الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

نهاية السحابة السوداء

نهاية السحابة السوداء
نهاية السحابة السوداء


لأول مرة تحقق وزارة البيئة نجاحًا كبيرًا فى القضاء على ظاهرة نوبات التلوث الحادة التى تعرف باسم السحابة السوداء، فمنذ أواخر التسعينيات بدأ حدوث تلوث الهواء فى أواخر الصيف، وبدأ الخريف فترة السكون الجوى أو سكون الرياح الذى يصاحبه حصاد محصول الأرز وما يترتب عليه من تكدس ملايين الأطنان من قش الأرز والذى يتخلص المزارعون منه بالحرق بالإضافة إلى احتراق مقالب القمامة ذاتيًا أو بفعل فاعل وزِد عليها عوادم المركبات.. كل ذلك جعل فترات الخريف وبالًا سنويًا على الوجه البحرى والقاهرة بزيادة معدل تلوث الهواء ١٠ أضعاف عن المعدل الطبيعى مما تسبب فى إصابة آلاف المواطنين وخاصة الأطفال وكبار السن بأمراض الحساسية وحالات الاختناق.. ورغم وجود الحلول التى نطرحها سنويًا فى نفس الموعد إلا أن السحابة السوداء ظلت تطبق على أنفاسنا عدة سنوات.. ولكن للحق عندما تحولت تلك الحلول إلى آليات عملية بدأت السحابة فى الانحسار حتى أننا لم نشعر بها إطلاقًا هذا العام لعدة أسباب أولها أن وزارة البيئة وعلى رأسها الوزيرة النشطة وضعت خطة تنفيذية فى معظم محافظات الوجه البحرى وذلك بجمع وكبس وتدوير أكبر قدر من قش الأرز مع زيادة أعداد المعدات و المواقع واستمرار الحملات التفتيشية ولزيادة ترغيب الشباب والمزارعين قدمت وزارة البيئة دعمًا نقديًا مقداره خمسون جنيهًا لكل طن يتم جمعه والترويج للاستثمار فى قش الأرز وثانيها خفض الانبعاثات والأدخنة من حرق المقالب العمومية والعشوائية والحد من الحرق المكشوف والتحكم فى الاشتعال الذاتى لتلك المقالب وذلك بالتنسيق مع الحماية المدنية للسيطرة الفورية على الاشتعالات وكنت شاهد عيان على احتراق المقلب العمومى لمدينة العبور التى تمت السيطرة عليها فى وقت قياسى وثالثها تشديد إجراءات الحد من عوادم السيارات من خلال تنفيذ حملات مرورية بالتعاون مع إدارات المرور بالمحافظات والتفتيش على المنشآت الصناعية الملوثة كمكامير الفحم ومصانع الطوب وفرض الغرامات وإلزام الشركات بتوفيق أوضاعها والعمل على الحد من الملوثات الناتجة منها وأخيرًا استخدام آليات التكنولوجيا الحديثة كالأقمار الصناعية وأنظمة الإنذار المبكر لتوضيح الحالة المتوقعة لتلوث الهواء .
كل هذه الحلول وضعت عشرات المرات خلال السنوات الماضية لكنها تعثرت نتيجة الإهمال أو عدم الجدية لكن هذا العام عندما تكاتفت الجهات المعنية بتعليمات رئيس الوزراء  وجهود وزارات البيئة والمحليات والزراعة والداخلية وقررت مواجهة المشكلة وكل جهة قامت بجهد ملموس انتهت ظاهرة السحابة السوداء.. فهل يمكن تكرار هذا المجهود فى حل كارثة القمامة فى مصر؟!!!