الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

داعش.. يتجه إلى العراق!

داعش.. يتجه إلى العراق!
داعش.. يتجه إلى العراق!


تطورات سريعة حدثت خلال الأسابيع القليلة الماضية فى المشهد السورى، خاصة بعد الإعلان المفاجئ للرئيس الأمريكى «دونالد ترامب»، بسحب القوات الأمريكية من الأراضى السورية الشهر الماضى. ومنذ ذلك الوقت بدأ إرهابيو تنظيم «داعش» يحاولون العبور إلى الأراضى العراقية!
حالة من الجدل تعيشها المنطقة السورية- العراقية، ومن يتورطون معهم فى القتال ضد التنظيمات الإرهابية.. وذلك لأنهم كانوا حذرين من فكرة إيقاظ الخلايا الإرهابية النائمة، لإعادة تشكيل نفسها من جديد لتعود إلى المناطق، التى تنسحب منها القوات الأمريكية داخل (سوريا)، ولكنهم فوجئوا بأن الحدود العراقية، هى التى تشهد محاولات متزايدة لاختراقها من قبل «داعش»!
العقيد «صالح اليعقوبى» ضابط بقوات حرس الحدود العراقى قال، إن: «عادة ما نرى هؤلاء على الحدود بشكل يومى. وإذا كانوا مسلحين، فإننا نضربهم بالقوة الكاملة». وفى الوقت نفسه، تقوم قوات «الحشد الشعبى»، (وهى مجموعة من الوحدات الشيعية المدعومة من دولة (إيران)، وتتعاون مع الجيش العراقى)، بدوريات على الحدود العراقية فى جنوب قاعدة «القائم» العراقية، التى تبعد قرابة 470 مترًا عن موقع «داعش» الأخير فى دولة (سوريا).
ويذكر أن قوات «الحشد الشعبى» قد أحبطوا- منذ أيام- هجومًا خطط له «تنظيم الدولة الاسلامية فى العراق والشام»، الشهير بتنظيم «داعش»، ضد قوات الأمن هناك فى إحدى القرى على الحدود العراقية السورية، مما أسفر عن مقتل وإصابة 43 إرهابياً. وقال قائد عمليات «الحشد الشعبى»، حينها، إن: «المدفعية العراقية استهدفت بؤرة تجمع مسلحين من «داعش» فى قرية (باغوز) على الحدود العراقية السورية، بعد تلقى تقارير استخباراتية عن مؤامرة قام بها هؤلاء المتطرفون لمهاجمة قوات الأمن، غربى (الأنبار قاسم مصلح)».
مجموعة الجماعات المسلحة على جانبى الحدود العراقية- السورية ألمحت إلى احتمالية استفادة الإرهابيين من الانسحاب الأمريكى الوشيك من أجل عودتهم مرة أخرى. وعلق «اليعقوبى» على الانسحاب المفاجئ، بأنه قد يؤثر سلبا عليهم بنسبة 100%، ولكنه أكد أنهم مستعدون لحماية الحدود، سواء كانت قوات التحالف موجودة فى الأراضى السورية أم لا.
ولكن، لا يزال غير معروف سر اتجاه «داعش» ناحية (العراق)، تزامناً مع الانسحاب الأمريكى فى (سوريا)، لأنه من المفترض –وفقاً لما هو معلن بأن القوات الأمريكية تحارب «داعش»- بأن تكون خطتهم العودة للأراضى السورية بعد الانسحاب الأمريكى الذى سيجعل الساحة السورية خالية لهم.
ولكن من الضرورى الإشارة فى هذا السياق، إلى أن الرئيس الأمريكى -خلال زيارة «أعياد الميلاد» إلى قاعدة جوية أمريكية بالقرب من قاعدة «القائم»- أكد أنه رغم إعلان الحكومة العراقية النصر على «داعش» قبل أكثر من عام، فإن القوات الأمريكية ستبقى فى البلاد، والحجة «مراقبة «إيران»، لتكون سببًا فى استمرار وجود «الولايات المتحدة» فى «العراق»، وهو ما يشير إلى ان تغير استراتيجية «داعش» واتجاهها ناحية «العراق» قد يكون حجة أقوى مما قالها «ترامب» فى استمرار القوات الأمريكية داخل الأراضى العراقية.
يذكر أنه يوجد ما يكفى من أدلة، ووثائق مسربة أشارت إلى سيطرة «الولايات المتحدة»، وحلفائها على الجماعات الإرهابية، واستخدامها لمصالحها الخاصة.. وكان آخرها، ظهور دليل جديد يؤكد تعاون تنظيم «القاعدة» أيضاً فى «سوريا» مع «واشنطن»، منذ عام 2012.. حيث نشر موقع «ويكيليس»- منذ أيام- رسائل بريد إلكترونى لـ«جيك سوليفان»، نائب وزير الخارجية الأمريكية لشئون المنظمات الدولية سابقاً، والذى يشغل- حاليًا- منصب مدير التخطيط السياسى الأمريكى، وهى الرسائل التى كان «سوليفان» قد أرسلها إلى وزيرة الخارجية الأمريكية –فى ذلك الوقت- «هيلارى كلينتون»، يعترف فيها، بأن: «تنظيم «القاعدة» موجودة إلى جانبنا فى دولة (سوريا)».
رسالة البريد الإلكترونى، الذى تم إرسالها إلى «كلينتون» من إحدى إدارات مركز المعلومات، فى يوم 12 فبراير 2012، تضمنت تحديثًا عن العنف الأخير، الذى وقع حينها، والتصريحات التى أدلى بها زعيم تنظيم «القاعدة»، «أيمن الظواهرى«. فكتب «سوليفان»: «الظواهرى» يحث على دعم المسلمين للمعارضة.. حيث وجه زعيم تنظيم القاعدة دعوة إلى المسلمين فى «تركيا» ومنطقة «الشرق الأوسط» إلى مساعدة قوات المتمردين فى قتالهم ضد أنصار الرئيس السورى «بشار الأسد» فى تسجيل فيديو داخلى».
وبالعودة لتوجه «داعش» ناحية «العراق»، فقد اتهم قائد قوات «الحشد الشعبى» فى لواء «الطفوف»، «أحمد نصرالله» القوات الأمريكية، بأنها تساعد التنظيم الإرهابى، وتستهدف فى أحيان كثيرة منظمة «حزب الله» الإيرانية، (وهى واحدة من ست وحدات تعمل فى «الحشد الشعبى»)، نظراً لأن الإدارة الأمريكية تعتبرها حركة إرهابية. قائلاً: «الهجمات تأتى من اتجاه الأمريكيين أكثر من أى وقت مضى.. وإن هدفهم من وراء ذلك هو زعزعة استقرار المنطقة، حتى يمكنهم تبرير وجودهم المستمر هنا».
كما صرح مصدران فى قوات الأمن العراقية، رفضا ذكر اسميهما، بسبب عملهما جنباً إلى جنب مع القوات الأمريكية، بشكل مستقل، بأن (الولايات المتحدة) تطلق النار من حين لآخر على قوات «الحشد الشعبى»، بادعاء أنها تتحرك فى مناطق غير مصرح بها.
لا يعانى مما يحدث سوى الجيش العراقى، الذى أوضح أنه فى غياب الاتصال المباشر بين «الحشد الشعبى»، والقوات الأمريكية، فإنه يضطر للعمل كوسيط، من أجل حماية أمنه القومى، ويمرر المعلومات حول تحركات القوات لتجنب المواجهات بين الطرفين، موضحين أنها ترتيبات غير فعالة، وتكون عرضة للأخطاء، وتعرقل تبادل المعلومات حول وجود مقاتلى «داعش».
وأوضحت تقارير أخرى أن الخلايا النائمة للتنظيم الإرهابى بدأت فى شن هجمات بمحيط قاعدة «القائم»، ضد قوات الأمن، ومعظمها يحدث فى الأراضى، التى تسيطر عليها قوات «الحشد الشعبى».>