الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ومتى نحتفل قوميا بإحسان عبدالقدوس؟!

ومتى نحتفل قوميا بإحسان عبدالقدوس؟!
ومتى نحتفل قوميا بإحسان عبدالقدوس؟!


صورة الأديب الإنجليزى الأشهر شارلز ديكنز تزين العملة الإنجليزية.. جنبا إلى جنب الملكة إليزابيث.. تعبيرا عن تقدير الدولة والمجتمع والملكة شخصيا للأديب الذى أثرى الوجدان وعبر عن هموم المواطن الإنجليزى الغلبان والمطحون..!

عندنا لا نكرم المبدعين بما يليق.. وقد مرت الذكرى المائة لميلاد إحسان عبدالقدوس منذ أيام.. ولا حس ولا خبر.. مع أن إحسان بالذات من رواد التنوير الذين تصدوا للجهل والإرهاب الفكرى والدينى.. وأخشى أن أطالب بتكريم المبدعين عندنا من عينة نجيب محفوظ وطه حسين وحسن فتحى ومحمود مختار ويحيى حقى والعقاد وتوفيق الحكيم ومحمود سعيد والسنباطى ويوسف إدريس وآدم حنين.
أخشى أن أطالب بوضع صورهم على العملة المصرية.. حتى لا يقوم السادة الموظفون بوضع صورة البيه الوزير.. ولنا سوابق فى الطبل والزمر وتكريم الحكام!!
فى سويسرا يضعون صورة المثال والنحات والمصور ألبرتوجاكوميتى على المائة فرنك.. على اعتبار أنه الفنان السويسرى الأشهر فى العالم.. وفى فرنسا فإن الفنانة القديرة والمعتزلة برجيت باردو هى ماريان فرنسا.. أو المرأة المعبرة عن المجتمع الفرنسى.. ويضعون صورتها على الميداليات وطوابع البريد.. رغم اعتزالها منذ عشرات السنين.
أقصد أن دول العالم تكرم الأدباء والمبدعين والفنانين.. يفخرون بإنجازاتهم وينسبون حضاراتهم إلى إبداع المبدعين الذين يحتفظون بذكراهم إلى الأبد.. وهناك ينظمون الزيارات والرحلات لبيوت كبار الأدباء والفنانين والتى تحولت إلى متاحف تماما كما نقوم نحن بزيارة الأهرامات والمعابد فى بلادنا.. وهى ليست رحلات للفرجة فقط.. ولكنها رحلات للشراء والتسوق.. شراء التذكارات والهدايا والصور والملصقات والكتب والتماثيل وتحقق الزيارات دخلا لا بأس به لحركة السياحة فى البلد الذى يحتفى برموزه!
فى فرنسا.. تحول فيكتور هوجو المؤلف الفرنسى العظيم إلى رمز.. وتحولت شخصيات مؤلفاته إلى عرائس تباع بالشىء الفلانى.. بل إن روايته الأشهر أحدب نوتردام قد خلدت تماما كنيسة نوتردام فى قلب باريس.. وهناك ينظمون الرحلات السياحية وتقوم أفواج الزائرين بزيارة الكنيسة التاريخية التى خلدها فيكتور هوجو.
وفى بريطانيا يقتطع السائح من وقته يوما كاملا للذهاب إلى مقاطعة يوركشاير للذهاب إلى ستراتفورد مسقط رأس أمير الشعراء وليم شكسبير.. ويذهب السائحون إلى هناك للتمتع والفرجة والمطالعة والتثقف وشراء الهدايا والتعرف عن قرب على وليم شكسبير وزيارة منزله والذى تحول إلى متحف يضم متعلقاته وأدواته الشخصية.. ثم فى نهاية المطاف حضور عرض مسرحى لأحد أعمال شكسبير تقدمه فرقة صغيرة فى بلدته!
وفى إسبانيا.. وفى قرية نيوتو فاكيروس الأندلسية جنوب مدينة غرناطة.. يحتفلون بالشاعر المسرحى الإسبانى الأشهر فيدريكو جارسيا لوركا.. الذى ولد بالقرية ويخصصون بيته الصغير ليكون متحفا يضم كل متعلقاته الشخصية!!
لا أعرف والحال كذلك لماذا لا نحتفل بفنانينا وشعرائنا وكتابنا الكبار.. والقائمة طويلة ومكتظة باللامعين.. وكيف تمر ذكرى ميلاد إحسان عبدالقدوس المائة ولا نحتفل بالمناسبة احتفالا قوميا. ولا أحمل الدولة وحدها المسئولية.. وهناك العشرات من المؤسسات تتحمل ذلك.. بما فيها عائلات المبدعين.. وهل تجرؤ على مطالبة عائلة إحسان عبدالقدوس بالتنازل عن مقتنياته الخاصة.. لصالح متحف يضم اسمه وأعماله؟!
وحتى نجيب محفوظ نحتفى به على استحياء بفضل الخواجة نوبل الذى أعطاه الجائزة.. ولو لم يحدث ربما لاقى مصير توفيق الحكيم الذى لا يذكره أحد.. كالعقاد ويوسف إدريس وطه حسين.. والذين لا تقل إنجازاتهم عن إنجاز محفوظ!
طيب بذمتك كم شارعا بالجمالية يحمل اسم نجيب محفوظ.. وكم متحفا هناك يضم شخصيات محفوظ الروائية الشهيرة.. مثل أمينة وسى السيد وياسين وحميدة والجبلاوى وزيطة صانع العاهات!!