الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«محمد حفظى » : لسنا مهرجانا «سياسيا» وهناك «تنمر» ضدنا!

«محمد حفظى » : لسنا مهرجانا «سياسيا» وهناك «تنمر» ضدنا!
«محمد حفظى » : لسنا مهرجانا «سياسيا» وهناك «تنمر» ضدنا!


يبقى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى رغم كل ما يمر به من أزمات وما يعانيه من مشاكل، هو المهرجان الأهم فى مصر. والأهمية هنا ليست فقط لأنه المهرجان الرسمى للدولة أو المعترف به دوليا، ولكن أيضا لأنه أصل وأساس كل المهرجانات التى أقيمت بعده فى مصر.
عندما أنشأ «كمال الملاخ» هذا المهرجان قبل 42 عاما، ورغم بساطة وتواضع البدايات إلا أنه كان يلقى دعمًا كبيرًا من كل الفنانين والمثقفين فى مصر، والأهم أنه كان يلقى إقبالًا جماهيريًا كبيرًا.. كان المهرجان فى سنوات شبابه وتألقه برعاية العبقرى «سعد الدين وهبة» – الرئيس التالي لـ«الملاخ»- يحقق ويصيب أهدافه بـ«شطارة» ما زالت تحسب لـ«وهبة» حتى الآن.. استطاع أن يجذب الكثير من أهم فنانى ونجوم السينما العالمية، نال الصفة الدولية، كانت أفلام المهرجان التي تطرح في دور العرض السينمائى تحقق أعلى الإيرادات.. إذا تحدثت إلى أحدا ممن عاصروا المهرجان فى هذه السنين ستجده دائما يقول عبارة:نعم، شاهدت هذا الفيلم فى مهرجان القاهرة.. من هنا كانت أهمية هذا المهرجان، الذي بدأ يتهاوى شيئا فشيئا عندما وضع فى منافسة مع مهرجانات أخرى، لدرجة تجعلك تتساءل: هل المهرجان ضعيف فعلا أم أن التوقعات المنتظرة منه كبيرة جدا؟
فى هذا الملف نحاول اكتشاف المزيد عن الدورة الأربعين التى حاولنا وضع كواليسها وأهم ما ينتظرنا فيها بين يدي القارئ.
روزاليوسف
بعد عام من ميلاد «محمد حفظى»، أقيمت الدورة الأولى من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى سنة 1976، وفى العام الـ42 للمهرجان وفى دورته الأربعين، بعد إلغائه فى 2011 و2013 يأتى «حفظى» كرئيس للمهرجان ليستكمل مشوار سابقيه.. هذا الأربعينى المفعم بالحيوية والأحلام، ربما يكون هو الأصغر عمرًا وليس خبرة والأكثر معرفة وليس شهرة.


 ولكن هل يتغلب الشاب الطموح على مشاكل المهرجان المزمنة؟ هل يتمكن «حفظى» من منح «القاهرة» قبلة الحياة؟ هل يصل المهرجان - الذى أرهقت أزماته أجيالاً - لسن الحكمة فيهدأ ويعقل؟.. هذا ما حاولنا معرفته ونحن على بعد أيام قليلة جدا من حفل الافتتاح.
>فى البداية ما المعوقات التى تمكنت من التغلب عليها وما الذى لم تستطع مواجهته من أزمات؟
- كانت هناك أزمة فى الميزانية التى لم تكن لترضى طموحنا، خاصة هذا العام بعدما دخل مهرجان «الجونة» على الساحة فأصبح هناك نوع من الترقب والضغط على مهرجان القاهرة، فما الذى سيفعله «القاهرة» مقارنة بـ«الجونة»؟.. من هنا كان لا بُد أن نحقق شيئًا على نفس المستوى، حتى فيما يخص التسويق والحفلات، وطبعًا الأهم هو الجانب الفنى والذى رغم تمتع مهرجان القاهرة به فى السنوات السابقة لأنه يمتلك إدارة فنية جيدة، فإنه لم يكن يوجد تسويق جيد للأفلام المعروضة، كذلك صعوبة وصولنا لاتفاقيات تخص الأفلام المهمة التى تتسابق عليها المهرجانات الأكبر -ليس تاريخيًا- ولكن ماديًا، مثل دبى الذى يستحوذ على الأفلام الأهم على مستوى العالم، ومؤخرًا أيضا الجونة، فكان التفكير فى كيفية المنافسة على عرض الأفلام المهمة وكيف سيتاح لنا فرصة عرضها الأول على مستوى العالم العربى أو الشرق أوسطى أو حتى العالمى، وهذا تمكنّا من تحقيقه إلى حد كبير هذا العام، بعد مواجهة صعوبات فى عدم توافر التسويق الجيد بسبب غياب التغطية الإعلامية العالمية، أو توافر جوائز مالية أو الدعم، وهذه الأسباب كانت تجعل أصحاب الأفلام ليس لديهم الدافع للمجىء إلى القاهرة بدلا من دبى مثلاً.
> لكن فى السنوات الأخيرة أصبح هناك تحجيم للمهرجانات فى العالم العربى؟
- صحيح، ولكن ستجدين أنه عندما توقف (أبوظبى) بدأ (الجونة)، (دبى) أصبح كل عامين، ولكن (مراكش) موجود، لكن بالتأكيد (دبى) خفف المنافسة، ورغم حزنى الخاص على هذا المهرجان الذى كان يوفر فرصة كبيرة للسينمائيين العرب بالالتقاء بصناع السينما العالمية بسبب السوق الضخمة التى كانت تنظمه. وقد حاولنا أن نفعل هذا فى «القاهرة» من خلال أيام القاهرة لصناعة السينما.
> كم وصلت الميزانية الأخيرة، من دون الرعاة؟
- الميزانية الرسمية التى حصلنا عليها من وزارة الثقافة 16 مليونًا، وهذا ما وعدت به وكنت أعرف منذ البداية أنها لن تكفى، فكنت أريد الوصول لـ 40 وبالفعل وصلت لـ37 تقريبًا.. منها 15 مليونًا دعم مادى مباشر من الرعاة.. والباقى جاء فى صورة دعم تسويقى مثل الدعاية والإعلان أو الحفلات، وهذا الرقم 37 مليونًا كان لدىّ شك فى الوصول له.
>قلت إن «سميح ساويرس» تبرع للمهرجان بـ 2 مليون، ألم يكن من الممكن أن يسبب ذلك حرجًا فى أن الجهة المنظمة لمهرجان منافس تمنح تبرعًا لمهرجان الدولة؟
- أولاً التبرع ليس من مهرجان الجونة، التبرع من مؤسسة ساويرس، بهدف رغبتهم فى التأكيد على أن مهرجان الجونة ليس ضد القاهرة.. وأن المنافسة شريفة، نعم عائلة ساويرس هى التى تقيم مهرجان الجونة، لكنها فى الوقت نفسه عائلة ثرية تدعم أنشطة أخرى.
> ولماذا لم يشاركوا كرعاة؟
- أردت ذلك وأخبرتهم أننى سأضع اللوجو الخاص بالمؤسسة، ولكن «سميح ساويرس» رفض وسألنى عما أحتاجه، فأخبرته أننى أريد شراء شاشات عرض وتجهيزات تقنية للمسرحين الكبير والصغير.. فجاء تبرعه لتوفير ذلك.
> تهتم كثيرًا بالتقنيات وجودة وسائل العرض فى حين يعانى المهرجان من العديد من المشاكل؟
- التقنيات من أهم وأساسيات المشاكل، فكى أتمكن من إحضار أفلام مهمة لمخرجين كبار يجب أن أضمن لهم أن تعرض أفلامهم بشكل جيد مثل المهرجانات الأخرى.. وإلا لن يقبلوا الحضور، وهذا بالنسبة لى أهم من دفع مقابل مادى للضيوف كى يأتوا.
> بمناسبة الضيوف، كيف كانت صفقة حضور «رالف فاينس»؟
- لا توجد صفقة.
>ألم تكن لديه شروط؟
 - لا، أبدًا، فقط طلب أن يسافر درجة أولى ويسكن فى الفندق الذى يريده هو والفريق الذى يصاحبه.
> ألم يحصل على مقابل مادى؟
- لا.
> ولكن هذا كان يحدث أحيانًا مع الضيوف الكبار؟
- كان الرعاة هم من يدفعون للضيوف.
> والرعاة هذا العام لم يدفعوا له؟
- لا، لأننى بشكل شخصى لا أحبذ هذه الفكرة، وأشعر أنها تقليل من قيمة المهرجان، فالمهرجانات الثرية التى ليس لديها تاريخ هى التى تدفع مقابل مادى للضيوف كى يحضروا.
> ماذا عن المقابل المادى للأفلام المعروضة؟
- بعض الأفلام تعدى المقابل المادى لعرضها الألف دولار أو يورو.. وبعض الأفلام التى دعونا مخرجيها أو أحد صناعها للحضور لم يطلبوا مقابلاً ماديًا، وفيلم الافتتاح لم ندفع أى مقابل له لأن عرض أى فيلم فى الافتتاح يعتبر مكسبًا للفيلم، فالمهرجان عامة يتبع منذ سنوات سياسة دفع مقابل مادى لحق العرض، وإن كانت بعض الأفلام تتنازل عن ذلك لأنها تتوقع أن يكون المهرجان سببًا فى الترويج لها، وأتمنى أنه فى خلال عامين أو ثلاثة نجد سعيًا من الأفلام المهمة للعرض فى مهرجان القاهرة، باعتباره بوابة دخولها للعالم العربى والشرق الأوسط.
> أثيرت بعض الأزمات فى الشهور السابقة، هل تشعر أن هناك نوعًا من التنمر على المهرجان؟
- بالطبع أشعر بذلك، لكن هناك أشياء تستحق المناقشة، مثل أزمة «كلود ليلوش»، بعيدًا عن قناعتى وقناعة الآخرين.
 > هل كان عيبًا من المهرجان عدم مراجعة أمر «كلود ليلوش» قبل الإعلان عن تكريمه؟
- لا، ليس عيبًا فى المهرجان، و«ليلوش» ليس معروفًا عنه عالميًا أنه صهيونى أو «مسيس» أصلاً، فهو بعيد عن السياسة.. ونحن لسنا بمهرجان سياسى، نحن مهرجان سينما.. ولكن عندما استاء بعض الناس، كنا فى موقف صعب ومطلوب أن نهدئ الرأى العام الذى كان منقسمًا بالمناسبة، بين مؤيد ومعارض لتكريمه، لكن الرافضين كان صوتهم أعلى، وعندما تواصلت معه وأخبرته بما يحدث رفع عنا الحرج باعتذاره.. وقد فعلت ذلك حتى لا تكون صورتنا سيئة أمام العالم، ففى مثل هذا الموقف، كان أمامى خياران إما أن أصر على التكريم أو ألغيه.. وإذا كنت أصررت على التكريم وحدثت ضغوط معينة لإلغائه كان من الممكن أن أفكر فى الاستقالة.. ولكن عندما جاء الاعتذار منه، حفظنا ماء وجهنا بعض الشىء.
> باعتبارك منتجًا، تتعارض مصالحك مع المهرجان بحرمان أفلامك من المشاركة؟
- على المخرج الذى يتعامل معى، إما أن يختارنى كمنتج أو يختار المهرجان.
> وجودك كرئيس لمهرجان القاهرة، مكسب أم خسارة؟
- فى ناس تقول إنه مكسب إننى أستفيد من المهرجان، وهناك من يقولون العكس، إن المهرجان هو الذى يستفيد من علاقاتى، بالنسبة لى فالضرر فقط هو عدم مشاركة أفلامى فى مقابل مصلحة عامة.. وهذا سهل التغلب عليه بمشاركة أفلامى فى مهرجانات أخرى.
> وما الفائدة العائدة عليك؟
- نجاح المهرجان سوف يحسب لى.
> نجاح أفلامك يحسب لك؟
- نعم، هذا نجاح وهذا نجاح من نوع آخر، فعندما أحقق نجاحًا فى شىء يخص البلد، فهذا شىء كبير ومهم بالنسبة لى، معنويًا وأدبيًا.
> المهرجان يتهم بالفشل، حتى من قبل أن يبدأ، ما تعليقك؟
- (فى ناس مهما نعمل هتفضل تتهمه بالفشل)، وهناك آخرون سيشعرون بالتطور الذى نحاول تحقيقه، وإذا شعر رواد المهرجان بذلك حتى إن كتبت بعض الأقلام العكس، سأشعر أن المهرجان أصبح له وجود وأهمية وسمعة دولية.. وهذا من السهل الشعور به وله مؤشرات ودلائل حتى لو بعض الناس قالت إننا فشلنا.. فنحن نعلم أن النجاح الكامل لن يتحقق فى عام واحد.
> ولكن هذه الدورة الأربعون للمهرجان، فكيف لايزال يعانى كل هذه المعاناة؟
- لقد غيرنا الكثير، ونعالج العديد من المشاكل.
> هل تسبب الرؤساء السابقون فى هذه المشاكل؟
- كانت إدارة المهرجان تتم بأسلوب قديم، الموضوع تغير فى العالم كله، فكرة لجنة مشاهدة مثلا، لا توجد الآن.
> ولكنك أقمت لجنة مشاهدة؟
- نعم أقيمت لأنها ضرورية، ولكن كان لابد أن يكون هناك مندوبون يسعون ويسافرون ويتفقون على عرض الأفلام أثناء تصويرها. لا بُد أن يكون للمهرجان دور فى صناعة السينما، فالمهرجانات ليست فقط لعرض الأفلام. وهذا العام سافر المبرمجون للمهرجانات الكبرى ولدينا مراسلون أجانب تعاونوا معنا من مختلف الدول.
>لقد حدث ذلك من قبل أيضًا؟
- صحيح، لكن ليس مثل هذا العام الذى سيكون به فرق كبير فى برنامج المهرجان.>