الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تاريخ الحرب والسلام فى ثلاثية المتاحف

تاريخ الحرب والسلام فى ثلاثية المتاحف
تاريخ الحرب والسلام فى ثلاثية المتاحف


ليبقى التاريخ شاهدًا على مآثره وإنجازاته، ولتعرفه الأجيال القادمة بأنه بطل الحرب السلام، تخلد 3 متاحف حياة الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، الأول فى مسقط رأسه بقرية ميت أبو الكوم، والثانى فى القرية الفرعونية بالجيزة، والثالث فى مكتبة الإسكندرية.
«روزاليوسف» تسلط الضوء على هذه المتاحف التى ترسم حياة الرئيس الأسبق وتضم مقتنياته.

1 - متحف ميت أبو الكوم


استراحة «الرئيس»، أو دار السلام كما أطلق عليها فى المنوفية تحولت إلى متحف بعد وفاته، فكانت مزارًا دائمًا لجميع سفراء دول العالم والشخصيات السياسية البارزة، الذين حرصوا على لقاء السادات فى منزله الذى تم تأسيسه فى 1962، ليتحول إلى متحف خاص باسمه فى التسعينيات.
وضعت لافتة على المنزل مكتوب عليها «دار السلام»، وعند الوصول إليه تجد صورة كبيرة للسادات، وبعد الانتقال إلى مدخل المتحف تجد عشرات الصور التى تجسد حياته فى المنوفية.
استراحة ميت أبو الكوم ليست أول منزل عاش فيه السادات، بل هناك المنزل الذى وُلد وعاش فيه مع أسرته، وبعد انضمامه للضباط الأحرار فكر فى التواجد فى مكان أقرب على الطريق الخاص بـ «ميت أبو الكوم»، فاشترى 8 قراريط، ليشيد ذلك المنزل الذى انطلقت منه جل إن لم يكن كل قرارات السادات.
سامح الشحيمى المسئول عن متحف ميت أبو الكوم يقول: إن الاستراحة الخاصة بالزعيم الراحل محمد أنور السادات تحولت إلى متحف فى 1996، لكن البداية أنه بعد استشهاد الرئيس الأسبق عرضت أسرته المنزل للبيع واشتراه «محمد أنور عصمت السادات»، وبدأ يفكر فى تأسيس مكان يحضر عشاق السادات لزيارته فى مسقط رأسه، فكان هذا المنزل.
«الشحيمى» أضاف: «التخطيط العمرانى للمنزل تم على أعلى مستوى، إذ حرص السادات على وجود مضيفة خاصة فى منزله بالمقدمة للاستقبال وكان يجلس بها ومعه العمدة للاستماع لشكاوى الفلاحين، لأنه كان يريد الحفاظ على صورة الابن البار فى عين أهل ميت أبو الكوم.
الغرفة الذهبية
أطلق اسم الغرفة الذهبية على الغرفة التى تحوى مقتنيات قيمة تتعلق بالرئيس الراحل، فى مقدمتها مصحفه الذى حفظ منه القرآن وهو ابن 9 سنين على يد شيخ قريته، بالإضافة إلى الكرسى الذى كان يجلس عليه أثناء قراءة القرآن، وفى بداية الغرفة 3 عباءات خاصة بالرئيس الراحل، من بينها العباءة البيضاء الشهيرة التى كان يرتديها فى المناسبات واللقاءات الإعلامية الشهيرة، وهناك مرآة فى الغرفة نظرًا لأنه كان يُحافظ على أناقته التى جعلته مصنفًا ضمن أشيك رؤساء العالم.
يلفت الانتباه أثناء التجول فى الغرفة الذهبية، الفاترينة الخاصة بالنياشين المصنوعة من الفضة والذهب الخالص، وهى النياشين التى أُهديت إلى الرئيس فى فترة حكمه، بالإضافة إلى صور موثقة وضعت داخل الغرفة لبدلة الاغتيال والتى ارتداها فى العرض العسكرى الأخير فى السادس من أكتوبر 1981 وتم نقل البدلة الأصلية إلى مكتبة الإسكندرية.
تميزت الغرفة بوجود ركن خاص وضع فيه أطباق الطعام المُدون عليها صُنع فى مصر، إذ كان يحرص الرئيس الشهيد على تناول الطعام فى أوانى مصرية خالصة الصنع، ويقدم فيها الطعام للزائرين، كما عرض فى نهاية الغرفة أكثر من بدلة عسكرية لكل بدلة مناسبة مميزة للرئيس الراحل. وعرض فى جانب آخر الكشاف والبطارية اللذان كان يستخدمهما فى حالة انقطاع التيار الكهربائى،  والمنديل القماش الخاص به والبايب الشهير، وعدد من الساعات الخاصة به وكان معظمها منقوش عليها آية الكرسى،  وعدد من علب الدخان الخاصة بـ «البايب» وعلب الورنيش الخاصة بالأحذية، ولأن السادات كان يرتدى فى القرية الجلباب فقط بين أهله، عرض فى الغرفة عدد من الملابس التى كان يرتديها بين سكان بلدته، وعدد من الأحذية والملابس الخاصة به فى المنزل وسجادة الصلاة، ومعهما الراديو الخاص به والمسجل لسماع الأغانى لأنه كان من عشاق صوت أسمهان.
ملحق بالمتحف حديقة بها تمثال مميز للرئيس الراحل، وكان يقضى بها بعض أوقاته وتم تسجيل معظم اللقاءات الإعلامية الشهيرة له فى ذلك المكان الذى لازال يحتفظ برونقه حتى الآن.
يفتح المتحف أبوابه أمام الزوار بالمجان، ويحضر إليه زيارات من الجامعات والمدارس، ورجال السياسة ومشاهير المجتمع العاشقين للرئيس الراحل.


 2  - الزعيم فى «الفرعونية»


هنا متحف السادات..بهذه اللافتة تعرف أن القرية الفرعونية بالجيزة تضم متحفًا للرئيس الأسبق أنور السادات يضم محتويات نادرة.
إنجى الفرماوى مسئول العلاقات العامة بالقرية الفرعونية قالت إن المتحف يستقبل عشرات الرحلات أسبوعيًا، خاصة من طلاب المدارس الذين يوثقون معلوماتهم من هنا، وهذا المتحف أنشىء فى 2003، ورغم ذلك فإن الزيارات كثرت فى الفترة الأخيرة مع اقتراب مئوية الرئيس السادات.
«الفرماوى» أضافت: «هناك حفاوة شديدة نجدها من زوار المتحف بالمكان، ويشهد عليها شهاداتهم فى مدونات الزوار، فالرسائل تعبر عن حالة حب عامة له، وهناك من يلقبه بالزعيم العربى الخالد، وهناك من يلقبه بخير من أنجبت مصر، وهناك آخر من أطلق عليه ابن البلد الأصيل، وكان دفتر الرسائل المكتوبة متنوعًا ما بين سكان مصر من كبار وشباب وأطفال ومن زوار من خارج مصر من دول عربية وأوروبية. وتابعت: «فى بداية متحف القرية الفرعونية صورة مرسومة للسادات بالزى العسكرى،  والسيدة جيهان السادات أحضرت ملابس الرئيس السادات هنا ومقتنياته النادرة المتنوعة، وكان لها الفضل فى ظهور المتحف للنور، وهو مقسم إلى أجزاء تبدأ الزيارة بالجزء العائلى أو أسرة «السادات»، من خلال صور وكانت أولها صورة نادرة للمنزل الذى ولد فيه، وصور مع أحفاده وأبنائه وزوجته فى منزله وصور زفافه مع السيدة جيهان السادات.، كما يعرض المتحف صورًا له فى الكلية الحربية مع بناته وأزواجهن، والصور تجسيد مرتب لمراحل حياته فى فترات زمنية متنوعة.
الجزء الثانى فى المتحف للمقتنيات الشخصية للرئيس السادات التى تبرعت بها السيدة جيهان السادات وأحضرتها إلى هنا مثل العباءة الخاصة به والبدل الشخصية سواء العسكرية أو المدنية، والنظارة الشخصية له فى القراءة وكتب مفضلة له وأحذية وكرافتات.
الجزء الثالث، يجسد حياة السادات السياسية وهو الجزء الأكبر، ويصف حياته كأحد الضباط الأحرار فى ثورة يوليو، ثم رئيس تحرير لجريدة الجمهورية بعد إصدارها فى إعلان الجمهورية بعد الثورة، ومن عام 1954 حتى عهد الرئيس الراحل عبد الناصر ترتيب المناصب التى تولاها، مثل رئاسة مجلس الشعب ونائب رئيس الجمهورية 1969.
وعرض صور أخرى للرئيس السادات فى إعلان الاستفتاء عام 1970 وتوليه حكم مصر كرئيس بشكل رسمى ،بالإضافة إلى صور متنوعة له مع رؤساء العالم والقيادات البارزة فى فترة حكمه حتى عام 1981 الذى اغُتيل فيه، وصور المفاوضات السياسية مثل كامب ديفيد وغيرها من المفاوضات الهامة البارزة فى تاريخ مصر فى عهد الرئيس الراحل، وصور لخطابات الكنيست الإسرائيلى.
الجزء الأخير فى المتحف كان من نصيب «النصب التذكارى» للجندى المجهول ونموذج لبانوراما حرب 6 أكتوبر، وأهم نقطة هى تحرير سيناء من خلال مجسم فى المتحف لعرض تفاصيل الحرب أمام الزائر.
 وقالت «إنجى الفرماوى»: «مساحة المتحف تزيد على 100 متر والزوار من جميع دول العالم خاصة الدول العربية فى المقدمة والإقبال يكون كثيفًا فى ذكرى 6 أكتوبر خاصة أن المتحف هو الوحيد بالقاهرة والجيزة.
وعن زيارة عائلة السادات، أكدت «إنجى الفرماوى»، أنهم حضروا معظمهم فى عام 2003، وكل عام تحضر السيدة جيهان إلى المتحف مرة واحدة للاطمئنان على تفاصيله، كما أننا نتواصل معها لإرسال كل جديد ووصف حالة المتحف واهتمام الزوار به وتعليقاتهم على المكان بشكل دائم.


3  - متحف الإسكندرية


تضم مكتبة الإسكندرية متحفًا للرئيس الأسبق أنور السادات افتتح رسميًا فى 2009 على مساحة 250 مترًا، يتعرف فيه الزائر على جوانب حياته من خلال مجموعة من المقتنيات الفريدة التى أهدتها زوجته جيهان السادات لمكتبة الإسكندرية.
فى بداية المتحف يقدم للزائر وجبة دسمة متكاملة العناصر عن حياة القائد الراحل من خلال فيلم تسجيلى يبرز حياة السادات فى قريته ميت أبو الكوم وصولًا إلى حكم مصر فى 1970 وحتى اغتياله 1981، والمادة المسموعة والمرئية رصد كامل لحياته قبل الاطلاع على مقتنياته. ويحتوى العرض على خطابات الرئيس السادات بصوته، وله فيديوهات له وهو يقرأ القرآن الكريم بصوته، كما يوجد جانب للنياشين والأوسمة وتمثال خاص به فى منتصف المتحف، بالإضافة إلى عدد كبير من البدل العسكرية والمدنية، بالإضافة إلى عرض «عصايتين» كان يستخدمهما فى السير والاتكاء عليهما، ونماذج للجلباب الذى كان يرتديه فى قريته بالإضافة إلى «البايب» الخاص بالتدخين الذى اشُتهر به السادات، كما يعرض المتحف مكتبة السادات الخاصة، ومكتبه الخاص وعرض للكتب المفضلة إلى قلبه وعدد كبير من الكتب التى أهُديت له.
وينتقل الزائر ليتوقف عند الأدوات الشخصية للرئيس فى جانب آخر من المتحف المنسق، ليجد مجموعة من أوراقه الخاصة وخواطره المتعلقة بالدين والوطن والحب وتؤكد أن السادات كان مثقفًا وعاشقًا للوطن بخط يده.
وكما يعرض المتحف خطابًا نادرًا من الرئيس الأمريكى جيمى كارتر بخط اليد إلى السادات عام 1978 ووثائق تخص حرب أكتوبر، وهناك أيضًا ساعة يده التى حفر على ظهرها آية الكرسى ملطخة بالدماء حتى الآن، كما اختتم المتحف صورة للرئيس الراحل وهو مبتسم وكأنه يؤكد الرضاء الكامل على رحلته التى يجسدها المتحف.