الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الذين افتروا على الله - وعلينا- بالجهاد!

الذين افتروا على الله - وعلينا- بالجهاد!
الذين افتروا على الله - وعلينا- بالجهاد!


استنادًا إلى تفسيرٍ مُقتطَع من سياقه، أو تحريفًا للمعنى، انطلقت جل تفاسير آيات الجهاد لتبيح لإنسان قتل آخر من بنى جلدته بحجة أن الإله -الذى خلق الاثنين- قد أمره بهذا.
حاملو لواء فقه «ولا تقربوا الصلاة» وجدوا فى العقول الضيقة أرضًا خصبة لشجرتهم الخبيثة ـ الإرهاب ـ لتنبت، فافتروا على الله بما لم يقل، فأخذوا يلوون ذراع آية تارة، وتارة أخرى ينصبون أنفسهم متحدثين باسم الرب وموكلين منه بتنفيذ أوامره لمجرد أنهم اختاروا هذا الدين –بتحريفهم- عقيدة لهم.
آيات عدة حملها الإرهابيون على أسلحتهم ليظهروا للناس أن قتلهم مُقدس، ورفع هذا اللواء السلفيون والجماعات المُتطرفة وتبعهم تيار الإسلام السياسى الذى انبثق عنهم.
السلفى محمد صالح المنجد كان ممن حولوا المعانى فى تفسيره لآيات الجهاد بأن قال فى فتوى على موقعه الرسمى: قوله تعالى: «لا إِكراه فِى الدِينِ قد تبين الرُشدُ مِن الغىّ»، لا ينافى الأمر بقتال المشركين الذين يصدون عن دين الله، ويفسدون فى الأرض، وينشرون فيها الكفر والشرك والفساد؛ فقتالهم من أعظم المصالح التى بها تعمر الأرض ويعم أهلها الأمن والاستقرار، ثم قال: «لا إكراه فى الدين» تعنى أن دين الإسلام فى غاية الوضوح وظهور البراهين على صحته، ولا يحتاج أن يُكرَه أحد على الدخول فيه بل يدخل فيه كل ذى عقل سليم.
لم يختلف الأمر كثيرًا عند عُمر عبدالرحمن مُنظر جماعات الجهاد، وكانت رسالة الدكتوراه التى حصل عليها من جامعة الأزهر بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، بعنوان: «موقف القرآن من خصومه كما تصوره سورة التوبة»، وطالب «عبدالرحمن» فى رسالته بالغزو والحرب والقتال ليس فقط للخارج بل للداخل بما أن حكومات الداخل لا تطبق الحاكمية.
ولم يرهق تنظيم داعش نفسه فى البحث عن مبررات لما يفعل، بل كانت التبريرات موجودة مسبقًا، لكن بما أن الآيات قد حُرفت عن معناها الأصلى، كان طبيعيًا أن تنكشف الأمور، وتدب الخلافات والانقسامات داخل التنظيم بسبب تفسير آيات الجهاد، وخاصة آية: «ليهلك من هلك عن بينة»، والتى شهدت امتناعا من بعض أعضاء التنظيم عن القتال قبل أن يعلموا لماذا يقاتلون، الأمر الذى دفع التنظيم إلى إصدار تعميمات تفسيرية ويتراجع عنها بعد زيادة الانقسامات وحالات الهروب من التنظيم، وأصدر بيانًا قال فيه: «تم إلغاء العمل بمضمون التعميم المعنون له بالآية الكريمة: «ليهلك من هلك عن بينة»، وذلك لاحتوائه على أخطاء علمية وعبارات غير منضبطة.
وأشار التنظيم المتطرف إلى أنه أعاد كتابى: «التقرير المفيد فى أهم أبواب العقيدة وتوعية الرعية بالسياسة الشرعية» بديلا عن الآية الكريمة.
بعض المتطرفين بالغ فى أفكاره، حتى أنه أصدر مؤلفًا بعنوان مختارات الجهاد لمن أراد الجهاد وكتب على غلافه: «جمع وتنسيق الإرهابى لله أبى بصير».
التحريف المتعمد للتفاسير جعل البعض يحصر الأمر بين شقين، الأول كان مثل الدعوة التى قادها 300 شخصية فرنسية لحذف آيات الجهاد من القرآن، وكانت المغرب قد اتخذت إجراءً مشابهًا لذلك حينما قررت فى سبتمبر 2016 حذف آيات الجهاد من المقررات التعليمية، والأمر الثانى كان أن البعض لا يجد مخرجًا فإما ينضم لهذه التنظيمات أو أن يكون مشروع إرهابى، وكل ذلك بناءً على دعوة مليئة بالأكاذيب، ومن ثم كان واجبًا البحث فى حقيقة الأمر.
الباحث السورى وأستاذ الهندسة المدنية محمد شحرور كان ممن تصدوا للتفسير الخاطئ لآيات الجهاد، وقدم رؤية تحترم العقل والإنسانية، فرصد أن هناك ظاهرة تحريفية يسوقها الإرهابيون وساعدهم على ذلك بعض العوامل منها اختلاط السياسى بالعقائدى والتوسعى بالاستعمارى والإبداعى بالابتداعى، موضحًا أن هناك ثمة عمليات أُجريت لطمس الفرق بين الجهاد والقتال والقتل، وبين التخريب ومقاومة الاحتلال.
ويقول «شحرور» فى الفصل الثالث الجهاد والقتال من كتابه: «تجفيف منابع الإرهاب»: إن الباحث لا يكاد يجد كتابًا فى الفقه الإسلامى –منذ نشأته فى القرن الثانى الهجرى وحتى اليوم– إلا وفيه ذكر للجهاد، وجميعها خلطت بين الجهاد والقتال والقتل والحرب والغزو – تارة بسبب الجهل وتارة بسبب التقليد الأعمى وأحيانًا إرضاءً للسلاطين، واستحدثت جملة من علوم فرعية، كالناسخ والمنسوخ وأسباب النزول والقراءات، زعموا أنها أهم من الأبجدية عند قارئ التنزيل، وانطلقت من القول بالترادف فوقع أصحابها فى التباس كبير ضاع معه الفرق بين الشاهد والشهيد والشاهدين والشهداء.
ويضيف «شحرور»: «تم تبنى هذا الفهم المغلوط والمشوه للجهاد من قبل التنظيمات والأحزاب الدينية والمجموعات المسلحة، التى تسعى تحت عناوين متعددة وبراقة إلى الاستيلاء على الحكم حصرًا، فى مختلف الأزمنة والعصور الماضية».
اختلف «شحرور» مع فقهاء، قد يظن البعض أن الاختلاف معهم نوع من الجنون، فمن الفقهاء من تحول الجهاد عندهم –اصطلاحًا– إلى قتال فى سبيل الله، فالقسطلانى فى شرح البخارى قال: الجهاد يعنى قتال الكفار لنصرة الإسلام، ويقول الإمام على: إن الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه، ألا وإنى قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم، ويقول الإمام الشافعى فى كتاب الأم: الجهاد فريضة يجب القيام به سواء أحصل من الكفار اعتداء أم لم يحصل.
هنا يتعجب «شحرور» مما قاله هؤلاء، ويقول: كأنهم لم يقرؤوا قول الله: «ووصينا الإِنسان بِوالِديهِ حُسنًا وإِن جاهداك لِتُشرِك بِى ما ليس لك بِهِ عِلمٌ فلا تُطِعهُما»، وقوله تعالى }وإِن جاهداك على أن تُشرِك بِى ما ليس لك بِهِ عِلمٌ فلا تُطِعهُما وصاحِبهُما فِى الدنيا معرُوفًا{، والحديث فى الآيتين يدور حول بر الوالدين وطاعتهما، ويستحيل عند العقلاء أن يكون جهاد الوالدين قتالًا.
وأضاف: «الأعجب أن الفقهاء وأصحاب التراث لم يكتفوا بتحويل الجهاد إلى قتال، بل حولوا الجهاد إلى غزو والقتال إلى قتل، يقول الإمام الشوكانى فى كتاب السبل الجرار: أما غزو الكفار ومناجزة أهل الكفر، لحملهم على الإسلام أو تسليم الجزية أو القتل، فهو معلوم من الضرورة الدينية، وما ورد فى موادعتهم وفى تركهم إذا تركوا المقاتلة فذلك منسوخ.
وأكد «شحرور» أن القول بالنسخ هو الوسيلة المغلوطة المشوهة الأهم لترسيخ المعانى الاصطلاحية الفقهية الجديدة للجهاد والقتال، بعيدًا عن معناهما الأصلى فى التنزيل الحكيم، وتم توظيف واستعمال موضوع الناسخ والمنسوخ عند الفقهاء بشكل أساسى لأمرين اثنين:
أولًا: إزالة تناقضات ظاهرة توهم المفسرون والفقهاء وجودها بين آيات الأحكام، مثالها قوله تعالى }يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون{، وقوله تعالى }فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرًا لأنفسكم{ والتناقض واقع فى الظاهر بين حكمين، الأول فى عبارة }اتقوا الله حق تقاته{، والثانى فى عبارة }فاتقوا الله ما استطعتم{، ولحل هذا التناقض زعموا أن الآيتين منسوختين.
وثانيًا: رفع التناقض الظاهرى بين آيات القتال فى سورتى التوبة والأنفال وغيرهما وبين قوله تعالى }لا إكراه فى الدين{، وقوله تعالى }وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فيكفر{، وقوله تعالى }ادعُ إِلى سبِيلِ ربك بِالحِكمةِ والموعِظةِ الحسنةِ وجادِلهُم بِالتِى هِى أحسنُ إِن ربك هُو أعلمُ بِمن ضل عن سبِيلِهِ وهُو أعلمُ بِالمُهتدِين{.
وتابع «شحرور»: «لاريب فى أن النسخ، بمعنييه: الإبطال والتعديل، موجود ذكره فى التنزيل الحكيم فى قوله تعالى }ما ننسخ مِن آيةٍ أو نُنسِها نأتِ بِخيرٍ مِنها أو مِثلِها ألم تعلم أن الله على كُل شيءٍ قدِيرٌ{، وقوله تعالى
}وإِذا بدلنا آيةً مكان آيةٍ واللهُ أعلمُ بِما يُنزلُ قالُوا إِنما أنت مُفترٍ بل أكثرُهُم لا يعلمُون{ النحل، لكنه نسخ بين الشرائع والرسالات وليس بين آيات الرسالة الواحدة.
فإن سألنى سائل كيف نفهم قوله تعالى }لا إكراه فى الدين{ وقوله تعالى }فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم{ مع آيات أخرى من سورة التوبة والأنفال وسور أخرى؟ أقول: إن آية }لا إكراه فى الدين{ هى من آيات الرسالة المحمدية، أما آيات القتال فهى من القصص المحمدى تدخل فى الأنباء، لا فى الأحكام، وتؤخذ منها العبر فقط، ولا تؤخذ منها أحكام شرعية، تمامًا كما فى آيات قصص موسى وعيسى ويوسف وبقية الرسل والأنبياء.
تحريف آخر أسس له البعض فى مسألة الشهادة والشهيد، ومنها ما جاء فى قوله تعالى }وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين{، وآخرها فى قوله تعالى
}والله على كل شيء شهيد{، والشهيد من أسماء الله الحسنى، أى الحاضر القيوم فى كل زمان ومكان يسمع ويبصر ويعلم بدلالة قوله تعالى }وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير{ الحديد 4، وقوله تعالى }ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد{، ولا عجب فى ذلك إذ لا يمكن – عقلًا – أن يكون الله سميعًا بصيرًا إلا إذا كان حاضرًا شهيدًا.
والفرق بين الشهيد والشاهد هو أن شهادة الأول حضورية سمعية بصرية يشهد فيها بما رأى بأم عينه وسمع، أما الثانى فشهادته شهادة معرفة وخبرة يشهد فيها بصدق أو بكذب واقعة دون أن يكون حاضرًا فيها يسمع ويبصر، مثالها فى قوله تعالى بعد أن روى لنا خبر يوسف مع امرأة العزيز }وشهِد شاهِدٌ مِن أهلِها{ فالشاهد هنا لم يكن شهيدًا حاضرًا ما جرى، بل قامت شهادته على الأدلة من جهة وعلى الخبرة والدراية والأرضية المعرفية من جهة أخرى.
ونفهم من تأمل هذه الآيات أن:
آ – الحضورية شرط أساسى ووحيد فى تحديد وتعريف من هو الشهيد، فإن ثبت غياب الشهيد –زمانيًا أو مكانيًا– عن الواقعة التى تدور حولها شهادته لم يعد شهيدًا.
ب – لا يمكن أن يكون الإنسان شهيدًا لشيء ما إلا وهو على قيد الحياة. فالشهادة أيًا كان نوعها تقف بالموت، والله حى باقٍ لذا فهو على كل شيء شهيد، وبالموت لا تحصل الشهادة بل تنقطع.
ج– وأن هذه الحضورية على قيد الحياة، المدعومة والقائمة على السمع والبصر، هى التى تجعل من شهادة الشهيد شهادة قطعية، ومن شهادة الشاهد شهادة ظنية مهما بلغت أدلته من القوة وخبرته من العمق.
د– وأن القتال والقتل لا علاقة لهما البتة بالشاهد ولا بالشهيد.
النبى يقرر أن الشهيد هو كل من: قتل فى سبيل الله، ومن مات فى سبيل الله ميتة طبيعية على فراشه، مات بالطاعون أو غيره، أو مات غرقًا، أو ملدوغًا، ومن قتل أو مات دون ماله، ومن قتل أو مات دون أهله، ومن قتل أو مات دون دينه، ومن قتل أو مات دون دمه، ومن قتل أو مات دون مظلمته، ومن قتل أو مات دون مرابطًا فى حراسة الثغور، ومن مات فى طلب العلم، ومن خرج فى رزقه ورزق عياله فمات، ومن مات بأى مرض.
وكلمة «فى سبيل الله» تعنى الطريق والمنهج، سواء أكانت طريق خير أم شر ومنهج فلاح أم غير ذلك فأما بالمعنى المباشر للطريق فكما فى قوله تعالى }واتخذ سبيله فى البحر عجبا{، وأما بمعنى الطريقة والمنهج فكما فى قوله تعالى }أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة{. وجاءت عبارة }فى سبيل الله{ 70 مرة فى القرآن واقترنت فى هذه المواضع بالقتال حينًا، وبالإنفاق حينًا آخر، وبالجهاد والهجرة تارة، وبالضرب فى الأرض تارة أخرى، لكنها فى جميع هذه المواضع لا تخرج عن معنى واحد هو: ضمن طريق الله ووفقًا لمنهجه، أما ما زعمه المفسرون والفقهاء من أن معنى عبارة «فى سبيل الله» هو: من أجل الله تقربًا وقربانًا، فليس عندنا بشىء، لتعارضه مع دلالات الألفاظ من جانب، وطمسه للمقاصد الإلهية من جانب آخر. فالله ليس بحاجة لمن يقاتل من أجله.
وليت المسألة اقتصرت على وضع الأحاديث النبوية خدمة لمقاصد سياسية وسلطوية ومذهبية، بل تعدته إلى وضع تفاسير لآيات التنزيل الحكيم تصب فى مصلحة تلك المقاصد ذاتها. مثالها قوله تعالى }إنا فتحنا لك فتحًا مبينا{، وقوله تعالى }إذا جاء نصر الله والفتح{، وقوله تعالى }ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون{.
يقول الرازى فى تفسير آية الفتح 1: “فى الفتح وجوه: أحدها فتح مكة وهو ظاهر، وثانيها فتح الروم وغيرها، وثالثها الفتح فى صلح الحديبية، ورابعها فتح الإسلام بالسيف والسنان وبالحجة والبرهان، فإن قيل: إن كان المراد فتح مكة فمكة لم تكن قد فتحت، فكيف قال تعالى (فتحنا) بلفظ الماضى؟ نقول: الجواب عنه من وجهين: أحدهما، فتحنا فى حكمنا وتقديرنا. ثانيهما، ما قدره الله تعالى فهو كائن لا دافع له وواقع لا راد له.
والإمام الرازى –كباقى المفسرين– ينطلق من تفسير الآيتين من المعنى المقصود الشائع المشهور للنصر والفتح، ليقرر أنهما صورتان يتجسد فيهما الجهاد القتالى الذى ينتهى بالنصر على الأعداء، قتلًا وأسرًا وهزيمة، يعقبه فتح للبلد بعد حصارها ودك أسوارها، وقد يجتمع النصر والفتح معًا فى معركة واحدة وقد لا يجتمعان. والفتح فى الآيتين عند الرازى وغيره من المفسرين، سواء أكان فى مكة أم فى خيبر أم فى الطائف أم فى الحديبية، لا يخرج عما ذكرناه. فإن كان ذلك كذلك – وهو ليس كذلك بكل تأكيد – فكيف نفهم الفتح فى الآيات التالية:
}ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين{، }ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض{، }فترى الذِين فِى قُلُوبِهِم مرضٌ يُسارِعُون فِيهِم يقُولُون نخشى أن تُصِيبنا دائِرةٌ فعسى اللهُ أن يأتِى بِالفتحِ أو أمرٍ مِن عِندِهِ فيُصبِحُوا على ما أسروا فِى أنفُسِهِم نادِمِين{.
ويقول «شحرور»: كيف نفهم الفتح طبقًا للمشهور عند المفسرين والفقهاء وهو يحمل فى الآية الأولى معنى الحكم، وفى الثانية معنى الرزق، وفى الثالثة معنى التوفيق؟ والأهم من هذا كله كيف نفهم اسم الله سبحانه “الفتاح” فى قوله تعالى }قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العظيم{؟ هل نفهم منه أن الفتاح هو الذى يفتح البلاد بعد حصارها ودك أسوارها؟
المشكلة عند الرازى وغيره من المفسرين أنهم قرأوا الآية الأولى من سورة الفتح مفصولة فى الشكل والمضمون عما تلاها من آيات، فتوهموا أن الفتح فى الآية هو فتح مكة. غافلين عن (اللام السببية) فى قوله تعالى: ليغفر{ فى مطلع الآية الثانية التى تعنى أن الله جعل من الفتح فى الآية الأولى سببًا لأربع نتائج شرحها على التوالى فى الآيتين 2و3.