الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

رزق الهبل على مراكز الاستطلاع..!

رزق الهبل على مراكز الاستطلاع..!
رزق الهبل على مراكز الاستطلاع..!


تحبكها مراكز استطلاع الرأى عند الخواجات.. فلا تضع فى عينها حصوة ملح لتختار ما يبهج البيه المسئول.. عند اختيارها لشخصيات العام فى مجالات الفن والرياضة والسياسة والأدب.. مراكز استطلاع الرأى عند الخواجة محايدة.. لا تطبل للوزير والمسئول.. وتقاريرها تفتقد للفلفل والشطة التى نعرفها فى بلادنا النائمة فى العسل..!

وذات يوم وقبل سقوط مبارك بأيام قليلة.. اختار مركز استطلاع رأى تابع للحكومة.. اختار مولد فريدة ابنة جمال مبارك.. على اعتبار أنه أهم حدث خلال العام المنصرم 2010.. مؤكدا أن المصريين تعاملوا مع مولد فريدة باعتباره حدثا قوميا يستحق الاحتفال.. والخيبة أن مركز الأبحاث الملاكى.. نشر تقريره الصادم فى اليوم التالى لتفجير كنيسة القديسين.. وهو الحدث الذى هز مشاعر كل المصريين.
فى بلاد الخواجات استطلاعات الرأى علم له قواعد وأصول.. ويصرفون المليارات على تلك الاستطلاعات.. ويوظفون أساتذة الجامعات والباحثين والسياسيين.. والرئيس الأمريكانى كارتر يعمل شخصيا فى أحد مراكز البحوث.. وهناك مراكز البحوث قيمة وسيما بحق وحقيقى.. وفى أمريكا كلها لا يوجد سوى مركزين أو ثلاثة لقياس الرأى العام.
فى بريطانيا وفرنسا.. معاهد قياس الرأى تتبع الجامعات مباشرة.. ويشرف عليها أساتذة متخصصون.. ويعتمدون عليها فى اختيار القيادات والكوادر فى العديد من المواقع.. خاصة فى المواقع الإعلامية.. والمذيع الذى تشير الاستطلاعات أنه يحظى بالإقبال الجماهيرى الكبير.. هو الذى يختارونه للظهور فى فترات الذروة.. ويتقاضى الشىء الفلانى.. والمسألة لا تخضع لمزاج البيه المدير.. وفى فرنسا تمثل استطلاعات الرأى حدثا مهما فى سوق الإعلانات.. ولاعب الكرة المعتزل زين الدين زيدان هو النجم الأول هناك.. سواء وهو لاعب بالمنتخب الفرنسى.. أو حين اتجه لمجال التدريب.
وفى فرنسا أيضا يختارون كل عام.. وطبقا لاستطلاعات الرأى.. يختارون النجمة الأولى التى تحتل صورتها العملات التذكارية.. كواجهة لفرنسا كلها.. وبرجيت باردو فى سالف الأيام احتلت لسنوات طويلة المركز الأول.. قبل أن تزيحها كاترين دينيف.. ثم صوفى مارسو بعد ذلك.
عندنا وحيث البساط أحمدى.. وقد دهنا الهوا دوكو وخرمنا التعريفة.. فلا داعى للتحبيك وقطع الأرزاق.. والمجاملة تدخل فى اختيار الكوادر الإعلامية بما يعنى أن الأجور والمرتبات تخضع لعمليات تقييم مستمرة.. طبقا لاستطلاعات الرأى.. وتتم المنافسة.. ويجتهد المتفوق ليحتل الواجهة وينافسه المتنافسون.. بما يعنى أن الفرصة سانحة لاكتشاف وجوه وكوادر جديدة ومتفوقة.. طبقا لاستطلاعات رأى حقيقية يشارك فيها الرأى العام.
عندنا المسألة تخضع للشطارة والفهلوة.. والمسألة سهلة.. لا تحتاج سوى لسكرتيرة شاطرة.. وشقة صغيرة.. وسعادتك تكتب خطابا لحضرة المسئول الفلانى.. تهنئه بالعام الجديد.. وتبشره باختياره كأحسن مسئول فى استفتاء عالمى.. شارك فيه 7 ملايين و858 ألف مواطن.. ولن يراجعك أحد.. وسوف يسارع حضرة المسئول بنشر الخبر المثير فى صورة إعلان فى الجورنال مع صورته الكريمة.. وتنهال برقيات التهانى على حضرة المسئول الذى لن يمانع فى الاشتراك فى الاستفتاء القادم نظير كام ألف دولار.. ورزق الهبل على كرم سيادته..!
طبعا لن يقتصر الاستفتاء على اختيار مسئول واحد.. وهناك أفضل جريدة.. وأوسع جريدة.. وأضيق جريدة.. وأحسن مسئول.. وألمع مسئول.. وعميد المسئولين.. واضرب كام ألف دولار لكل مسئول فى العديد من الدول العربية.. واحسب المكاسب والأرباح على مهلك..!
كل عام وأنتم بخير.. وجميع مراكز الأبحاث واستطلاعات الرأى فى العالم كله تستعد الآن.. وبمناسبة قرب نهاية العام.. تستعد لإجراء استطلاعاتها.. وعندنا سوف تستعد مراكز الفهلوة لنشر استطلاعاتها أيضا.. حول أفضل فنان وأحسن فنانة والمسئول المهم والمسئول الأكثر أهمية.. ولن تحتاج سوى مكتب صغير وسكرتيرة شاطرة.. ورزق الهبل على حضراتكم! 