الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

القاهرة بوابة دول القارة لأوروبا

القاهرة بوابة دول القارة لأوروبا
القاهرة بوابة دول القارة لأوروبا


تعود مصر لرئاسة الاتحاد الإفريقي بعد غياب 26 عاما، لتضع حجرا جديدا فى البناء أفريقيا لتكون قارة الاستقرار والازدهار، بدفع عجلة التنمية والرعاية الصحية والقضاء على الأمراض.
صالح هابيمانا سفير رواندا بالقاهرة، أكد أن أبناء القارة السمراء يثقون فى رئاسة مصر من أجل زيادة التبادل التجارى والاقتصادى بين الدول الإفريقية، وتشجيع الدول الأعضاء فى الاتحاد الإفريقى على إجراء الإصلاحات اللازمة من أجل إفريقيا أكثر تكاملا وازدهارا وعدالة، وحل مشكلات الدول الإفريقية وفى مقدمتها التصدى للإرهاب واستقلال القرار الإفريقى.
وقال في حواره مع «روز اليوسف»، إن مصر بذلت جهودا كبيرة فى الماضى لتحرير القارة من الاستعمار والآن هى تعود إلى قارتها الإفريقية، وهناك العديد من أوجه التعاون بينها وبين جيرانها، مشددا على أن رئاسة الاتحاد الإفريقى  ستفيد مصر كثيرا فى تفعيل دورها الريادى فى محيطها الإفريقى، ليكون لها صوت قوى داخل القارة، كما أنها ستكون معبرا للتجارة الخاصة بإفريقيا الى أوروبا والعالم العربى.
وإلى نص الحوار:

 كيف تقيم نشاط رواندا خلال فترة رئاستها للاتحاد الإفريقى؟
- من أبرز الإنجازات التى تحققت خلال رئاسة رواندا للاتحاد الإفريقى رفع طموحات أبناء القارة الإفريقية وتوحيد صفوف القادة والزعماء الأفارقة، فلأول مرة فى تاريخ الاتحاد الإفريقى تحقق الميزانية السنوية للاتحاد استقلالية من دون دعم خارجى  بالاعتماد على مواردها الذاتية، من خلال عملية التمويل الذاتى للاتحاد بنسبة 50 %،  وكانت هناك تحركات عديدة من ضمنها التوقيع على معاهدة منطقة التجارة الحرة الإفريقية القارية والبروتوكول الملحق بمعاهدة تأسيس المجموعة الاقتصادية الإفريقية المتعلق بحرية حركة الأشخاص  وحق الإقامة  وحق التأسيس وذلك في كيغالي في شهر مارس الماضي، وسوف يتم تفعيله قريبا من أجل مزيد من التكامل القاري وتعزيز التجارة الإقليمية والنمو الاقتصادي، كما تم إطلاق سوق النقل الجوي الإفريقي الموحدة حتى تنافس القارة الإفريقية القارات الأخرى لأنها تملك الكثير بطاقاتها البشرية ومواردها وسمائها، ولذلك أقول وبكل ثقة نستطيع القول إن «إفريقيا قادمة».
 كيف تستفيد إفريقيا من رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى ؟
- الاتحاد الإفريقى مؤسسة تعمل وفق آليات من أجل إعداد البرامج والأجندات الخاصة بها وتنفيذها وتفعيل التوصيات المتفق عليها بين القادة والرؤساء الأفارقة، وبالتالى يصبح دور الدولة التى تتولى رئاسة الاتحاد دورا رياديا ويقع على كاهل رئيسها مسئولية تنفيذ الأجندات بتحريك قادة القارة ودفعهم للعمل على ذلك، ومصر ورئيسها عبدالفتاح السيسى أجدر من يقوم بهذه المهمة، ولذلك نتوقع منها ومن زعيمها الكثير فهى قادرة بثقلها التاريخى والإقليمى على تحقيق أهداف وطموحات القارة ومتطلبات شعوبها، ولذلك أقول إذا كانت رواندا الصغيرة التى عمرها 25 عاماً بعد الحرب الأهلية التي راح ضحيتها نحو مليون شخص وقضت على موارد البلاد،  نجحت بقدر الإمكان فى جمع القادة والأفكار والطموحات والشعب الإفريقى فكيف بمصر الكبيرة والعظيمة والتى يعود تاريخها لسبعة آلاف سنة وكانت موجودة فى سنوات الاستقلال السياسى للقارة كقائدة ورائدة ومحركة لهذه الحركات وها هى الآن تعود من جديد لأخذ زمام المبادرة لتحرير إفريقيا اقتصاديا.
ومن ضمن البروتوكولات الموجودة حاليا للاتحاد الإفريقى تفعيل العلاقات الإفريقية - الأوروبية وطبعا مصر ستساهم فى ذلك بشكل كبير من خلال موقعها الجغرافى كبوابة وجسر إفريقيا إلى أوروبا عبر المتوسط، كما تتطلع شعوب إفريقيا إلى توطيد علاقاتها بالعالم العربى عبر مصر التى تمثل بوابة وجسرا لإفريقيا عبر البحر الأحمر إلى دول الخليج والعالم العربى ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها ومن ثم  فمصر لديها مسئولية لتفعيل الطموحات الإفريقية ونحن جميعا سوف نتكاتف معها لبناء إفريقيا التى نريدها.
 ما هو المطلوب من مصر خلال فترة رئاستها للاتحاد ؟
- الملفات السياسية ذات الصلة بالسلم والأمن فى القارة، وأبرزها مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة من ضمن الأولويات التى تتصدر أجندة الاتحاد الإفريقى، لاسيما بعد أن أصبحت الدول الإفريقية عرضة لاستقبال الحركات المتطرفة نتيجة الإرث الاستعماري والعوامل الداخلية الأشد تأثيرا في انتشار التنظيمات الدينية المتطرفة بأفكارها الهادمة المنتشرة فى ربوع القارة من مقديشيو إلى سيناء وحتى رواندا نفسها التى عانت كثيرا من الإرهاب وعمليات التطهير العرقي التى جرت في عام 1994 عندما شن القادة المتطرفون في جماعة الهوتو حملة إبادة  جماعية ضد الأقلية من قبيلة توتسية،  وقتل ما يقارب من مليون شخص وتعرضت مئات الآلاف من النساء للاغتصاب خلال فترة لا تتجاوز 100 يوم، وبالطبع مصر لها خبرة فى مكافحة هذه الجرائم لأنها دولة قامت على التفاهم والعيش السلمى بين المواطنين،  فهى دولة لا تفرق بين المسلم والمسيحى يعيش فيها كل البشر على اختلاف ألوانهم ومللهم وتاريخها شاهد على ذلك.
 هل تتوقعون أن تصبح رئاسة مصر باب الحسم فى معركة إفريقيا مع الإرهاب؟
- بخلاف تاريخها، مصر لها تجربة ومعركة خاصة بجهود وطنية خالصة، وهو ما يجعلها أكثر قدرة على مساندة دول القارة ونقل استراتيجيتها فى التعامل مع هذا الملف الشائك، كما أنها تشترك مع أشقائها وتتشابه معهم فى الوعى بطبيعة المنطقة وظروفها، ولذلك ستقدم المزيد من الدعم لدول القارة فى معركتهم ضد الإرهاب.
 كيف تستفيد مصر من رئاستها للاتحاد ؟
- مصر سوف تستفيد كثيرا من أهداف التكامل الاقتصادى ومعاهدات التجارة البينية والسوق الإفريقية الحرة لأن هذه المعاهدات تصب فى صالح الدول المنتجة والدول المستهلكة فى القارة  على حد سواء، ومصر دولة منتجة سوف تربح ليس فقط على المستوى الاقتصادى ولكن على مستوى التقارب الثقافى والشعبى وأن يكون لها صوت داخل إفريقيا وفى نفس الوقت سوف يستفيد منها المواطن الإفريقى لأنه يشترى من قارته ومن أبناء قارته الذين يتشابه معهم فى الظروف والعادات والمصير المشترك دون الحاجة للبديل الغربى الخارجى الذى قد يفرض شروطه ويسبب له مزيدا من الإشكاليات فيما يتعلق بالثقافة والتقاليد وطريقة العيش، فعلى سبيل المثال عندما نتطرق لطريقة عيش وحياة أبناء شعوب حوض النيل وهم 11 دولة سنجد أنهم يشتركون فى السلوك اليومى والمزاج وطريقة التعامل وهذا وحده كفيل بحدوث التقارب الثقافى والشعبى بين مصر وجيرانها الأفارقة.
 ماذا تتوقعون من مصر خلال 2019 ؟
- نتوقع من مصر مواصلة جهودها لإيجاد حلول لهموم الأفارقة وبناء إفريقيا التى نريدها،  إفريقيا القادرة التى تعتمد على نفسها فى ميزانيتها السنوية لتحريك الاتحاد الإفريقى وأنشطته الداخلية دون الاعتماد على الخارج الذى يفرض برنامجه ويملى شروطه للتأثير على القرار الإفريقى، لذلك نتوقع منها دعم الإصلاح المالى والمؤسسى للاتحاد ودعم استقلالية الميزانية بما يؤدى الى استقلالية القرار الإفريقى ودعم برلمان عموم إفريقيا ومحكمة العدل الإفريقية  وفتح الحدود وتفعيل معاهدات إنشاء منطقة السوق الحرة  والتجارة البينية بين دول القارة.