انفراد .. «عمر بن الخطاب» يمنع «سامر إسماعيل» من التمثيل 5 سنوات
حسام عبد الهادي
رغم سياط الجلد التى انهالت على صناع مسلسل الفاروق عمر سواء من الجمهور عبر المواقع الإلكترونية أو من المرجعيات الدينية وعلى رأسها مجمع البحوث الإسلامية التى أصرت على منع وحرمانية ظهور الصحابة على الشاشة إلا أن د. «أحمد الطيب» شيخ الأزهر كما أكد لنا المخـرج والمنتـج المنفذ «حاتم عـلى» لم يعترض عندما التقـى بالمؤلف د. «وليد سيف» والمنتج وأعلن لهما «قبل بدء التصوير» موافقته المبدئية شريطة أن يليق العمل بشخصية بحجم «عمر بن الخطاب».
الجدل والسخط والهجوم الذى تعرض له مسلسل «الفاروق عمر» لم يقف حائلا أمام ارتفاع نسبة المشاهدة بشكل ملحوظ منذ إذاعة حلقته الأولى سواء على القنوات الفضائية أو على المواقع الإلكترونية والتى وصلت فقط على الأخيرة إلى مليون و263 ألفا و571 مشاهدا.
«روزاليوسف» أجرت اتصالاتها بصناع العمل وحاورتهم عبر الهاتف فمن «سامر إسماعيل» فى دبى إلى «حاتم على» فى دمشق وصولا إلى د.«وليد سيف» فى جدة وانتهاء بـ«ألفت عمر» فى القاهرة.
«عمر بن الخطاب» يمنع «سامر إسماعيل» من التمثيل 5 سنوات
ألزمت شركة الـ«mbc» للإنتاج الفنى لصاحبها «الوليد الإبراهيمى» من خلال المخرج «حاتم على» المنتج المنفذ لمسلسل «عمر بن الخطاب» أو الفاروق «عمر» الممثل السورى «سامر إسماعيل» بطل المسلسل بضرورة التوقيع على عقد يتعهد فيه بالتوقف عن التمثيل لمدة 5 سنوات بعد عرض المسلسل حتى لا يتيح الفرصة للمتربصين باستمرار الهجوم عليه، وانتقاد أدواره التى سيجسدها- مهما كانت طبيعتها- بعد أن جسد واحدة من أهم وأعظم الشخصيات فى التاريخ الإسلامى، حتي لا يتم عقد مقارنة بين ما قدمه وبين بقية الشخصيات التى سيؤديها، هذا ما قاله «حاتم على» نفسه. والسؤال هنا: كيف يستطيع «سامر» الابتعاد كل هذه الفترة، خاصة أنه بحاجة إلى استثمار هذا النجاح الذى لم يتخيله فى يوم من الأيام.
هى مغامرة كبيرة بكل المقاييس.. هكذا بدأ «سامر إسماعيل» بطل مسلسل «عمر بن الخطاب» كلامه معى- عبر الهاتف بين القاهرة ودمشق- عن قبوله لأول بطولة مطلقة فى حياته بعد تخرجه مباشرة من معهد الفنون المسرحية بسوريا، حيث إنه حديث التخرج ولم يمر على تخرجه سوى عامين.
«سامر» لم يكن يتوقع أو حتى مجرد أن يحلم أن يبدأ حياته الفنية بعمل ضخم بحجم «عمر بن الخطاب» ولذلك كانت المفاجأة بل «الصدمة» عليه كبيرة احتاج لوقت طويل حتى يستوعبها، ورغم الجدال الكبير الحاصل على كيفية قبوله مثل هذا الدور الذى شعر معه كأنه يمشى على الأشواك، إلا أن إيمانه بأن ما قدمه هو رسالة موجهة للعالم كله لمعرفة تاريخنا الإسلامى بحقيقته دون تزييف مثلما يحاول البعض أن يفعل ومثلما تتربص بنا بعض الجهات لتشويه تاريخنا ورموزنا فى الإسلام، كل ما سبق هو الذى دفعه لقبول الدور الذى ارتأى- حسب تعبيره- أنه سلاح ذو حدين، الحد الأول هوالنجاح الكبير الذى سيحققه له عمل بهذا الحجم، خاصة أنه مازال فى بداية حياته ولم يقف أمام كاميرا سينما أو تليفزيون، ولا على خشبة مسرح من قبل، وهو السبب الذى اختاره من أجله- كما يقول- مخرج العمل «حاتم على» ليكون وجهًا جديدًا على الناس تماماً حتى لا يقارنوا بين شخصية «عمر بن الخطاب» التى يقدمها وبين شخوص أخرى قدمها من قبل- لو كان وجها قديما معروفا للناس، أما الحد الثانى فهو الهجوم الذى هطل عليه كالمطر اعتراضًا على تجسيده لشخصية بحجم «عمر بن الخطاب» تنتمى إلى الخلفاء الراشدين الأربعة ومن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والممنوع ظهوره أوتجسيده على الشاشة مثله مثل الأنبياء وبقية الصحابة والعشرة المبشرين بالجنة وآل البيت النبوى الشريف.
وعن رد الفعل المصحوب بكل هذا الهجوم وذاك الجدل أكد «سامر إسماعيل»: رد الفعل هذا يمثل لى مغامرة محسوبة الجوانب، لأننى أيقنت منذ قبولها أنها ستحدث ضجة كبيرة وتثير جدلاً واسعًا، ورغم ذلك قبلتها لأننى أدركت أنها ستكون فى صالحى، فيكفى وأنا لم يمر على تخرجى من معهد الفنون المسرحية بسوريا سوى عامين أن أحقق كل هذه الشهرة وهذا النجاح.
∎ لكنه نجاح مشوب بالخطر لأنه قام على عمل ملىء بالأشواك والرفض والاعتراضات؟
هذا العمل حصل على موافقات من جهة دينية معترف بها وهى جبهة علماء المسلمين التى يمثلها مجموعة من علماء الدين الإسلامى ومنهم الشيخ «يوسف القرضاوى» ولو كان فى الأمر ما يخالف الدين لما وافقوا عليه أبداً، ولكن لأن المسألة خلافية وجدلية فكانت الموافقة، وهو ما جعلنى مطمئن لقبول الدور، كما أننى فى الأول والآخر أنا ممثل وأجسد شخصية أيا كانت هذه الشخصية.
∎ ولكن الناس أحيانًا تصل إلى درجة اليقين والتصديق الكامل بأن من أمامهم هو الشخصية نفسها وليس الممثل ويظل هذا الإحساس مرتبطًا فى أذهانهم دائمًا؟
على الناس أن تغير من مفاهيمها وأن يعوا جيدًا أن الممثل ما هو إلا أداة ووسيلة توصيل فقط للشخصية التى يقدمها ويسهل وصفها للناس من حركات وملابس وطبيعة حياة، وعليهم أن يفصلوا تمامًا بين ما يقدمه الممثل من شخصيات وبين الشخصيات نفسها بصرف النظر عن منع ظهورها من عدمه.
∎ المشاهدون اعتادوا ربط الممثل بالشخصية التى يقدمها مثلما حدث- مع الفارق طبعا- مع «أنتونى كوين» فى «عمر المختار» و«أحمد زكى» فى «عبدالناصر» و«السادات» و«صابرين» فى «أم كلثوم»؟
- هذه مجرد إمكانيات فنية قادرة على تحسين الأداء والتعمق الشديد فى دراسة الشخصية وتقمصها بإتقان، ولكن ليس معنى ذلك أن أكون أنا الشخصية التى أقدمها، وإلا كان فى ذلك ظلم كبير للممثل وحصره فى هذه الأدوار وأسر الممثل ومحاصرته بعدم الخروج منها. الناس الآن منذ لحظة قراءة أسماء أبطال العمل على الشاشة وهى تعرف أن هؤلاء مجرد ممثلين يؤدون الأدوار المكلفين بها دون أن يكونوا أسرى لها!! ولا أظن الآن بعد كل هذا التحضر أن يكون هناك عاقلاً من المشاهدين من الممكن أن يخلط بين الممثل والشخصية التى يؤديها!.
∎ أحيانا تعقد الناس مقارنات بين الشخصية الدينية التى يقدمها الممثل وبين الشخصيات الأخرى التى يقدمها والتى لا تكون على قدر المستوى الأخلاقى أو الإنسانى للشخصية الدينية التى قدمها من قبل أو بعد؟!
- فيما يتعلق بالمقارنة بين الشخصية الدينية التى يقدمها الممثل وبين ما قدمه من قبل، فكان هناك إصرار من الجهة الإنتاجية والمخرج لأن أكون وجهًا جديدًا لم أقدم شيئًا من قبل حتى لا تحدث مقارنة بهذا الشأن.
أما ما أقدمه بعد ذلك فيجب أن يكون هناك فصل تام بين تقديمى لشخصية بهذا الحجم وبين أدوار أخرى قد أقبلها مجددًا فيما بعد حتى لا يكون الفارق الأخلاقى والإنسانى بينهما كبيرًا، وأن تكون الأدوار التى أقدمها فى إطار الرسالات السامية النبيلة الهادفة.
∎ ولكن قيل إنك وقعت على عقد يمنعك من العمل لمدة 5 سنوات حتى لا تدع الفرصة للمقارنة بين ما ستقدمه وبين شخصية «عمر بن الخطاب»؟
- كان الدافع وراء ذلك هو الخوف من أن أقدم أعمالا لا تتناسب مع حجم ما قدمته فى «عمر بن الخطاب» وهو ما قد يكتب لى كلمة النهاية ويجعلني أقضى على نفسى فنيًا، لأننى مهما بحثت عن شخصيات بهذا الحجم فلن أجد على الأقل قبل 5 سنوات أعمال بنفس المستوى، فلابد من التأنى والتدقيق فى اختيارى للأعمال القادمة للمحافظة على مواصلة مسيرتى الفنية خاصة بعد أن حققت كل هذه المساحة من النجاح والشهرة.
∎ ما شعورك وأنت تتابع المسلسل كواحد من المشاهدين؟
- لا أصدق نفسى، طالب معهد الفنون المسرحية الذى تخرج منذ عامين يقف أمام كاميرات التليفزيون وأمام العالم ليقدم واحدة من أعظم الشخصيات التى أنجبها التاريخ ويحقق كل هذه الشهرة.
∎ وما الداعى لدبلجة صوتك بصوت آخر؟
- أراد المخرج «حاتم على» أن يكون الصوت الملازم لشخصية «عمر بن الخطاب» أضخم وهو ما لم يتوفر فى صوتى، وتحديدًا فى الحلقات الأخيرة التى وصل فيها «عمر» إلى مرحلة متقدمة من العمر كانت بحاجة إلى صوت جهورى تظهر عليه خبرات وتراكمات السنين، كما أراد «حاتم على» ألا يكون صوتى بعد أن يتم التعرف والاعتياد عليه من خلال الدور، قيداً علىَّ إذا ما رغبت فى تجسيد أدوار أخرى بعيدة عن المنطقة الدينية أو التاريخية.
ويبقى السؤال هنا.. هل يستطيع «سامر إسماعيل» أن يحافظ على سلوكياته الخاصة فى حياته العادية وألا يختار أدوارا بها انحرافات سلوكية ليكون جديرا بما قام به من تجسيد شخصية «عمر بن الخطاب» وأن يستحق المكانة التى هياتها له الظروف ليرتدى فيها عباءة «الفاروق»؟∎