الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الكنز «رزق الله»

الكنز «رزق الله»
الكنز «رزق الله»


على مدار أربعين دورة، قام مهرجان القاهرة السينمائى بتكريم الكثير من الشخصيات السينمائية فى مصر والعالم، ولكن يبقى التكريم الخاص جدًا الذى جاء هذا العام لـ«يوسف شريف رزق الله» هو الأرق والأقرب لقلب أى عاشق مصرى أو عربى للسينما العالمية.. السبب بمنتهى البساطة أن «رزق الله» -قام بأكثر من عمل بمهرجان القاهرة - كان ينتقى لنا الأفلام التى نراها،  حيث شاهدنا من ذوقه الرفيع عشرات وربما مئات من الأفلام.. وليس على مستوى رواد المهرجان فقط، وإنما أيضا على مستوى جمهور البيوت الذى جذبته ودأب وعشق الأفلام الأجنبية التى كان يختارها للعرض فى البرنامجين الأهم فى تاريخ التليفزيون المصرى،  نادى السينما وأوسكار.
وبعيدًا عن اختياراته الرائعة وذوقه الذى لا مثيل له، بل بعيدا  أيضا عن رؤيته الثاقبة فى نوعية الأفلام التى يعرضها للجمهور سواء من خلال البرنامجين أو فى المهرجان، فالميزة الأهم فى «رزق الله» والتى يدركها جيدا عشاق السينما العالمية، هو أنه موسوعة تسير على قدمين. موسوعة تضاهى وربما تتفوق أحيانا على موسوعات السينما المقروءة والمسموعة والمرئية، فما أن تنطق أمامه اسم أى فيلم، نجم، مخرج، منتج أو أى فنان تجده فورا يمنحك ما لا تتوقعه من معلومات، بالنسبة للأجيال التى سبقت الإنترنت ومحرك البحث google وبعض المواقع مثل wikipedia وimdb كان «يوسف شريف رزق الله» هو كل هؤلاء – وبدون إطراء زائد - أحيانا كثيرة يكون أفضل من كل هؤلاء.. وأفضل أيضا من لقب «يوتيوب الجيل السابق» الذى أطلق عليه.
الغريب فى سيرة «يوسف شريف رزق الله» أنه رغم تفوقه الدراسى،  حيث كان من أوائل الجمهورية فى الثانوية العامة، ودرس العلوم السياسية.. إلا أن شغفه بالسينما كان أكبر من أن يكون جزءا فى حياته وليس كل حياته.. ومنذ بدأ عمله بالتليفزيون المصرى فى السبعينيات وبعيدا عن مراقبته وتحريره ورئاسته لنشرات الأخبار ولقناة إخبارية ورغم المناصب العديدة التى تولاها فيما بعد .. إلا أنه دائما ما كان يسعى لأن يفسح لعشقه الحيز الأكبر من حياته وعمله، مجهوده وأمواله الخاصة.. وياله من سعى أسعد المئات من عشاق الفن السابع لأنه منحهم ساعات طويلة من متعة المشاهدة وكنوز المعرفة والمعلومات. وكأنهم (على بابا) عندما فتح المغارة فوجد« ذهب وياقوت ومرجان».. لكننا فى مغارة «رزق الله» نجد أفلامًا ونجومًا وأخبارًا وحكايات.. لذلك «نحمدك يا رب» أنك جعلتنا نعيش فى زمن «يوسف شريف رزق الله».