الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الوعد المشئوم

الوعد المشئوم
الوعد المشئوم


دار الفلك بالعرب دورة كاملة خلال قرن واحد، فإذا هم حيث كانوا فى مثل هذه الأيام من  القرن الماضي، كانت أقطار مشرقهم تحاول الاستفادة من انهيار السلطة العثمانية نهاية الحرب العالمية الأولى للخروج إلى رحاب استعادة الهوية القومية، إلا أن بريطانيا كانت قد استبقت نهاية الحرب فأعطت بلسان وزير خارجيتها اللورد بلفور وعدًَا  للحركة الصهيونية بقيادة هيرتزل بإقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين على حساب أهلها العرب بحقهم التاريخى فى وطنهم عبر القرون الماضية.
 لم يعرف العرب آنذاك بهذا الوعد إلا مع انفجار روسيا بالثورة البلشفية التى أقامت الاتحاد السوفيتى وفضحت  العرب عموما وبريطانيا خصوصًا بكشفها عن تلك الوثيقة السرية البريطانية. اليوم وبعد الوعد المشئوم ومعاهدة (سايكس بيكو) نرى لمنطقة  المشرق العربى خريطة جديدة تتوسطها إسرائيل كقوة عظمى تتناثر  من حولها مجموعة من الدول العربية المنهكة إلى حد التمزق، ولم يعد القرار فى شئون العرب دولاً وشعوبًا قراراً عربيًا، حيث بات الوطن العربى ممزقًا ما بين (الدول التابعة)  بمعظمها للغرب وفى بعض الحالات لنوع من التحالف و التواطؤ الدولى فى غياب أصحاب الشأن.. ولعبة المصالح (التى حلت محل الاستعمار القديم) هى التى تحكم مواقع النفوذ، فتعطى الغرب الغنى بالقيادة الأمريكية الحصة العظمى وباتت إسرائيل وريثة للاستعمار الغربى وفوضت إلى ذاتها بالرعاية الأمريكية القرار فى الشأن  العربى ولم يعد القرار دولاً وشعوبًا قرارًا عربيًا من اليمن حتى المغرب، تتوزع الولاءات بين الولايات المتحدة وبعض عواصم الخبرة الدولية..بريطانيا وفرنسا، بينما شعوب المنطقة تائهة عن مستقبلها. هذا فى الوقت الذى يتباهى فيه رئيس حكومة الكيان الصهيونى بأن معظم العواصم العربية مستعدة لاستقباله وجاهزة لقبول سفارات  الكيان فيها. تسقط سهوا من القاموس السياسى العربى كلمة (فلسطين) وإن حضر تعبير (السلطة الوطنية) التى لا سلطة لها حتى على شرطتها. يمارس جيش العدو الصهيونى كافة عملياته القذرة بقتل المجاهدين والأطفال التى ارتفع عددهم اليوم إلى 57 طفلا منذ بدء الانتفاضة الأخيرة بغزة وأصبح خبر قتلهم على مدى  الساعة أمرًا روتينيًا بالنسبة للعالم. أين الوطن العربى  الذى حلم به العرب بعد تخلصه من السلطة العثمانية، دول عربية عديدة تكاد تندثر أو تفقد دورها نتيجة الحروب فيها وعليها والباقى معطل الدور أو عاجز عن القيام بمتطلباته الثقيلة التى ستلزمها بالتصادم  مع المصالح الأمريكية. ومع ذلك من واجبنا اليوم مازال هنا أمل، ذلك بألا يفوتنا الوقت بالعودة إلى الجذور والانتماء والاحتماء فى  حضن الوطن القومى العربى فهو الأسلم من حليف ورطهم فى قتال إخوتهم وعندما تحققت له أهدافه وتأمنت مصالحه تركهم فى العراء بلا غطاء.. أفيقوا يرحمكم الله  تحيا مصر 