الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

المُسجل خطر.. صُنع فى بيتك

المُسجل خطر.. صُنع فى بيتك
المُسجل خطر.. صُنع فى بيتك


فى دراسة للمركز القومى للبحوث الاجتماعية كشفت أن 79 % من المسجلين خطرًا تعرضوا للضرب من أسرهم فى الطفولة.
كما قالت الدراسة إن مصر بها ما يقرب من 93 ألف مسجل خطر منهم 7332 امرأة.
هذه الإحصائية تؤكد أننا نصنع المجرم بأيدينا بعدما نصر على تنشئته فى بيئة غير ملائمة تحيطها القسوة والعنف.

يُصنف المسجلون خطرًا طبقًا لما هو معروف لرجال الأمن إلى 3 فئات الأولى يطلق عليها الفئة «أ»، وهى أعلى درجات الخطورة وتضم هذه الفئة المتهمين فى قضايا القتل وتهريب المخدرات والخطف وزعامة التشكيلات العصابية والتوسط فى إعادة المخطوفين والاستئجار على القتل وفى حالات تكرار جرائم الاختلاس والرشوة والدعارة ولعب القمار.
والفئة الثانية «ب» تضم المتهمين بالانتماء إلى التشكيلات العصابية وفرض السيطرة وإرهاب الغير بالسلاح والإتجار فى المخدرات والسرقة بالإكراه وسرقات المساكن والمتاجرة فى السيارات المسروقة وتزييف وترويج عملات ورقية مقلدة وجرائم تهريب الآثار.
أما الفئة الثالثة «ج» فتمثل المجرمين الجدد الذين ارتكبوا جرائم ترويع المواطنين والاعتداء عليهم بدنيا سواء بالتهديد أو الترويع بالسلاح والضرب والاغتصاب والقتل والشروع فى القتل أو إحداث عاهة مستديمة.
وحسب آخر دراسة للمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية كشفت عن أن عدد المسجلين خطرًا فى مصر بلغ 93 ألف مسجل خطر منهم 7332 امرأة فى القاهرة، 75 ٪ منهن ارتكبن الجرائم بمفردهن والباقى ضمن تشكيل عصابى والغالبية العظمى منهن ارتكبن جرائم السرقة والإتجار فى المخدرات ثم تأتى بعد ذلك البلطجة والعمل فى الدعارة والقتل العمد وتهريب الآثار.
الدكتورة نادية أبو شهبة الخبير بالمركز القومى للبحوث أجرت دراسة على المسجلين خطرًا وقالت لنا: إن السبب الرئيسى والأول وراء أن يصبح الإنسان ضمن فئة المسجلين خطرًا هو التنشئة الاجتماعية فعندما تكون الأسرة طاردة لأبنائها من خلال الطرد أو المعاملة بقسوة فتخرج الطفل أو الشاب من البيت إلى الشارع حيث يتعرف على أرباب السوء ويتعلم من كل أنواع الجرائم فأثناء إجراء الدراسة كشفنا عن أصغر مسجل خطر فى مصر واسمه «سكسكة» مسجل خطر منذ أن كان عمره 16 عامًا ارتكب جميع أنواع الجرائم سواء سرقة أو قتلاً وأصبح زعيم عصابة وعمره 16 عامًا كون عصابة وعمل على خط الصعيد وسرق سيارات النقل وقتل تجار المواشى أثناء رجوعهم من الأسواق بعد بيع المواشى.
سكسكة خرج من منزل أسرته للشارع عندما كان عمره 6 سنوات خائفًا من والده لضربه وتعذيبه بعد أن قام بضرب أخيه الصغير غير الشقيق وهددته زوجة أبيه بأنها ستبلغ أباه عن ضرب أخيه الصغير.
خرج سكسكة من المنزل وركب قطارًا لمحطات طويلة ونزل فى إحدى المحطات، انجذب إلى امرأة عجوز تقوم ببيع الفاكهة قام بمساعدتها وبيع الفاكهة معها واعتبرها والدته وعندما جاء أحد الزبائن يشترى قام بمعايرة العجوز بأن الفاكهة غير جيدة هنا ضربه سكسكة ببلطة على رأسه لينزف وتركه وهرب.. بعدها تعرف على عدة عصابات وارتكب عدة جرائم إلى أن استقر على عصابة تعمل على خط الصعيد تقتل التجار وتسرق سيارات النقل وعندما توفى زعيم العصابة أصبح هو زعيم العصابة وعمره 16 عامًا.
وقالت الدكتورة نادية: «تعرفنا من خلال هذه الدراسة أيضًا على أخطر مسجلة خطر فى السجون المصرية، نشأت فى أسرة  مفككة واضطرت للزواج من تاجر مخدرات.. زج بها فى السجن كما قالت لنا وهى مظلومة وعندما خرجت من السجن انتهى بها المطاف لبيع الشاى فى إحدى المناطق النائية على ربوة فى جبل فى الوجه القبلى وكونت عصابة كان يذهب إليها سائقون وتجار لشرب الشاى عندها وعندما كانت تجد أحدهم معه أموالاً تقوم بذبحه ويقوم باقى أفراد العصابة بدفنه فى الجبل.
وقالت لنا إنها لا تذكر كم عدد الذين قتلتهم!!
وقالت لنا الدكتورة نادية: إن المسجل خطر محروم من العمل بالسجون ومحروم من العفو بثلاثة أرباع المدة «حسن سير وسلوك» وهو يسجن سنوات سجنه كاملة وعند خروجه لا بد من موافقة الأمن على خروجه لأنه قد يكون خطرًا على المجتمع.
سألت الدكتورة نادية عن سبب تكرار جرائم المسجلين خطرًا قالت: «أسباب العودة للجريمة هى أسباب اجتماعية، فهؤلاء غير مرغوبين من أهليهم وأسرهم وأصدقائهم السابقين، ولم يجدوا إلا التعامل مع من هم فى ظروف خريجى السجون وهؤلاء يشجعونهم للعودة للجريمة خصوصا أن الغالبية العظمى من أصحاب الأعمال يرفضون  عمل خريجى السجون لديهم.
بعض من هؤلاء ممن يرتكبون الجرائم شباب لم يجدوا من يتزوجهم بعد خروجهم للسجن، الأمر الذى يجعلهم يلجأون إلى الزواج من أخوات وأقارب زملائهم فى السجون ولهذا نجد عائلات مسجلة خطرًا، وأشهر هذه العائلات الهناجر والمشهورون بالسرقة».
وبالرجوع إلى دراسة الدكتورة نادية نجد أن محافظات القاهرة والإسكندرية وبورسعيد بها 43.4 ٪ من المسجلين خطرًا وتأتى بعد ذلك محافظات الإسماعيلية ودمياط والقليوبية والدقهلية والشرقية والبحيرة والغربية وكفرالشيخ والمنوفية وبها 29.5 ٪ من المسجلين خطرًا وباقى المحافظات حصلت على باقى النسبة.
كما كشفت الدراسة أن 97.2 ٪ من المسجلين خطرًا ذكور وباقى النسبة إناث وأن 59 ٪ من المسجلين خطرًا ارتكبوا أكثر من جريمة وأكثر نشاطهم الإجرامى بالترتيب «سرقة مخدرات بلطجة» بنسبة كبيرة ثم يأتى بعد ذلك نصب واحتيال ثم قتل وتزوير وتهريب وخطف وجرائم آداب.
كما كشفت الدراسة أن 47.7 ٪ من المسجلين خطرًا متزوجون و39 ٪ عزاب والباقى مطلق وأرمل، وأن 73 ٪ منهم لديه أبناء.
وكشفت الدراسة أن مرحلة الطفولة كان لها السبب الرئيسى وراء أن يكون الإنسان مسجل خطر حيث أكد 44 ٪ من المسجلين خطرًا أنهم عاشوا مرحلة طفولة صعبة و37.5 ٪ قالوا بإنها غير مريحة و41 ٪ قالوا إن لهم أخوات هربن للشارع و58 ٪ قالوا إن نزاعات آبائهم وأمهاتهم كانت مستمرة و79 ٪ قالوا بإنهم كانوا يتعرضون للضرب والطرد من منزلهم فى طفولتهم.
وعن أول جريمة ارتكبها المسجل خطر كانت بالترتيب حسب النسب الأعلى «مخدرات ثم سرقة ثم ضرب وجرح ثم قتل عمد أو الشروع فيه ثم السرقة بالإكراه ثم نشل فشيك بدون رصيد ثم تزييف وتزوير ثم ضرب أفضى إلى موت ثم البلطجة ثم إتجار فى المخدرات ثم التعدى بالسلاح ثم تهريب ثم خطف أطفال وحريق عمد وأخيرًا حيازة السلاح».
وسألت الدراسة المسجلين خطرًا عن الأسباب التى تجعل الشخص يرتكب جريمة فقال 60 ٪ من المسجلين خطرًا البيئة الأسرية ،و38.5 ٪ قالوا الخمور والإدمان وباقى النسبة قالوا أصدقاء السوء ثم البطالة.
وعن أسباب عودتهم للجريمة قال 70 ٪ لعدم وجود مصدر رزق و47 ٪ قالوا أصدقاء السوء وباقى النسبة الخمور والمخدرات.