الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

توم وجيرى!!

توم وجيرى!!
توم وجيرى!!


فى الماضى.. كان الرجل يخشى أمنا الغولة والجن والعفريت.. والآن أصبح البعبع الحقيقى امرأة تلبس آخر  موضة.. وتجلس فى انتظار حبيب القلب آخر النهار.. وقد حسمت المعركة التاريخية.. بين الأخ توم والأخت جيرى.. عندما انتصرت القوانين الحديثة للجنس الخشن الذى اسمه المرأة.. والذى يطلق على نفسه من باب الغش التجارى اسم الجنس الناعم واللطيف!

فى الماضى.. كانت تغضب المدام.. فتصرخ فى وجه زوجها: طلقنى طلقنى.. فيماطل الرجل العاقل.. حرصا على مصلحة الأولاد واستقرار عش الزوجية.. ويرفض الطلاق والاستسلام من الجولة الأولى.. فيأتى بالأدلة ويسوق البراهين ويستوفى الحجج لرفض الطلاق.
الآن انقلبت الأحوال.. وتستطيع الست فى لحظة انسجام خلع زوجها وطرده من مملكة الزوجية إلى الأبد!
والإحصائيات تؤكد ارتفاع حالات فشل الزواج بين أبناء وبنات الجيل الجديد.. وحالات الطلاق والخلع ارتفعت بينهم لتصل إلى 30 فى المائة.. وهو رقم مرتفع فعلا.. خصوصا أن حالات الطلاق زمان لم تكن تزيد أبدا على أربعة فى المائة!
ولا يملك الزوج العاقل فى مواجهة الموجة العاتية.. سوى أن يحنى رأسه للعاصفة وخوفا من الخلع عليه أن ينافق المدام.. ويضرب لها تعظيم سلام فى الرايحة والجاية.. يتحنجل أمامها طلبا للعفو والمغفرة.. يحكى لها آخر نكتة.. ويقول غزلا عفيفا فى مفاتن طبيخها.. الذى لا يقدر فى الظروف العادية على لمسه وتذوقه!
على الزوج الفاهم أن يعيد ترتيب الأولويات داخل عش الزوجية.. فيعشق النادى الذى تشجعه المدام.. ويتوقف عن متابعة ماتشات التنس الحريمى.. لأن جونلة اللاعبات قصيرة حبتين.. وهو ما يغضب المدام.. خصوصا لو كانت من حزب أشجار الجميز!
وأما التليفزيون فى المساء والسهرة.. فعلى الزوج المطيع أن يغير من عاداته فيتابع بشغف المسلسلات التليفزيونية المكررة. ويحفظ الأفلام القديمة، ويدير مؤشر التليفزيون ليتفرج على برامج المرأة وطبق اليوم.. ليقوم بتنفيذه بعد ذلك.. لتأكل المدام أطباقا شهية.. صنعة إيديا وحياة عينيا.
على الزوج أن يتابع بإعجاب أفلام ومسلسلات نمبر وان.. الشهير بمحمد رمضان.. الذى أثبتت الإحصائيات والدراسات.. أنه فارس أحلام نصف نساء مصر.
وفى المرحلة القادمة.. الزوج الناصح هو الزوج السوبر مان.. الذى يحمل أنبوبة البوتاجاز من الدور السادس إلى الدور الأرضى وبالعكس.. هو الزوج الذى يستطيع تغيير جلدة الحنفية ويسلك البالوعة.. ويشترى الخضار.. ويقمع البامية ويقشر البصل إذا لزم الأمر.
الزوج المثالى هو الذى يخصص نصف ميزانية البيت.. لزوم مزاج المدام والأولاد الذين يفضلون الويمبى والكنتاكى والبيتزا.. والذين يفضلون التيكت المستورد فى الطعام والشراب!
الزوج الأصيل فى المرحلة الجديدة.. هو الذى يشترى لزوجته الياميش فى رمضان.. والحمص والحلاوة فى المولد.. وكعك العيد فى عيد الفطر.. والخروف فى عيد الأضحى.. ولا يمكن أبدا أن يتحجج بالعين البصيرة.. واليد المغلولة والقصيرة.
الزوج المهذب هو الذى يسمع كلام المدام.. ويمشى بجوار الحيط ويعود لعش الزوجية ظهرا ولا يغادره سوى صباح اليوم التالى فى طريقه للشغل من جديد.. يقاطع الأهل والأصحاب.. ويبتعد عن سهرات الفرفشة مع أصحاب زمان والأيام الخوالى!
الزوج المودرن.. هو الذى يأخذ المدام والأولاد فى إجازة طويلة بالإسكندرية صيفا وأسوان شتاء.. والغردقة وشرم الشيخ فى إجازات المدارس والأعياد..!
وهكذا يحافظ الزوج على عش الزوجية.. فلا يستفز مشاعر المدام ولا يغيظ ولا يعكر مزاجها.. الذى لو تعكر فياداهية دقى.. تخطف رجليها إلى المحكمة تطلب خلع حبيب القلب.. فيخلعه القاضى على الفور.. فيخرج من المولد بلا حمص.. يا مولاى كما خلقتنى.. ولن تنسى المدام أن تعطيه ربع جنيه قيمة الصداق المسمى بيننا!!