الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الهيمنة الإسرائيلية

الهيمنة الإسرائيلية
الهيمنة الإسرائيلية


التطورات الأخيرة فى المنطقة العربية كشفت ما كنا نعرفه عن اتصالات إسرائيلية نوعية مع عدد من الدول العربية كانت تتم فى السابق دون الإعلان عنها عبر جميع وسائل الإعلام.
هذه الاتصالات جعلت من إسرائيل دولة مطمئنة، حيث تستفرد بالملف الفلسطينى وفرض أمر واقع على الشعب الفلسطينى الذين يعانون من انكشاف استراتيجى زادت حدته مع الربيع العربى،  بينما زادت إسرائىل من صلفها اتجاه الشعب الفلسطينى مواصلة عدوانيتها تجاه الشعب المغتصب أرضه فأقامت السور الواقى وقامت بموجبه بالاحتلال المستمر لأرض ومصادرة أراضيه وزيادة بناء المستوطنات اليهودية وتجاهلت البحث فى أى مبادرة سلام عربية.
فهى ليست فى حاجة لها، إنها تدرك جيدًا المشهد العربى تجاه كل خروقاتها، ذلك لأن عددًا من الأنظمة العربية لا تمانع من التنسيق معها دون أن يتم حل القضية المركزية التى كانت تجمعهم على طريق التحرير والنضال حتى ولو بالاستجابة للحد الأدنى من المطالب المشروعة للشعب الفلسطينى.
إسرائيل أدركت المشهد وهى تتصرف وفقًا لفهما مما مكنها من تحقيق اختراقها وقامت بالزيارات العلنية لبعض العواصم العربية أو بالعلاقات السرية التى أجرتها مع البعض ما هو إلا قمة الجليد الذى سرعان ما يتهاوى ليظهر أن هناك أمورًا كثيرة ربما لا نعرف عنها وقد يكشف عنها لاحقًا.
هذا التطبيع العلنى والتنسيق السرى لا يتسق مع الموقف العربى الجمعى الذى يطالب إسرائيل بالانسحاب إلى خط الرابع من يونيو 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، إسرائىل لا ترى أن العرب ليسوا بجادين فى مطالبهم بحق الشعب الفلسطينى بأرضه ودولته ذلك طالما أنها تجدهم يهرولون لإقامة علاقات ويقابلهم الرؤساء بالحفاوة التى لا يستحقونها.
يخرج علينا نتنياهو السفاح بعد زيارته لسلطنة عمان ليعلن أن هذه الزيارة تأتى فى توطيد العلاقات مع إمارات الخليج العربى ثم يضيف بحماسة، إن أبواب العالم العربى باتت بأكثريتها مفتوحة للصلح دون أن تكلف إسرائيل بالانسحاب أو التنازل عن ما صار عليه الأمر الواقع على الأرض والرضوخ لما تطرحه أمريكا من صفقات مشبوهة، وكأن إسرائيل ولاية أمريكية قوية مزروعة فى الوطن العربى لتبدل من طبيعته وهويته لا أهل له ولا هوية لا فى الماضى أو الحاضر ولا مستقبل له إلا بالقرار الإسرائيلى، حيث هو القرار الأمريكى،  السؤال أين سوف ينتهى العرب؟ وإلى ماذا ستنتهى دولهم المقتتلة بعضها البعض وتمزيق دولها واستنزاف ثرواتها بالابتزاز والاستغلال للأزمات التى تتعرض لها دولنا؟
أفيقوا يا عرب. 