رسام بـ«أى حاجة»!

رحمة سامي
عبقرية الفن فى سهولته، لكن لا يقدر عليه الجميع، واللمسة التى قد تبدو بسيطة للبعض تكتشف أن بها قدرا كبيرا من الإبهار هذه الحالة تجدها عند الفنان محمد وحيد صاحب الـ28 عامًا.
«وحيد» قرر أن يصنع من الفن حياة، فهو يرى كل شىء أمامه مادة تستحق أن تكون لوحة فنية، انطلاقًا من كونه رسامًا محترفًا قادرًا على صنع البهجة فهو يحوّّل الملابس لوجوه شخصيات عامة، ويصنع من قشر المكسرات وجهًا لمقدمة برامج ساخرة، ويصنع من قشر الفاكهة وجه فنانة عالمية، ومن الخضار رسم لنا الفرعون المصرى محمد صلاح.
يقول وحيد: «لم أكمل دراستى، لكن حصلت على الثانوية العامة، وسافرت وعملت بالخارج، فقد كنت بحاجة إلى الانطلاق وإظهار ما بداخلى، لكن الآن عدت إلى الدراسة لأن الناس فى مصر لا تعترف إلا بالشهادة الرسمية، حتى لو كان معى 100 موهبة، والآن أعمل جرافيك ديزاينر فى شركات دعاية كبيرة، بجانب دراستى الخاصة، حتى أكون مكتملًا.
بعد رسمته الشهيرة لكوكب الشرق أم كلثوم تحول «وحيد» لأن يصبح حديث الإعلام والسوشيال ميديا.
يقول «محمود وحيد»: إن موهبة الرسم بدأت معى منذ الصغر، وتحديدًا فى المرحلة الابتدائية، خاصة أننى كنت أرسم بشكل مختلف، والجميع كان يُلاحظ الفارق فى الرسم بينى وبين زملائى، وبعد إشادات من أهلى والمدرسين، بدأت الاهتمام بالرسم، وبالطبع كنت أعمل على تطوير نفسى، رغم أن الدراسة أوقفتنى فى مرات كثيرة، لكن بعد مرحلة الثانوية، أصبح لدى وقت كثير جدًا، فتابعت الكثير من الفنانين، خاصة الأجانب، وتابعت كل ما له علاقة بالفن.
وأضاف «وحيد» أنه لم يدرس الفن أكاديميًا، لكن كل ما فى الأمر أنه اجتهد ذاتيًا فى الرسم حتى وصل إلى مرحلة جيدة من الواقعية فيه تجعل الناس لا تصدق ما تراه.
التخلى عن الرسم بالورقة والقلم لم يكن سهلًا، ويقول بعد تفكير كبير ومتابعة: بدأت أسأل نفسى: «ليه مرسمش بماتريال مختلف عن الورقة والقلم والألوان، وبالفعل بدأت التحدى، وتجاربى كانت كثيرة،رسمت بالشخبطة والألوان، لكن لم أصل لمرحلة الانبهار، وبعد 3 سنوات من التجربة والمحاولات، كنت جالسًا فى غرفتى، والملابس كانت فى كل مكان، فقررت ترتيب غرفتى، ومن مشهد الملابس على الأرض جاءت فكرة استخدام الملابس فى الرسم واستخدمتها كعلبة ألوان على الأرض.
وتابع: «أول صورة رسمتها بالملابس كانت صورتى وأخذت منى 4 ساعات، وكنت حابب أجرب فى نفسى الأول، وبعدما انتهيت منها ترددت فى نشرها، خاصة أن الصورة لا بد أن تبقى فى مستوى مرتفع لتظهر، وعندما نشرتها وجدت ردود فعل كثيرة، جعلتنى انبهر بما صنعت خصوصًا أنه كان عملًا مميزًا، حصل تفاعل ومشاركة للصورة كبيرة جدًا.
وأكد وحيد أنه بعد صورته التى رسمها بالملابس طالبه البعض برسم شخصية معروفة، ولم أجد أفضل من السيدة أم كلثوم باعتبار أن تأثيرها لا يزال ممتدًا رغم رحيلها منذ نحو 44 عامًا، والصورة أخذت منى 3 أيام متصلة.
وأضاف: «بمجرد نزول الصورة تفاعل مع الناس على حسابى الرسمى بمواقع التواصل الاجتماعى، وخلال 3 أيام وصلت إلى 16 ألف لايك، وألف شير وكله بدأ يسألنى: «إزاى عملت كده».
«أم كلثوم» كانت البداية، وثانى رسمة كانت عبدالحليم، ومنير، والرئيس السادات، وفضلت أكمل رسومات بالملابس حتى شعرت أن الناس تعودت عليها، وذهب الانبهار عنهم، ووجدت التفاعل يقل تدريجيًا، قررت أقدم شيئًا آخر على نفس القدر بشكل مختلف، وكانت أول خطوة فى هذا الاتجاه رسم سعاد حسنى باللب، كما رسمت بقشر اليوسفى المغنية أدل، ومحمد صلاح لاعب ليفربول الإنجليزى والمنتخب الوطنى بالخضار وأبلة فاهيتا بالمكسرات، وأم كلثوم بالذرة المشوى والموز، ورسمت الأميرة ديانا بالخيط، والفنان أحمد حلمى بالعيش، وكل ما يقع تحت يدى كنت أرسم به وأصبحت الفنان الذى يرسم بأى شىء فى يده وخرجت بره الصندوق.>