قالوا إن الأفراح أهم المناسبات التى يكثر فيها التعاطى،  ثم يأتى بعد ذلك الحفلات «المهرجانات» ثم الإجازة والعطلات.
وانتهت الدراسة مؤكدة لتحقيق المواجهة المتكاملة لخفض الطلب والعرض على المواد المخدرة وبناء جيل صلب قادر على مواجهة مشكلاته لابد من إحداث تغير فى الرؤية المرتبطة بالمواجهة، فتعاطى المواد المخدرة وإساءة استخدامها قد يكون عرضًا لمرض اجتماعى أو  رغبة فى تغيب الوعى للهروب من مشكلات أكبر، لذا يتطلب الأمر أن تكون طرق المواجهة أكثر فاعلية وشمولية وتستثمر فيها طاقات الشباب فى إطار البرنامج الوقائى ووجودهم كطرف فاعل فى التخطيط لسبل المواجهة باعتبارهم الفئة المستهدفة، ويمكن هنا الاعتماد على الشباب كمتطوعين من كوادر وزارة الشباب والمؤسسات الأهلية وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى ومتطوعين من المراكز الشبابية والأندية الرياضية لتنفيذ الاستراتيجية التى صاغها صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى لمواجهة تلك الظاهرة.>