الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

صانع الأزمات!

صانع الأزمات!
صانع الأزمات!


فيما يترأس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية اليوم «السبت» قداس ذكرى الأربعين للأنبا إبيفانيوس رئيس دير أبومقار «الذى قتل غدرا مطلع الشهر الماضى».. لا يزال عديد من العواصف يضرب بجدران الكنيسة المصرية.

فقبل مقتل الأنبا إبيفانيوس بمدة ليست بقليلة كانت هناك محاولات كثيرة لاتهام البابا بالهرطقة.. وهى اتهامات كانت تستهدف تهييج الرأى القبطى ضد البابا، خصوصا على صفحات السوشيال ميديا، وبالتالى يستطيع أو يسهل إعلان عزله.. إلا أن أبحاث ودراسات الأنبا إبيفانيوس فى المخطوطات الآبائية كانت لهم بالمرصاد.. وكانت كاشفة لضآلة علمهم أمام علمه، إذ كشف للجميع كم العظات التى ظهرت بعد رحيله.

جاء الأنبا إبيفانيوس ليحتل عن جدارة مكان ومكانة سكرتير المجمع المقدس الأسبق والذى وإن كان يعد لدى الكثيرين قامة كبيرة فى حماية الأرثوذكسية إلا أن طريقة تطبيق الحماية جعلت منه شخصا لا يفضله الأغلبية بدءا من أعضاء المجمع المقدس أنفسهم ووصولا للشعب القبطى العادى،إذ كان يكفى فقط أن يتردد اسمه حتى يتبادر إلى ذهنك كم العنف المستخدم تحت شعار «حماية الإيمان»!

وهو نفس المنطق الذى جاء به بيان الراهب المجرد «يعقوب المقارى» الذى أصبح فجأة بين ليلة وضحاها مدافعا عن الإيمان ومتهما البابا تواضروس بالهرطقة والسيمونية، ومطالبا أعضاء المجمع المقدس بأن يعلنوا عزله حتى يقبل «يعقوب» العودة مرة أخرى للكنيسة!

ومن يتابع تاريخ الراهب المجرد لا يصعب عليه إدراك أن حقيقة ما يبحث عنه هو المال فقط.. وهو ما يجعلك تتساءل: من أين ليعقوب أن يفهم فى علوم اللاهوت والسيمونية؟!.. وبذلك نكون أمام حقيقة واضحة تقول إن يعقوب ما هو إلا ورقة ضغط فى أيدى من كتب له بيان الانفصال عن الكنيسة!

إن جميع النقاط التى جاءت فى بيان يعقوب هى الاتهامات نفسها التى وجهتها جماعات ادعاء حماية الإيمان التى أكد الأنبا بيشوى فى تصريح له أنهم أبناؤه ويرجعون له فى كل صغيرة وكبيرة.. وعلى الرغم من أن هذه الجماعات تدعى حماية الكنيسة، إلا أنها وقفت صامتة أمام انشقاق أحد الرهبان.

صمتت هذه الجماعات أمام من كسر نذر الطاعة وسعى لصناعة الأزمات بالكنيسة.. فقط لأنه يتماشى مع توجهاتها.. لكن أين هو الأنبا بيشوى الآن من كل ما يحدث؟! هل هو حقا قابع فى إيبارشيته أم هناك تواجد له فى مكان آخر؟!

لأن لكل رواية- دائما- وجهان فعلينا أن نستعيد بعض الحقائق المنسية حتى يكون المشهد واضحا للجميع.. إذ تمر الكنيسة اليوم بأخطر وأدق مرحلة فى تاريخها المعاصر.

فهناك- يقينا- من يريد أن يؤصل فى أذهان الأقباط وجود عصيان رهبانى ناتج عن تعنت البابا الحالى معهم يقوده يعقوب المقارى، الذى كان يتطلع لأن ينال الأسقفية ويصبح رئيس دير العذراء مريم والأنبا كاراس.. إلا أنه تم رفض طلبه.. وبناء عليه قام بشرح البطريرك ومارس الأسقفية برسامته لرهبان.. وهو شىء غير قانونى بالمرة وضد الإيمان والعقيدة الأرثوذكسية.. ولكن لا نعرف لماذا لم يهبوا من يدعون حماية الإيمان ويشرحوا حقيقة ما يدور؟!

أما الأهم فهو عندما تبادر إلى الأذهان ظهور «ماكس ميشيل» آخر، ظهرت أبواق تؤكد أن هذا شىء مختلف، كما لو أن هناك محاولات للتأكيد على مظلومية يعقوب.. وهو نفس ما حدث مع أشعياء، حتى لا يفقد تعاطف الشارع القبطى؟

قطعا.. هناك تحركات «مريبة» تدور فى الكواليس.. ولكن من عادة الأنبا بيشوى ألا يظهر فى الصورة «إلا فى المشهد الأخير» مثلما حدث فى قضية جورج حبيب بباوى.

فكل من عناصر بداية المشكلة يؤكد أن الأزمة بدأت بعد خروج الأنبا بيشوى من المعتقل حيث سجن فى أحداث سبتمبر.. وعندما خرج كان قد تبدل وبدأ عملية البحث عن كل من اشترك مع الدولة ليعوض غياب البابا شنودة الذى كان قد وضع تحت الإقامة الجبرية وتناسى أن اللجنة كانت بموافقة البابا شخصيا.

وكان جورج بباوى قد تحدث فى إحدى الإذاعات الأجنبية عما حدث.. وعلى ما يبدو أنه وصف ما حدث من الكنيسة بأنه أمر غير مقبول.. ومن هنا بدأت القصة حيث كان «بباوى» يقوم بالتدريس فى «إكليريكية طنطا» فقام الأسقف الحديدى «بيشوى» بإرسال إحدى المكرسات التى كانت تسجل كل محاضراته.
وبحسب أحد المعاصرين، فقد كانت تتم عملية تقطيع وتركيب، ليبدو أنه كان يهرطق.. وبالفعل قام البابا شنودة بإبعاده وعليه ترك بباوى الكنيسة وسافر إلى الخارج.

إن ما حدث مع بباوى هو ما يقوم به الأسقف الحديدى إلى الآن، حيث يقوم بإرسال المكرسات لمراقبة جميع الاجتماعات، خاصة التابعة له بشكل مباشر، وهو شىء أصبح غير مقبول بشكل كبير.

الأمر الآخر الذى يوضح أمورًا مخفاة هو أن الأنبا بيشوى فى أثناء اختيار البطريرك 118 قام بإرسال مذكرة للجنة توضح وتؤكد أن الكنيسة لا ترفض ذلك ولا يوجد ما يمنع هذا.. وبهذه الرسالة يكون الأسقف الحديدى قد أكد أنه من الممكن أن نختلف لكن الاختلاف لا يعنى الهرطقة.. إذ كان من الواضح أن سعيه نحو البطريركية جعله ينسى موقف البابا شنودة، الذى أعلنه بوضوح فى عدد مدارس الأحد من العام 1954 م بأنه لا يجوز أن يكون البطريرك مرسوما على منطقة أخرى.. وبالتالى يكون الاثنان أصحاب رأى مختلف عقائديا.. فأين أعضاء حماية الإيمان من كل ما يحدث.

إن تهميش دور الأسقف الحديدى أمام تعاظم دور الأنبا إبيفانيوس جعل الجميع ينسى ما كان يقوم به فى محاكمته، التى تعد غير قانونية.. إذ كان يقوم بالتعدى على خصوصيات الغير، ويقوم بتفتيش سياراتهم الخاصة ومنازلهم، والكثير من الانتهاكات التى كانت تحدث تحت سمع وبصر الجميع.. ولكن لأنه كان يتعامل بالحديد والنار، فلم يكن أحد يستطيع مثلا أن يقول إنه طلب منه أن يوقع على ورقة فارغة حتى يملأها هو بنفسه حسبما يرى.. وعندما رفض تم تجريده نهائيا.

وعلى ما يبدو فإن الأنبا بيشوى سيعاود الظهور مرة أخرى.. خاصة أن يعقوب المقارى أكد أنه هو من قام بتسليمه خطاب تفويض البابا شنودة.

وبالرغم من ذلك كان الأنبا بيشوى أول من وقع قرار تجريده الذى كان أحد أسبابه هو إظهار أوراق مزيفة وغير حقيقية.

للأسف الشديد.. هناك تحذيرات متعددة من أزمات محتملة داخل الكنيسة.. لكن ما زالت الصورة- إلى الآن- غير واضحة.. إلا أن هناك أسماء واضحة أخذت فى الظهور بعضها ضحية وبعضها مذنبة.

لسنا هنا جهة حساب.. فقط أردنا أن نوضح بعض الأمور والمبادئ التى تتغير حسب أهواء أصحابها الذين يستغلون عديمى الفهم والذين يطمحون فى المناصب للوصول لهدفهم الحقيقى.. لكن سيكون أول شىء يفعلونه عند الوصول هو حرق كل أوراقهم القديمة