السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الاحتفال بـ«يوسف شاهين» من زاوية وسط البلد للسينماتيك الفرنسى

الاحتفال بـ«يوسف شاهين» من زاوية وسط البلد للسينماتيك الفرنسى
الاحتفال بـ«يوسف شاهين» من زاوية وسط البلد للسينماتيك الفرنسى


حدثان سينمائيان يُجرى الإعداد لهما الآن، أولهما هو إعلان سينما زاوية عن انتقالها من مقرها بالقاعة الخلفية لسينما أوديون وهو المقر الذى عرفه الجمهور على مدَى أربع سنوات حملت خلاله تلك السينما شعارًا كان سببًا فى تعلّقه بها وهو (سينما للأفلام اللى مابتتعرضش فى السينما)، حيث احتضنت تلك السينما العديد من التجارب المستقلة، والمختلفة، كما عُرضت بها أفلام أوروبية، وعربية لم تجد لها سوقًا فى أى مكان آخر، رُغْمَ وجود جمهور كبير لها، واختارت إدارة زاوية سينما كريم فى شارع عماد الدين لتكون هى المقر الجديد.
استتبع ذلك الانتقال وجود احتفالية ضخمة تلى الافتتاح، حيث سيعرض خلال تلك الفعالية التى تستمر لمدة عشرة أيام من 12 حتى 22 سبتمبر المقبل 20 فيلمًا من أفلام «يوسف شاهين» التى كان يصعب مشاهدتها فيما قبل بشكل جيد بسبب حاجتها للترميم، بعضها أفلام كلاسيكية مثل فيلم «بابا أمين»، أول فيلم يخرجه «شاهين» عام 1950، من بطولة «فاتن حمامة»، و«حسين رياض»، وبعضها نادر مثل فيلم «شيطان الصحراء» الذى أنتج عام 1954، من بطولة «عمر الشريف»، و«مريم فخر الدين»، وسيتم عرض بعض أفلام السيرة الذاتية مثل «اسكندرية كمان وكمان»، و«حدوتة مصرية»، كما سيُعرَض ضمن الأفلام المرممة واحدٌ من أضخم الإنتاجات فى السينما المصرية وهو فيلم «الناصر صلاح الدين».
تفاصيل عديدة حول خطوة الانتقال، وعن الأفلام المرممة التى سيتم عرضها، والاحتفاليات المحلية، والعالمية التى ستقام لـ«يوسف شاهين» سألنا عنها «يوسف شاذلى» المدير العام لسينما زاوية، والمنتجة «ماريان خورى» مدير شركة أفلام مصر العالمية، فى السطور التالية...
أسباب القرار
فى البداية يقول «يوسف شاذلى» المدير العام لسينما زاوية: «إن قرار انتقال سينما زاوية من مقرها المعروف منذ أكثر من أربع سنوات بالقاعة الخلفية لسينما أوديون بوسط البلد، إلى سينما كريم بشارع عماد الدين لم يكن وليد اللحظة، حيث أقامت زاوية بعض العروض داخل سينما كريم، فى فعاليات سابقة لها، مثل بانوراما الفيلم الأوروبى، وأيام القاهرة السينمائية، وهو ما جعلنا على عِلْم بمميزات وعيوب المكان، ولعل أكبر ميزة هى وجود قاعتىّ عرض سيتم من خلالهما عرض عدد أكبر من الأفلام، وستتاح الفرصة أمامنا للقيام بفعاليات أكثر، على عكس أوديون التى كانت تحتوى على قاعة عرض واحدة خاصة بزاوية، بالإضافة إلى أن فريق زاوية سيتولى الإدارة بشكل كامل فى سينما كريم، مما يساعد على تطبيق معايير الجودة بشكل أفضل، على عكس ما كان يحدث فى أوديون، فلم تستطع إدارة زاوية تطبيق تلك المعايير نتيجة لبعض الصعوبات الإدارية».
تغيرات شاملة
وعن التجديدات التى قامت بها زاوية فى سينما كريم يقول: «قمنا بعدد من التجديدات مثل إعادة تصميم القاعات، من أجل تجربة مشاهدة أفضل، وذلك بالتعاون مع شركتىّ نيو سنشرى وأفلام مصر العالمية، خصوصًا مع وجود بعض المشاكل الخاصة بتدرج المقاعد، حيث كان من يجلس فى الصفوف الخلفية يجد صعوبة كبيرة فى مشاهدة الشاشة، أو قراءة الترجمة بالنسبة للأفلام المترجمة، وهو ما تم تداركه، عن طريق إنشاء نظام تدرج يسمح لجميع الجالسين بالقاعة بمشاهدة الشاشة بالكفاءة نفسها، كما تم تلافى العيوب الخاصة بنظام المرور داخل القاعة، خصوصًا أن النظام المعمول به كان يتسبب فى إحداث إزعاج وتشتيت لانتباه المشاهدين، فى أوقات العرض، مما دفعنا إلى اعتماد رسم هندسى جديد أنشأنا من خلاله ممرات جديدة، تسمح بالحركة داخل القاعتين دون إزعاج، كما تم هدم منطقة الكافيتريا تمامًا، وإعادة تصميمها بشكل أقرب إلى روح سينما زاوية، وبتصميم يسمح بتواجد عدد أكبر من الجمهور بداخلها، وعلى صعيد آخر، وبمناسبة الافتتاح، تقيم زاوية فعالية بعنوان (يوسف شاهين.. النُّسَخ المرممة) وسيقام على هامش تلك الفعالية عدة فعاليات أخرى مثل المناقشات حول بعض الأفلام المعروضة، والورش السينمائية، مثل ورشة تطور الرؤية الذاتية وطرُق الحكى عند «يوسف شاهين» منذ 1950 حتى 2007، ويقدمها «باسل رمسيس»، وأخرى تهتم بالأرشفة وترميم الأفلام، بالإضافة إلى ورشة بعنوان (هذه الأرض ستكلمك بالإشارات) تعنى بالفن التشكيلى البصرى، وتقدمها «آلاء يونس»».
خطوات الترميم
من جانبها تقول المنتجة «ماريان خورى»، إن عملية ترميم الأفلام هى محاولة لمنح الفيلم حياة جديدة، حيث إن الأفلام بشكل عام لها عمر افتراضى، وعملية الترميم تساهم فى الاحتفاظ بها لفترة أطول، مشيرة إلى أن فكرة ترميم أفلام «شاهين» جاءت لهم منذ وفاته، حيث تقول: «بعد وفاة شاهين بدأنا فى اتخاذ كل الإجراءات اللازمة للقيام بتلك الخطوة التى كان لدينا الفرصة للقيام بها فى الخارج، خصوصًا أن شاهين لديه إنتاج مشتركة مع فرنسا وبلدان أخرى، وتلك البلاد تمتلك جزءًا من هذه الأفلام، ورُغْمَ أن لكل بلد قوانينها التى تحكمها فى تلك الجزئية، فإن جميعها حريصة على بقاء تلك الأفلام، لذلك اهتم الجميع بعملية الترميم، فالقانون الفرنسى على سبيل المثال، يعطى الأولوية فى الترميم للأفلام التى أنتجت قبل عام 2000، ولا تتم عملية الترميم على نفقة البلد بالكامل، بل تساهم مع المنتجين فى القيام بذلك، وللعِلْم فإن تكلفة الترميم هناك تفوق تكلفة الترميم فى مصر 10 أضعاف».
وعن مدَى القدرة على استمرار عملية الترميم فى ظِلّ التكلفة المرتفعة تقول: «مشروع الترميم مستمر، ويمكن اعتبار الـ20 فيلمًا مجرد بداية، حيث نسعى لترميم كل أفلام يوسف شاهين التى تمتلكها الشركة، ثم سنرمم بعد ذلك أفلامه التى لا نمتلكها، وفى الخطوة التالية سيتم ترميم الأفلام التى تمتلكها الشركة لكن ليست من إخراج يوسف شاهين».
 تكريم محلى ودولى
وعن الاحتفاليات التى لا تزال تقام لـ«شاهين» محليّا وعالميّا، خصوصًا بعد إعلان مهرجان الجونة عن تكريمه ضمن فعاليات دورته الثانية التى ستقام نهاية الشهر المقبل، وإعلان السينماتيك الفرنسى تنظيم احتفالية كبيرة لـ«شاهين» تقول: «هذا العام نحتفل بالذكرى العاشرة لوفاة شاهين، ومن الطبيعى أن يكون هذا العام مزدحمًا بالتكريمات والاحتفاليات، أمّا عن تفاصيل احتفالية السينماتك، فتبدأ الاحتفالية فى 14 نوفمبر المقبل، وتستمر لمدة ستة أشهر، وتتضمن معرضًا للصور يشمل عرض صور لشاهين، أفيشات أفلام، ملاحظات وسيناريو مكتوبة بخط يده، بالإضافة إلى بعض المقتنيات كما ستشمل الاحتفالية عرضًا لكل أفلام شاهين وليست المرممة فقط، وقد طالبت بعض البلدان باستضافة المعرض بعد فرنسا منها أمريكا، إنجلترا، ألمانيا وإيطاليا، ومن المقرر أن تكون مكتبة الإسكندرية هى المقر الدائم لمقتنيات المخرج الكبير بعد جولتها فى المعارض حول العالم. 